المذيعة الحسناء تتلو:
* أربعة عند الفجر.. يقتلون..
بمطر الرصاص.. بحق العدو..
بصمت الحياة..
وذل الصمت
يرحلون..
والطريق مكتظة بالسيارات..
والأعين مكتظة بالتوتر واللهاث
خلف الرغبات...
رغبة النوم الذي لم يكتمل
ورغبة المرتب الذي لم يزد
ورغبة الراحة والدعة والأحلام الآمنة
والطريق تكتظ أكثر..
والمذيعة الحسناء تمضي في تلاوتها..
يشيع اليوم طفل فلسطيني .. وامرأة..
وعشرة رجال..
ويشيع غداً مائة طفل وعشر نساء وألف رجل..
وغداً .. تعبر مجلجلة..
دون ان تترك أثراً واضحاً على الطريق التي مازالت تضيق بالعابرين وسياراتهم وأحلامهم..
** رجل مرور
يقف في تقاطع..
يده تعبره ذات اليمين ذات الشمال
ينهره المارون بأعينهم
ويلوحون له بأيديهم..
دعنا نعبر..
الخطوط الحمراء تشتعل أمام أسمائنا.
يرتبك.. كلما زادت الأبواق
في ضجيج أصواتها..
والمذيعة الحسناء مازالت تتلو:
اجتثت دبابات العدو كل أشجار البرتقال
وتساقطت أغصان الزيتون معفرة في التراب
وتراكض الأطفال لينفضوا عنها الغبار...!
** وفي الطريق المكتظة بالسيارات والأحلام ونصف النائمين والمكافحين والباحثين عن لون آخر للحياة..
يضيع صوت المذيعة وتستسلم الطريق لعراكها اليومي وتغرق في همومها دون أن تلتفت لعبارة المذيعة الحسناء..
من ينفض الغبار!!!
|