خرجت صباحاً كعادتي للذهاب الى عملي فرأيت منظراً عجيباً، رأيت جاري في حالة انفعال شديدة وهو يصرخ على بعض الأولاد الصغار، لأنهم نقلوا كومة من الاحجار الصغيرة أمام باب منزله.
وعبثاً حاول هذا الجار على اقناعهم على اعادته للمكان الأول على الرصيف المقابل من الشارع. ولما كنت اعرف عناد الاطفال وانه مستحيل ان تجدي معهم سياسة الشدة والعناد.. حاولت التدخل في الموضوع.. فذهبت الى الرصيف المقابل وركزت به وتداً ثم عدت الى كومة الحجارة وأخذت أهدف نحو الوتد في الرصيف الآخر. وسرعان ما أخذ الأولاد الصغار يقلدونني في ذلك وسارعوا يتنافسون في اصابة الهدف مثلي ولم تمض دقائق معدودة حتى كان كوم الاحجار قد انتقل الى الرصيف الآخر دون مشاجرة أو صياح أو أمور مشددة. من هنا نعلم ان جميع الأمور مهما عظمت فإنه يلزمنا معالجتها بالحكمة واللين.
(*) معلم متقاعد - الرياض - أشيقر
|