حلقات يكتبها: إبراهيم بن موسى الحميد
عندما نتحدث عن الزراعة في الجوف لا نتحدث لمجرد الوصف العام بل نتعامل مع أرقام كبيرة نسترشد بها إلى أننا نتحدث عن منطقة حباها الله بخيرات أرضه وأرزاق عباده.
جميع المقومات الطبيعية بالمنطقة تؤكد أنها يمكن أن تكون مشروعاً وطنياً ضخماً متى ما استغل بطريقة علمية وأعِد له بشكل يتناسب وأهمية أن تكون لدينا في المملكة مناطق زراعية تسد الاحتياج الوطني.
بنصف مليون نخلة و 7600 مزرعة اكتست الجوف ثوبها الأخضر
تنوع المحاصيل
تتميز منطقة الجوف بالعديد من المزايا لعل أهمها انواع الزراعات الموجودة فيها بسبب مناخها الفريد الواقع بين مناخ البحر المتوسط ومناخ الجزيرة العربية إضافةً إلى وفرة مياهها وعذوبتها الأمر الذي جعل المنطقة صالحة لزراعة مختلف أنواع الأشجار من فواكه وخضار وتمور ولوزيات وتفاحيات وغيرها على مر العصور..
وعودة إلى الماضي نجد أن الزراعة منذ القدم حيث كانت المنطقة تزرع الكثير من احتياجاتها من المنتجات الزراعية مع مافي ذلك من المشقة البالغة ومن ذلك زراعة النخيل وبعض أنواع الفواكه مثل العنب والتين والبرقوق والدراق وبعض أنواع الحبوب كالقمح والشعير والدخن وغيرها من الزراعات، حتى إن أحد الرحالة الأجانب وهو جيفورد بالغريف الذي زار منطقة الجوف في نهاية القرن الماضي «1845م» اشاد بفاكهة الجوف من العنب والدراق والبرقوق مؤكداً أنها أجود في الطعم وفي كمية الانتاج من تلك التي شاهدها في الشام وفلسطين.
وبلغ الاعجاب ببساتين الجوف أن أسماها أحد الرحالة بالفردوس إبان زيارته لها عام 1862م وكان وصفه لها: اشرفنا على واد تنتشر فيه بساتين النخيل وأشجار الفواكه ورأينا برجاً يطل على مجموعة من البيوت الطينية التي تكاد تختفي تحت أوراق الشجر.
وفي العصر الحديث ومنذ نشوء الدولة السعودية العصرية نجد أن الزراعة في المنطقة اخذت نصيباً وافراً من التنمية حيث وصلت الألة الزراعية في وقت مبكر وذلك عام 1368هـ بدخول أول مضخة للمياه ثم بإنشاء فرع وزارة الزراعة والمياه عام 1370هـ لتوزيع الأراضي على المزارعين، ثم بافتتاح فرع البنك الزراعي عام 1394هـ لمنح المزارعين القروض الزراعية، حتى اصبحت الزراعة اليوم أحد المعالم البارزة للمنطقة.
إنجازات زراعية
لقد حققت الزراعة في منطقة الجوف انجازات كبيرة اليوم فقد وصلت اشجار النخيل المثمرة إلى ما يزيد على 500 الف نخلة مثمرة في حين وصل عدد أشجار الزيتون إلى أكثر من 3 ملايين شجرة، كما وصلت اشجار الفاكهة المختلفة من تفاحيات ولوزيات إلى أكثر من مليون شجرة، وقد بلغت اشجار الفاكهة المزروعة في احد المشاريع الكبرى في المنطقة أكثر من مليون شجرة، فيما شهدت المنطقة أيضاً انجازات زراعية أخرى في مجال زراعة البقوليات والبطاطس والأعلاف ويقوم المزارعون بتصدير كميات كبيرة من انتاجهم داخل وخارج المملكة.
وقد بلغ انتاج المنطقة من التمور لعام 1998م حوالي 25 ألف طن على مساحة قدرها 2320 هكتار تمثل حوالي 4% من إجمالي انتاج المملكة، كما انتجت المنطقة حوالي 8540 طن من الموالح عام 1998 وحوالي 10 آلاف طن من العنب بالإضافة إلى حوالي 7000 طن من الفواكه الأخرى.
وتشير هذه البيانات إلى أهمية وامكانية إعداد وتجهيز وفرز وتعبئة الفواكه الزائدة عن حاجة سكان المنطقة مع قيام صناعة تجفيف العنب أو غيره من محاصيل الفاكهة المناسبة.
وقد بلغ إجمالي المساحة المزروعة بالخضروات في المنطقة حوالي 4000 هكتار عام 1998 انتجت حوالي 75 ألف طن من الخضروات المختلفة، ويلاحظ أن المساحة المزروعة بالخضروات في تزايد مستمر خلال الفترة من 1993 إلى 1998 حيث بلغ متوسط هذه الزيادة في المساحة خلال هذه الفترة حوالي 9%، تلازم ذلك زيادة في المحصول بلغ متوسطها حوالي 20% لنفس الفترة، وتمثل المساحة وكمية الانتاج في المنطقة حوالي 30% من إجمالي المساحة وكمية الانتاج للخضروات في المملكة.
الثروة الحيوانية:
كما شهدت المنطقة نهضة كبيرة في مجال تربية الثروة الحيوانية حيث وصلت أعداد الأغنام إلى أكثر من مليون رأس وأكثر من 10 آلاف رأس من الإبل و 60 ألف رأس من الأغنام وتقوم مديرية الزراعة والمياه بمنطقة الجوف بدور ريادي في خدمة المزارعين وإرشادهم لاتباع الوسائل الزراعية الحديثة في الري والوقاية من الآفات الزراعية بالرغم من الإمكانات البسيطة التي يعملون من خلالها . وقد أقامت مديرية الزراعة والمياه بمنطقة الجوف العديد من المشاريع المائية التي تخدم عشرات القرى والهجر علاوة على المشاريع المنفذة في سكاكا ودومة الجندل وطبرجل والقريات هذا بإلاضافة إلى مشروع الري والصرف بدومة الجندل لمعالجة المياه والناتجة عن الري التقليدي للمزارع القديمة.
مشاريع زراعية
إن منطقة الجوف اليوم أصبحت إحدى أهم المناطق الزراعية في المملكة بسبب الأعداد الهائلة للمزارع والمشاريع الزراعية العملاقة التي تضمها فقد بلغ إجمالي عدد المزراع الموجودة في المنطقة أكثر من 7600 مزرعة وعدد المشروعات الزراعية أكثر من 1000 مشروع، كما أن هناك أكثر من 9 مشاريع للبيض والدجاج اللاحم، ويوجد في المنطقة عدد من الشركات الزراعية الكبرى التي تستثمر أكثر من 3 مليارات ريال في بسيطاء مما يجعل من هذه المنطقة منطقة زراعية هامة ينتظرها مستقبل مشرق بإذن الله، لأن هذه المشروعات ستكون البنية الأساسية التي تعتمد عليها النهضة الزراعية والصناعية التي تنتظر هذه المنطقة، وقد بدأت بواكير ذلك فقد اصبح الآن في المنطقة عدد من المصانع التي تعتمد على المشتقات الزراعية والحيوانية وهي خاصة ببعض المشاريع الكبرى .
زيتون الجوف
استطاع زيتون الجوف فرض نفسه على المائدة السعودية بفضل الله ثم بفضل التشجيع الذي تلقاه زراعته من قيادة المملكة ومسؤوليها، وقد بلغ عدد أشجار الزيتون في منطقة الجوف أكثر من 3 ملايين شجرة في جميع مدن وقرى المنطقة فيما بلغ عدد معاصر الزيتون أكثر من 4 معاصر تنتج أكثر من 500 ،3 طن زيت وذلك من ثمار الزيتون التي يتوقع ان يتجاوز انتاجها الـ 30 ألف طن سنوياً، فيما عرف انتاج المنطقة من زيت الزيتون الطبيعي بالنقاوة والجودة العالية والطعم اللذيذ وخلوه من أي إضافات أو معالجات كيماوية.
وقد قامت عدد من الشركات الزراعية والمزارعين بإكثار العديد من شتلات الزيتون الجاهزة للزراعة وتمت تجربة هذه الأنواع وثبت نجاحها، كما انها ملائمة لأجواء المنطقة ومتعددة الأنواع مما يعطي لزراعتها بعداً اقتصادياً مهماً.
ومن الانواع التي تم اكثارها في منطقة الجوف «بيكوال» وتبلغ نسبة الزيت المتوقعة من هذا النوع 20 في المائة وهو ثنائي الغرض وتستخدم ثماره لانتاج الزيت وللمائدة عند تخليله وحفظه بحيث يصبح جاهزاً للأكل. والنوع الآخر يحمل اسم «صوراني» وتبلغ نسبة الزيت في هذا النوع ما بين 20 و 25 في المائة وهو ثنائي الغرض «زيت وتخليل»، والنوع الثالث «قيسي» وتبلغ نسبة الزيت في هذا النوع من 15 إلى 20 في المائة وهو ثنائي الغرض «زيت وتخليل» ومن اجود الأنواع للمائدة.
ومن الأنواع الأخرى لأشجار الزيتون في المنطقة «ك18» وتبلغ نسبة الزيت في هذا النوع من 20 إلى 25 في المائة وهو خاص بانتاج الزيت. وكذلك «السوري البلدي» وتبلغ نسبة الزيت فيه من 20 إلى 25 في المائة وهو نوع خاص بانتاج الزيت. والنوع السادس يحمل اسم «نصوصي» وتبلغ نسبة الزيت فيه من 12 إلى 15 في المائة، وهو للمائدة. وهناك نوعان منه أخضر واسود، أما النوع السابع فهو «مترانللو» وتبلغ نسبة الزيت فيه من 15 إلى 20 في المائة وهو للمائدة.
مشكلة التسويق
تعتبر مشكلة تسويق المنتجات الزراعية أحد أهم معوقات التنمية الزراعية في المنطقة، وبالرغم من وجود العديد من الشركات الزراعية الكبرى إلا أنها لم تنجح في مساعدة المزارعين على حل مشاكل تسويق منتجاتهم التي تباع بابخس الأثمان نظراً لعدم قدرة صغار المزارعين على تسويق منتجاتهم الزراعية خارج المنطقة وفي الأسواق التي تستوعب منتجاتهم بأسعار مناسبة كما أن عدم وجود مصانع تستوعب منتجاتهم من التمور وغيرها أدى إلى كساد أسواق المزارعين وفشل الكثير منهم في تشغيل مزارعهم بما يعود عليهم بالفائدة وبالتالي على المجتمع بالتنمية.
تطوير مديرية الزراعة
إنه وبالرغم من التطور الكبير الذي تشهده الزراعة في منطقة الجوف إلا أن هذا التطور لم يصاحبه تطور مواز في فرع مديرية الزراعة والمياه بمنطقة الجوف إذا ما قيس بمستوى الشركات العاملة بالمنطقة فعدد المهندسين والفنيين والمختصين هو أقل مما يمكن أن تُدار به مزرعة واحدة فضلاً عن الاشراف على قطاع زراعي يضم أكثر من 7600 مزرعة ومئات المشاريع الزراعية والشركات الكبرى، كما أن المنطقة تفتقر إلى مراكز البحث والمختبرات الزراعية التي تتمتع بالامكانات المادية والبشرية إضافة إلى عدم وجود المشاتل الزراعية الجيدة التابعة للزراعة الأمر الذي يجعل نشاطات وزارة الزراعة بالمنطقة خلف القطاع الخاص ويجعلها عاجزة عن القيام بدورها المناط بها نتيجة لقلة الإمكانات التي تتمتع بها، حتى إن المزارع الراغب في رش مزرعته المصابة بالمبيدات يضطر للانتظار لمدة تتجاوز 3 أشهر نظراً لقلة أجهزة وسيارات الرش في مديرية الزراعة بالمنطقة.
ان تطوير قطاع الزراعة بالمنطقة يتطلب دوراً فاعلاً ومؤثراً لوزارة الزراعة والمياه مما يتطلب قيامها بدور شبيه بالهيئة الملكية للجبيل وينبع في المنطقة نظراً لحجم المشروعات الزراعية والاقتصاد الزراعي الذي يجب الاشراف عليه وتطويره وحل مشاكله ومن أجل هذا فإن زراعة المنطقة بحاجة إلى تطوير قدرات فرع وزارة الزراعة فيها من خلال:
إنشاء مبنى لفرع الوزارة بالمنطقة بدلاً من المبنى المستأجر والقديم حالياً.
تطوير مركز أبحاث وتنمية المراعي والثروة الحيوانية وإضافة أقسام جديدة في مركز الأبحاث كعلوم البستنة وغيرها تسهم في تشجيع الزراعة ودعمه بالأجهزة والمعدات.
تطوير مشروع الري والصرف في دومة الجندل.
انشاء مبانٍ لإدارات الزراعة في دومة الجندل وطبرجل والقريات وإحداث فروع للزراعة في صوير والعيساوية وبسيطاء.
حُفَر مياه لتغذية مشاريع مياه الشرب في سكاكا ودومة الجندل و 27 مركزاً إضافة إلى إقامة مشاريع لعدد 30 هجرة.
إنشاء محطة تنقية للمياه في سكاكا والقريات ودومة الجندل وطبرجل.
انشاء سدود المنطقة وخصوصا سدي وادي المرير والشويحطية.
زيادة الكوادر الفنية لمديريات الزراعة بالمنطقة.
زيادة بند سقيا الأهالي بالوايتات والذي لا يفي باحتياجاتهم حالياً.
إنشاء مصنع للتمور بالمنطقة.
دعم المديريات بالمنطقة بالسيارات وأجهزة الرش لمكافحة الآفات الزراعية.
بناء صوامع جديدة للغلال ومطاحن للدقيق وإنشاء إدارة لصوامع الغلال تتبع لقطاعها مباشرة.
إنشاء مختبرات للثروة الحيوانية وتدعيم مركز الأبحاث.
المنتزه الوطني ومشاريع السدود
منطقة الجوف تحتاج مشاريع للسدود والمتنزهات وإنشاء السدود والمنتزهات الوطنية وتوفر كل الوسائل الكفيلة بإنجاح هذه المشاريع وهو ما أشار إليه معالي وزير الزراعة والمياه الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز بن معمر للمنطقة في 9 صفر 1417ه والتي أعلن فيها عن خطة لإنشاء منتزه وطني على ضفاف بحيرة دومة الجندل وإقامة عدد من السدود إلا أن المنطقة ظلت تنتظر هذه المشروعات الحيوية إلى اليوم، وكلنا أمل أن تقوم الوزارة بتنفيذ مشروع المتنزه الوطني على ضفاف بحيرة دومة الجندل أو على الجبال الغربية في سكاكا وإقامة السدود على أودية المنطقة التي تذهب مياهها هدراً في كل عام.
مشكلة استنزاف المياه
بالرغم من الإيجابيات العظيمة للتنمية الزراعية الكبيرة في المنطقة إلا أن التوسع الهائل في زراعة القمح والأعلاف أدى إلى استنزاف كبير لمخزونات المنطقة من المياه ابتداء من مدينة سكاكا وانتهاء بموقع بسيطاء الزراعي الذي بات يستقطب مئات الشركات الزراعية والأفراد للاستثمار فيه.
ويتضح يوماً بعد يوم أن الاستنزاف الذي تقوم به الشركات الزراعية الكبرى في بسيطاء وميقوع والنبك أبو قصر وطبرجل وسكاكا للمياه بات يشكل خطراً على مخزون المياه بالمنطقة خاصة وأن هذا الاستنزاف لا يحقق أية فائدة للمنطقة وسكانها على المدى القصير والبعيد حيث لم يتغير الكثير للسكان بالرغم من نشوء المنطقة الاستثمارية الزراعية الكبرى في بسيطاء والتي تبلغ مساحتها حوالي 5000 كيلو متر مربع خاصة إذا علمنا أن نسبة العاملين من الأهالي والمواطنين في هذه المشاريع لا تتجاوز نسبة 10 في المائة من مجموع العاملين فيها..
إننا ننتظر من وزارة الزراعة والمياه القيام بدور فاعل وقرارات شجاعة للحد من استنزاف المياه في منطقة الجوف عن طريق وقف أو ترشيد زراعة الأعلاف التي تستنزف المخزونات المائية طوال العام بكميات هائلة تستنزف على حساب أجيالنا القادمة، وتوجيه المشاريع الزراعية الكبرى لتوجيه طاقاتها إلى استخدام الوسائل الكفيلة بالحد من استنزاف المياه بالطرق الجائرة حالياً عن طريق زراعة المحاصيل التي لا تستنزف المياه وزراعة المزروعات المناسبة للمنطقة.
مدينة الأمير عبدالله في بسيطاء
بالرغم من وجود آلاف العاملين في القطاع الزراعي في المشاريع الزراعية في بسيطاء إلا أن وزارة الزراعة لم توفق في تكوين تجمعات سكانية ملائمة تكون نواة لمدينة تجمع شتات العاملين في منطقة بسيطاء الزراعية كما نجحت وزارة الصناعة والكهرباء في انشاء مدينتي الجبيل وينبع الصناعيتين، إلا أن الفرصة لا تزال سانحة لتوحيد جهود الشركات العاملة في بسيطاء من أجل تأسيس مدينة متكاملة الخدمات للعاملين في بسيطاء ولتكن مدينة الأمير عبدالله الزراعية تتوسط مواقع المشاريع الزراعية مما يساهم في تحفيز الشباب للعمل في هذه الشركات إضافة إلى تنمية المنطقة وتحقيق عائد عليها نظير استنزاف هذه الشركات لمياهها..
تزرع في الجوف ولا تسوق فيه
تحققت إنجازات كبيرة للشركات الزراعية الكبرى العاملة في المنطقة سواء منها الشركات الفردية أو المساهمة على صعيد الانتاج والأرباح وبالتالي التسويق وتأمين الاحتياجات الغذائية للمملكة إلا أنها تحتاج للعب دور أكثر في خدمة المنطقة المحيطة بها.
إذ تهرب تلك الشركات بإنتاجها لتسويقه خارج المنطقة دون أن تخصص ولو جزءاً يسيراً من إنتاجها لتسويقه داخلها، وبالرغم من أستفادة هذه الشركات من خيرات المنطقة الكبيرة ومياهها الوفيرة وأراضيها الخصبة إلا أنها لا تقوم بتسويق منتجاتها فيها كما أنها مطالبه أكثر أن تساهم في خدمة المجتمع المحلي الذي توجد فيه إضافة إلى إيجاد مراكز لها في المدن الرئيسية أو العاصمة الاقليمية سكاكا وتكثيف المشاركة في أية أنشطة اجتماعية أو ثقافية في المنطقة.
|