أشار الكاتب حمد القاضي في مقالته (اعتزال الفنانات وماذا يريد الزميل باجبير من الاعتراض عليهن..!) يوم الاثنين بتاريخ 3/6/1423هـ العدد (10910)، بحديثه حول مقالة للكاتب عبدالله باجبير في جريدة الشرق الأوسط.
والأستاذ حمد قد عارض (باجبير) بمقالته عن اعتزال الفنانات والتي عدّها قتلاً للفن.. والأدهى والأمر تعرضه للحجاب والاعتزال ونعته إياهما (بالهوجة)!!.
عموما.. مقالات (عبدالله باجبير) تتسم بذلك الطابع.
حين يمسك الكاتب بقلمه فذلك لأن لديه هدفاً!!.. فيأخذ بلباب الفكرة.. يبلورها ويقلبها حتى إذا ما استوى قوامها ونضجت أخرجها للناس وقد اكتملت.. فما الهدف الذي قلبه بفكره الكاتب باجبير من تلك المقالة؟؟.. هل هو إحياء الفن وردع التائبين عن توبتهم؟؟.. حري به ككاتب يمتلك أمانة أن يشد من أواصر التائبين، يشجعهم ويدعو لهم بالثبات والهداية.. لا أن ينهج العكس من ذلك!!.
فالكاتب يكون لديه رسالة يقررها ويطمح إليها وهو بكل حرف من حروفه يؤديها، فأحياناً.. تفعل الكلمة ما لا تفعله السيوف!! وقد قالها (باستور).. (إن الكلمة أقوى من ضربة السيف).. وقد يخشى من مثل تلك الكلمات أن تفعل فعلها في الإنسان!!.
تلك الكلمات يقرؤها القارىء ويحقق حقائقها أو يخطئها.. لكنها تستقر في قرارة ذاته.. يقلبها في رأسه بين الحين والآخر.. فحري بتلك الأقلام التي لا تؤدي رسالة تعين المجتمع ولا تنشر الدين أن تتوقف!! فلا يسمح لإفكارها أن تعبث بالعقول..!! ولا لعبارتها تلويث النفوس!!
وحق ما أشرت إليه يا أستاذ حمد حول ما كتب باجبير فكلماتك العقلانية كان لها أن تتخذ مذهباً منطقياً وصائباً.. ولكنها لم تكن الأولى لباجبير، فماذا عن بقية المقالات؟؟
فماذا عنها (شهادات أخرى للمرأة السعودية) فهو يفتخر بندائه بقوله: (لا أريد شهادة من أحد على ما ناديت، وكتبت، ونشرت، وأبرقت، وأرعدت مطالباً بفك قيود التقاليد الحديدية عن المرأة السعودية) ويسهب في مقالته تلك مشيراً إلى أن الاختلاط ليس بالأمر المحرم شرعاً وأن التزام المرأة بالحجاب وعدم الاختلاط قد أدى إلى تعطيل نصف المجتمع بزعمه..!! والمحرم برأيه هو الخلوة وليس الاختلاط!!
يا سيدي الفاضل: هذه شريعة إلهية مقدسة لا تقبل التشكيك ولا الانحلال!! فما استند إلى باطل فهو باطل!!.. فهل تمتلك دليلاً شرعياً على ما تقول؟؟
ثم القيود التي تزعم.. هي أن تكون المرأة أداة للهو والعبث.. وعرضة أمام هذا وذاك!! أن تكون مقيدة لأهواء النفس ورغباتها!! أن تكون كما يجب ألا تكون..!!
ولذلك نجد باجبير في أكثر من مقال ينادي بتحرير المرأة وإنشاء شرطة نسائية.. و..و.. فهل تكوينها النفسي يسمح لها بالوقوف على الحوادث المرورية وانتشال الموتى من بين الحديد؟؟؟.. وهل فطرة المرأة وتكوينها الفسيولوجي يسمحان لها بمجابهة الجرائم والتحقيق مع المجرمين والقتلة وسفكة الدماء؟؟؟
القلم أمانة فأحسن الاحتفاظ بها أو فاتركها ليحملها من هو أجدر بحملها..!!
وشكراً عميقاً للأستاذ حمد القاضي على متابعة قلمه والبحث عن تنزيه الأوراق وتقرير الحقائق والتصدي لمثل تلك الأقلام.. فهي أيضاً لم تكن له بالأولى.. فقد وقف يوماً موقفاً مشابهاً يوم أن كتب عن الكاتب أبوالسمح حول تغسيل الموتى.. شكر الله له وسخر قلمه لنصرة الدين وأهله.
البندري بنت مطلق العتيبي |