وطن.. نافذ الأمرِ
يُشرق.. في مفردات المعاني
وفي كل حُسْنٍ تجلى
تميس القوافي.. بآلائه
وتنداح.. في سُبُحات السَّحَرْ
***
وطن.. تُبْصر الأرضُ فيه سماواتها
وفي ذروة المجد
تلقى الذُّرا أمرها
تفيق لديه.. البواريدُ
لوَّاحةً بالشررْ
***
إلى الوطن المستكنِّ بنا
يبلغ العشق فينا
سماء التجلي.. ومدَّ البصرْ
***
إليك صديق القوافي:
تفيءُ الحروف التي أَنْقَضَتْكَ
وتُلقي بأسرارها المبهماتِ
يفتَرُّ عنها.. رحيق
شهيُّ العناق لذيذ الثمرْ
***
ويستفتح الشعرُ في صبوة العشق
أفلاكه.. واحداً.. واحداً
وافر الحُسْن
مستأثراً بالنُّهى
صيِّباً.. من خَدَرْ
***
إليك.. من الهمِّ ما تستطيع
وما تستطيع حروف القوافي
وما سعَّرتْهُ إليكِ
المآسي.. التي أَثْخَنَتْكَ
وألقت إليك الدواهي الكُبَرْ
***
إليك.. الحديث الذي..
أَلْهَمَ الجرح أن يطلب الثأر
أن يرفض الغِمدُ سيفَ الجبان
وأن تجمع الأرضُ أشلاءَها
تبدأ الأمر.. إن لم تكن بعدُ
يرتابك القاسطون
وينتابُ حِنْثَكَ هذا الخورْ
***
لأفلاكك الآن - يا صاحبي -
مداراتها النيِّرات
وهذا الهدى يصطفيك
ويجلو حناديسك المبهمات
ويُلقي ضفافاً من النور
تَأْتَلِقُ الأرضُ فيه
يضيء النفوس..
التي مالأتْها الشؤون الأُخرْ
***
على سُدَّة القول
آذنك الصمت ألاّ يبوح
وآذَنت القدس أفلاذها..!!
إلى دفئه.. اللحظة البِكْرُ
تنهض - يا شاعري -
تميد بها.. شهوة الأمد السرمديِّ
تعاشر وحشتها.. الأرضُ
ينتابها زمن.. ليله مُدْلَهِمٌّ
ينوء بأعجازه أُفُق من سقرْ
***
صديق القوافي..!!
إذا انتفَضَتْ نخوة الطين فينا
تباشرنا.. الأرض
عشقاً جميلاً
تفضُّ غلالاتنا
تنضح الرَّان عنا
وللصافنات الحديث المرجَّى
وللسيف وجه ثريُّ الفتوح
لهذا الثرى.. عارض لا يغيض
يمالئه.. عارض يستجنُّ بأنوائه
وَدَقٌ من ظَفَرْ
***
أما آن - يا صاحبي -
للزمان.. بأن تَسْتَدِرَّ مراثيه
صمتَ المريدين
حباً.. تسرب حتى العظام
وأوغل في الروحِ
حتى بلوغ التراقي
وحتى يُغِيْثَ.. مواتَ الأنامِ
انتفاضُ المدرْ
أيا صاحبي..!
كلما.. انهمر الإثم في الأرضِ
باء الأناسيُّ.. بالمفجعاتِ
وباءت مروءاتنا بالأماني
أما آن.. يا صاحبي..؟!
بأن يأتيَ الغيثُ علاً ونهلاً
ويستنبت الطينُ أفلاذَهُ
- في البلادين - غُرّاً
وتستخرج النُطَفُ الطيباتُ
خيار البشرْ
***
أما آن.. يا صاحبي..؟!
للمروءات أن تستجيب
وتنفضَّ غاشية القانطين
وتبدأَ.. عافية
تأخذ السِّنَّ بالسنِّ
والعينَ بالعينِ
والأنفَ بالأنفِ
تأتي الجروحَ قصاصاً
وتستأصل الداءَ
في أمةٍ.. بلغ العارُ فيها
حدود الضررْ
***
فأيَّان.. يبدؤك الفعل
هذا.. أوانكَ
هذا زمانٌ
لديه استطال بك البأس
واستسلم الخَلْقُ فيه:
لحَوْلِ الغُلول
وحَوْلِ الخَذُول
وحَوْلٍ لقيصرَ
يا مُسْتَكِنّاً بهذا الثرى
عصر هذا الوباء.. دهى أمةً
بأسها بَعْدُ - يا صاحبي - ما استعر
***
أما زلتَ في ليلها.. موغلاً
في سباتِ مناخاتها تُحْتَضَرْ
تميَّزَ شاهدُ قبرك غيظاً
أَفِقْ.. إنها أُمة
أسلمتك زمام المآسي
وردت أصابعها.. للزنادِ
أَفِقْ..!!
إنَّ في الأرض مُتَّسعاً للنفير
وفي القلبِ.. مُتَّسعاً للثباتِ
وفي الكفِّ مُتسعاً للحجرْ
|