يا ذات الخال أنا الباكي
عشقاً تبعثه عيناكِ
أشتاق إليكِ وفي نفسي
أملٌ يجذبني لهواكِ
يرسم شوقي جنة عشقٍ
أبحث فيها عن لقياكِ
ويسطّر عشقي قاموساً
أبحث فيه عن معناكِ
أبحث والأشواق دليلي
تصرفني عن حسن سواكِ
فوجدتُكِ طفلاً لا يدري
ماذا يحوي قلب الشاكي
يحوي طيفكِ في ذاكرتي
هو ما أبقت لي ذكراكِ
أمشي من قربكِ مبتسماً
أسمع ما تحكي شفتاكِ
فرميتِ السهم فأصماني
هل سهم غرامي أصماكِ؟
ونصبتِ بعينيكِ لطفلٍ
حدَث السنّ أرقّ شباكِ
فأنا بشباككِ من صغري
أصرخ من شوقي رحماكِ
أُبحر في الشعر فأنظمه
من مُتَدارَكها فَدَراكِ
أغرورٌ هذا أم هجرٌ
أم تخشين بأن أنساكِ؟!
ما الفرقة إلاّ صحراءٌ
ما فيها غير الأشواكِ
أخشى الشوق عليكِ وأخشى
فيما بعد بأن أخشاكِ
فالشوق وإن كان رقيقاً
أبكى الطرف فهل أبكاكِ؟
والحب وإن كان نعيماً
أضنى القلب فهل أضناكِ؟
أسألكِ اليوم على وجلٍ
كلْمة حبّ تملأ فاكِ
أهواكِ هوى قيس ليلى
حتى أنسى الناس عداكِ
نملأ بالأشواق الدنيا
أنظم أشعاري بِرُوَاكِ
ننثر في الدنيا أزهاراً
يهدي العطر لها خدّاكِ
فحقيقة أمري لكِ أني
أبغض دنيانا لولاكِ
وحقيقة طرفي يا إلفي
لم يبصر إلاّ ليراكِ
فأريحي برسالة عشقٍ
قلباً لم يحفل بسواكِ
أو إن عزّ المطْلب فدعي
ما يشجي قلب مُعَنّاكِ
كرسائل أو نقد قصيدي
أو زهرٍ عبقٍ كشذاكِ
وإذا زاركِ طيفي فابكي
فإذا لم تبكي فتباكي
يا ذات الخال أنا الباكي
دمعاً يقطر مثل نداكِ
|