Thursday 29th August,200210927العددالخميس 20 ,جمادى الثانية 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

مشاهدات من حفلات جدة وأبها (2/2) مشاهدات من حفلات جدة وأبها (2/2)
محمد عبده وعبادي يواصلان مرحلة التألق.. ومرشد يوثق مسيرته

  * كتب محمد المصطفى الجيلي:
نعود هنا بالحديث عن مهرجان أبها والذي كما ذكرت قد أقيم هذه العام تحت شعار «إلا انا أبهى» فقد تزين مسرح المفتاحة مبكراً لاستقبال هذا الحدث الكبير وتم التنظيم المبكر لأولى حفلات هذا العام، وانتظم الحضور متشوقون لسماع طرب فني أصيل من الكوكبة الفنية التي أحيت الأمسية الأولى.
الجوهر يواصل التألق
«عبادي غلب الكل» عبارة قالها أحد الزملاء في تغطيته لهذه الأمسية الجميلة والتي كان فيها عبادي نجماً فوق العادة وواصل نجاحه وتألقه الجميل الذي بدأه في جدة.. عبادي أكد من جديد عودته القوية وحضوره اللافت وأرّخ لنفسه وهجاً جديداً في هذه المشاركة، حيث أبدع وقدّم ألواناً من الدهشة وهو يحيل ليالي أبها بهذه المشاركة المتميزة وبمجموعة الأغاني التي شدا بها إلى ليلة خالدة لن ينساها كل من شهد هذا الحفل. مفاجأة عبادي للحضور تمثلت في غنائه لأغنية «قالوا ترى» بمصاحبة «العود» فقط بعد ان أصرّ عليه الجميع بغنائها، وتفاعل معها الجميع مرددين مقاطعها معه في لوحة رائعة ألهبت بعدها اكف كل من كان في الصالة تصفيقاً لهذا الإبداع الكبير.
تصريح علي عبدالستار!
أثار الفنان القطري، الذي كان متواجداً في الأمسية الأولى للفعاليات الفنية في أبها، حفيظة الصحافة الفنية وذلك من خلال تصريحه الذي أدلى به لزميلنا الصحفي بأبها عبدالله الهاجري، حيث قال: إن الصحافة الفنية السعودية إما مدفوعة أو اقليمية، وحقيقة لم يجد كل من قرأ هذا التصريح أدنى عذر لعلي عبدالستار يدفعه لمثل هذا الكلام، فعلي عبدالستار من أكثر الفنانين القطريين مشاركة في المهرجانات السعودية.
وقد أعطته الصحافة الفنية السعودية التي تحدث عنها مساحات كبيرة نشرت عبرها نشاطاته الفنية المختلفة من حفلات والبومات وتعاونات.. الخ.. فكان حري به ان يتوخى الدقة في تصريحه هذا.. ولكن!..
تلاحم فني عربي!
أما الحفل الثاني الذي أحياه ثلاثة فنانين ليس بينهم سعودي واحد قد أكد التلاحم الفني العربي من كافة زواياه، حيث شارك في الحفل كل من الفنان الكويتي عبدالله الرويشد، والإماراتي عبدالله بلخير واليمني المخضرم محمد مرشد ناجي.
حمل هذا الحفل تميزاً من نوع آخر، واختلفت فيه وتنوعت المادة المقدمة، فاجتهد كل فنان ليعطي احسن ما عنده، وقد كان الجمهور المتابع من داخل الصالة هو المستفيد الأول من هذا التنوع وهذا الإبداع، فخرجوا بسهرة ولا أروع.
وبالرغم من العارض الصحي الذي أحس به الرويشد قبل الحفل بساعات، إلا انه شارك وأبدع وكأن شيئاً لم يكن وقدم عدداً من أغانيه القديمة والحديثة في مشهد طربي رائع وجو من الأصالة لن تنساه ليالي أبها البهية قريباً، تحامل الرويشد على نفسه وقدم واحدة من أجمل حفلاته غادر بعدها القاعة مباشرة إلى المستشفى بجدة ليكمل رحلة علاجه من هذه الوعكة الطارئة، ولكنه ترك ذكرى طيبة سيظل يذكرها أهل أبها طويلاً.
توثيق وتدوين
كانت الوصلة الثانية في هذا الحفل من نصيب الفنان اليمني المخضرم الأستاذ محمد مرشد ناجي ذلك الفنان الذي تتلمذ على يديه كبار المطربين الخليجيين أبرزهم محمد عبده، جاء هذا الفنان الشامخ مقدماً خلاصة فنه على المسرح وموثقاً بذلك مسيرة ستين عاماً من الفن والأصالة من خلال هذه المشاركة، وكانت بالحق مفاجأة سارة لكل من حضر هذه الأمسية.
وأثناء وصلته طلب منه الجمهور الغناء بالعود، فاستجاب لطلبهم على الفور وغنى رائعتيه «بعلم سيري» و«أراك طروباً» وسلطن بصوته الجميل الذي تفاعل معه الجمهور كثيراً، وغادر بعدها القاعة وفي نفسه شيء من حتى.. وفعلاً فبعد أيام قليلة فجّر مفاجأته بإعلانه الاعتزال عن الغناء منهياً بذلك فاصلاً طويلاً من الإبداع قضاه في حقل الطرب الأصيل مغنياً وملحناً.
مشاغبات بلخير
واصل الفنان الإماراتي خفيف الظل عبدالله بلخير رحلة نجاحه في جدة مقدماً فاصلاً من «مشاغباته» اللطيفة عبر وصلته الغنائية التي اختتم بها هذه الأمسية حيث تميزت مشاركته عبر تعليقاته اللطيفة وأغانيه الخفيفة الراقصة فتحرك الجميع معها متجاوبين مع كل حركة من حركاته وكل قفشة أطلقها، وحقيقة فهذا الرجل قد شق لنفسه طريقاً خاصاً عبر مدرسة لا يجيد فصولها إلا هو.. لذلك كان هذا التفاعل الكبير من قبل الحضور مع إبداعاته في كل من جدة وأبها.
ختامها مسك
وكالعادة في كل عام فقد أوكل لفنان العرب ختام هذه الليالي الرائعة والتي «أتت أكلها» تماماً، فكان بالحق خير ختام لأجمل أمسيات، استهل محمد عبده الحفل برائعة الأمير الشاعر عبدالرحمن بن مساعد «شبيه الريح» التي ظلت ترافقه في جميع افتتاحيات حفلاته التي أقامها مؤخراً، وتناثرت بعدها درره الخالدة حتى قدم أغنية «ضناني الشوق» تقديراً واحتفاء بالفنان محمد مرشد ناجي، ثم قدم أغنية «أبعاد» وضمنها بموال «لولا الهوى ما حملوا ريح الصبا» فتجاوب معه الجمهور طرباً لسلطنته تعلوهم دهشة سطرها فنان العرب بهذا الحضور المذهل الذي يزداد بريقه ولمعانه في كل مشاركة له على مسارح المملكة وخارجها.
وهكذا انطوت آخر صفحة من صفحات مهرجان هذا العام بهذه المشاركات الفاعلة والقوية والتي أسعدت كل من تابعها وبتفاعل إعلامي وتنظيم بديع كان له الفضل الكبير في هذا النجاح الذي خرجت به هذه الحفلات.
مشاهدات عامة
* تساءل الناس عن سر اختصار حفلات أبها هذا العام واقتصارها على ثلاث فقط بالرغم من الحضور الجماهيري الكثيف الذي حظيت به كل الفعاليات الفنية، ولعل هذا التساؤل يشير إلى النجاح الكبير الذي حققته هذه الحفلات والتي كما أشرت سابقاً قد حققت غرضها تماماً المتمثل في دعم السياحة الداخلية وتشجيعها، وطالب الكثيرون من اللجنة المنظمة زيادة عدد أيام الفعاليات مستقبلاً لاتاحة الفرصة لأكبر عدد من الجمهور لحضورها.
* استفاد القائمون على أمر الحفلات والمنظمون مما حدث في الحفل الأول من اشكاليات تنظيمية بسيطة واحتاطوا لهذا الأمر فكان النجاح الباهر الذي تحقق في بقية الأمسيات وساماً زين صدور اللجنة المنظمة.
* استأثر الفنان الكبير عبادي الجوهر على معظم الجوائز بفوزه بجائزة «أحسن كلمات أغنية» من خلال أغنيته «سيف اليمامة» والتي كتب كلماتها سمو الأمير سعود بن عبدالله، كما فاز أيضاً بجائزة أفضل لحن في أغنية «تأخرتي».. أما أفضل أداء فقد فاز به الفنان الكويتي عبدالله الرويشد، وفاز الفنان اليمني الكبير محمد مرشد ناجي بجائزة المفتاحة لأفضل أغنية متكاملة.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved