* كتب - مندوب الجزيرة:
رأس معالي وزير الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد المشرف العام على ملتقى خادم الحرمين الشريفين الاسلامي الثقافي في جوهانسبيرج بجنوب افريقيا الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ بمكتبه في الوزارة بالرياض صباح امس الثلاثاء اجتماعاً لرؤساء اللجان العاملة في الملتقى الذي سيعقد في المدة 6-9/7/1423هـ.
وقد اطلع معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ على آخر الاستعدادات والترتيبات التي اتخذت بشأن تنظيم الملتقى في المكان والزمان المحددين له، كما استمع معاليه الى التقارير التي اعدها رؤساء تلك اللجان العاملة في الملتقى وآخر الخطوات التي اتخذت في هذا الشأن، وعن آلية العمل التي ستتخذ اثناء انطلاق فعاليات الملتقى.
وأكد معاليه خلال الاجتماع اهمية انعقاد هذا الملتقى في ظل هذه الظروف الراهنة التي يعيشها المسلمون حالياً في مختلف انحاء العالم بعامة وفي القارة الافريقية بخاصة، معرباً معاليه عن ارتياحه لما لمسه من استعدادات واستكمال الترتيبات المطلوبة لاخراج هذا العمل الاسلامي العظيم بالصورة المشرفة واللائقة به، مشيراً الى ان رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود - ايده الله - وعنايته بالمسلمين في كل جزء من هذه المعمورة هي منطلقات لا تقوم على المصالح والمكتسبات ولا على المقايضة، وانما تنطلق من واجب الاخوة الاسلامية، فهو يؤكد - رعاه الله - على الدوام ان ذلك واجب تفرضه علينا عقيدتنا السمحة وشريعتنا الغراء.
ونوه معاليه بما تم انجازه حتى الآن من اعمال تخص تنظيم الملتقى الذي سيكون - ان شاء الله تعالى - مكثفاً وحافلاً بالبرامج الدعوية المصاحبة التي تهدف الى فائدة المسلمين هناك، مفيداً معاليه ان تنظيم ملتقى خادم الحرمين الشريفين الاسلامي الثقافي في جوهانسبيرج بجنوب افريقيا يأتي من منطلق الرعاية والاهتمام الكبيرين اللذين يوليهما خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز ال سعود - حفظه الله - لجميع اوجه النشاط الاسلامي، وفي مجالات الدعوة الى الله تعالى، ودعم ومناصرة الجاليات والاقليات الاسلامية في العالم، وكذا الاهتمام بشؤون المسلمين في سائر انحاء الارض، حاثاً معاليه رؤساء اللجان العاملة في الملتقى على مضاعفة الجهود ومواصلتها لاستكمال ما تبقى بهدف تنفيذ الملتقى في مكانه وزمانه المحددين - باذن الله تعالى -.
وتوجه معاليه الى الله الكريم بالدعاء ان يجزل المثوبة لخادم الحرمين الشريفين، ولسمو نائب خادم الحرمين الشريفين، ولسمو النائب الثاني، وان يكتب حسنات ذلك في موازين اعمالهم، كما شكر لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز ال سعود وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس ديوان رئاسة مجلس الوزراء جهوده الخيرة في هذا المجال ومتابعته لها، وان يوفق الله كل القائمين على هذا العمل الاسلامي الجليل.
من الجدير بالذكر ان الملتقى سيناقش - باذن الله تعالى - موضوعاً مهماً هو «الدعوة الاسلامية في افريقيا ومؤسساتها.. الخصائص - الواقع - التطوير» من خلال خمسة محاور رئيسة اولها:
اسس الدعوة الاسلامية والمحور الثاني الخصائص المؤثرة في الدعوة في افريقيا، والمحور الثالث مستقبل الدعوة الاسلامية في افريقيا وتطويره، والمحور الرابع التنسيق بين المؤسسات الاسلامية في افريقيا، والمحور الخامس يتناول تجارب المؤسسات الخيرية الدعوية العاملة في افريقيا.
وسيصاحب فعاليات الملتقى برامج دعوية وعلمية، تتضمن عقد ثلاث ندوات، الاولى بعنوان «معوقات العمل الدعوي في افريقيا وحلولها»، والندوة الثانية بعنوان «اثر الدعوة في مكافحة الارهاب»، والثالثة بعنوان «الافتاء»، كما سيصاحب فعاليات الملتقى تنظيم دورتين تدريبيتين، الاولى بعنوان «مهارات الاتصال» والثانية بعنوان «مهارات الادارة الدعوية الحديثة، واعداد الخطط والبرامج»، الى جانب اقامة خمس دورات شرعية في مختلف مدن جنوب افريقيا.
على الصعيد نفسه اتفق عدد من الشخصيات الاسلامية الافريقية العاملة في المجال الاسلامي على اهمية عقد ملتقى خادم الحرمين الشريفين الاسلامي الثقافي السادس الذي سيعقد في مدينة جوهانسبيرج بجنوب افريقيا الذي ستنظمه وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد في السادس من شهر رجب القادم بحضور عدد من العلماء، والدعاة، وكبار الشخصيات الاسلامية من مختلف انحاء العالم.
واجمعوا - في تصريحات ادلوا بها ل «اللجنة الاعلامية للملتقى» بهذه المناسبة - على ان الملتقى يبحث موضوعاً مهماً هو «الدعوة الاسلامية في افريقيا ومؤسساتها.. الخصائص - الواقع - التطوير»، وتبرز اهمية الموضوع لمكانة الدعوة من الاسلام ولحاجة الناس الى توضيح مسائل الدعوة الى الله واحكامها، وكيفية تبليغ الرسالة، وترتيب الاولويات من حيث المكانة الشرعية.
الدعوة في أفريقيا
ففي مستهل تلك التصريحات، قال فضيلة نائب المفتي العام في موريتانيا احمد ولد المرابط: اننا لنرى اهمية بالغة في عقد ملتقى خادم الحرمين الشريفين الثقافي السادس في جنوب افريقيا، حيث يتجلى ذلك في ان الملتقى يبحث - ان شاء الله تعالى - موضوع الدعوة الاسلامية في القارة الافريقية، وسيقوم بتقويم واقعها والعمل علي تطويرها بعد دراستها، الامر الذي سيعود بالفائدة على المسلمين في افريقيا.
وابان الشيخ المرابط ان ملتقيات خادم الحرمين الشريفين الاسلامية الثقافية الخمسة التي عقدت في عدد من الدول الاوروبية خلال السنوات الماضية تجسد اهتمام خادم الحرمين الشريفين بالدعوة الاسلامية، ونشر الاسلام الصحيح ومتابعته لاحوال المسلمين، ورغبته في خدمتهم في مختلف انحاء العالم ومساعدة الاقليات والجاليات المسلمة في ارجاء المعمورة وعلى وجه الخصوص المسلمين في افريقيا.
واكد فضيلته اهمية الملتقى السادس في تفعيل العمل الدعوي الاسلامي في افريقيا، وتقديم الدعم والعون اللازمين لنشر الدين الاسلامي ومساعدة المسلمين، وتزويدهم بكتاب الله العزيز من اصدار مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة المنورة.
مد جسور التواصل
ومن ناحيته، اشاد عباس علي جينا عضو جمعية العلماء بترانسوال جوهانسبيرج بجنوب افريقيا بالاهداف التي من اجلها تنظم وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد ملتقى خادم الحرمين الشريفين الاسلامي الثقافي في جنوب افريقيا، والتي منها ربط الشعوب الاسلامية والجاليات المسلمة في الدول الافريقية، ومد جسور التواصل فيما بينهم تعميقاً لمبدأ الاخوة الاسلامية، الى جانب استنهاض هممها، وحثها علي المحافظة على القيم الاسلامية ودعمها في سبيل استمساكها بسماتها المتميزة لها وعدم ذوبانها امام الحملات التنصيرية الموجهة اليهم من اعداء الاسلام.
ونوه بما تقدمه حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود من دعم واهتمام بنشر الدعوة الاسلامية في جميع انحاء العالم، وبما توليه من عناية بكل ما يهم امر الدين الاسلامي الحنيف والمسلمين والاقليات المسلمة، مشيراً الى أن ذلك ليس بمستغرب عليها لأنها منذ عهد مؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله تعالى - وهي تنتهج هذا المنهاج الواضح.
تقييم الدعوة الإسلامية
اما اسماعيل بن موسى منك عضو مجلس العلماء في زيمبابوي فقد اعرب عن اعتقاده ان ملتقى خادم الحرمين الشريفين الاسلامي الثقافي السادس في جوهانسبيرج سيكون له - بمشيئة الله تعالى - دور كبير ومهم في تقييم الدعوة الاسلامية، والاطلاع عن كثب على واقع المؤسسات والهيئات والجمعيات الاسلامية العاملة في جنوب افريقيا في مجال نشر الدعوة الاسلامية.
وتمنى من الله تعالى ان يحقق هذا الملتقى اهدافه وغاياته السامية التي من اجلها سيقام، وفي مقدمتها الرفع من مستوى العمل الدعوي في القارة الافريقية، وان يجزل الاجر والمثوبة من الله تعالى لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود على جهوده في سبيل نشر الدعوة الاسلامية ومساعدة المسلمين ونصرة قضاياهم في جميع المحافل الدولية.
تصحيح صورة الإسلام
كما اكد عميد الكلية الافريقية للدراسات الاسلامية في السنغال الدكتور محمد احمد لوح ان ملتقيات خادم الحرمين الشريفين الاسلامية الثقافية الخمسة التي عقدت خلال السنوات الماضية في عدد من الدول الاوروبية حظيت باهتمام جميع الاقليات المسلمة، وانها قدمت الكثير والكثير في تصحيح صورة الاسلام الناصعة البياض التي شوهها اعداء الامة.
وقال: ان الملتقى السادس يهدف - ان شاء الله تعالى - الى تصحيح اخطاء العاملين في ميدان الدعوة وتطوير وسائلهم، والتأصيل لعملية دعوية رصينة تتمشى مع التطورات العلمية والتقنية المعاصرة، وايجاد خطط دعوية معتدلة ومتزنة لاعطاء الآخر صورة الاسلام الحقيقية، وتقديم مقترحات عملية لمواجهة المتغيرات الدولية بحكمة وثبات، ودرء الشبهات، واماطة التهم الموجهة الى المنظمات والجمعيات الاسلامية المعروفة بالنزاهة والوسطية والبعد عن الشطط في الفكر والمنهج.
وشدد الدكتور محمد لوح على ضرورة ان تستفيد المنظمات والمؤسسات الاسلامية من هذه الملتقيات في المنطقة لتصحيح مسيرة العمل الاسلامي عن طريق ارسال افضل ما لديها من كوادر للمشاركة في هذه الملتقيات اذا قدر لها ان تشارك، وكذلك اتخاذ ما تتمخض عنه المقترحات والتوصيات بعين الاعتبار في برامجها الدعوية، والاسهام بالدراسات العلمية المقدمة وبلورتها الى واقع عملي والاستفادة منها في التنسيق بين البرامج والمناشط الدعوية، وكذا استغلال هذه الفرصة من قبل المنظمات والمؤسسات والجمعيات الاسلامية لتراجع خططها وبرامجها الدعوية، وتتلافى الاخطاء المنهجية والسلوكية التي قد تقع فيها.
وأكد عميد الكلية الافريقية للدراسات الاسلامية في السنغال في نهاية حديثه على ان هذه الملتقيات هي العملية الرصينة والهادفة التي تحرص المملكة العربية السعودية على عقدها، وقال: ولا شك انها تمثل فرصة حقيقية لبيان الحق والوقوف الى جانبه في قضايا يخيم عليها الكثير من الغبش، كتصحيح المفاهيم الخاطئة والمشوهة التي لا تقدر المملكة حق قدرها ولا تلقى بالاً لدورها القيادي والريادي بين الشعوب والمجتمعات الاسلامية ولا للخدمات الجليلة التي قدمتها وتقدمها في سبيل رعاية الحرمين الشريفين، وانها لخير برهان علي دور المملكة الايجابي في ارشاد الشعوب الاسلامية الى ما فيه خيرها وصلاحها، وترقية مستوياتها الفكرية والعملية.
|