Monday 26th August,200210924العددالأثنين 17 ,جمادى الثانية 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

وعلامات وعلامات
«وغصن الصبا عليك وريق».! (2/2)
عبدالفتاح أبو مدين



النهى بين شاطئيك غريق
والهوى فيك حالم ما يفيق
ورُؤى الحب في رحابك شتى
يستفز الأسيرَ منها الطليق
ومغانيك، في النفوس الصّديا
ت إلى ريها المنيع، رحيق
إيه، يا فتنة الحياة لصب
عهده، في هواك، عهد وثيق
كم يكر الزمان، متئد الخط
و، وغصن الصبا عليك وريق
ويذوب الجمال، في لهب الح
ب، إذا آب، وهو فيك غريق

* إن قصيدة جدة الرائعة، نبعت من متيم في هوى هذا البلد الساحر، فجاءت آيه في جمال التصوير والوصف، أفرغ فيها الشاعر المجلي تلك الشحنة الدافقة، عبر بيان مشرق، فكانت هذه المعاني البعيدة الغور، لمحب وشاعر تتدفق مشاعره بما انسكن في وجدانه، فكان الهوى يتحدث بلغة، كأن حروفها سحر.. وصدق من لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم وهو القائل: «إن من البيان لسحرا»..


أنت دنيا، رفّافة بمنى الرو
ح، وكون بالمعجزات نطوق
رضي القيد في حماك، فؤاد
عاش كالطير، دأبه التحليق
ما تصبته قبل حماك يا جدّ
ة، دنيا بسحرها، أو عشيق
جدتي، أنت عالم الشعر والفت
نة، يروى مشاعري ويروق
تتمشى فيك الخواطر سكرى
ما يحس اللصيق، منها، اللصيق

* إنه بيان وخيال محب وله، أحب فقال، ووصف فأبدع، وصوّر فأنصف وأحسن .. وهنيئاً لجدة بهذا الهوى المترقرق، في بيان مشع دافق بالهوى المتناهي.. وستبقى هذه الرائعة لشحاتة ما توالى الجديدان، الى أن يرث الله الأرض ومن عليها، لأن روائع النابغين باقية مثيرة، ذلك انها جمال متجدد أخاذ فاتن..


كم معنَّى مثلي، يطارحك الح
ب، فينبو به السبيل الزليق
والغرام المباح شر الجنايا
ت، فهل يقنع الجمال النزوق

* إن الأخ هاشم عبده هاشم، من ذوي الشوق القديم، وأنا في هذه السطور، أنطلق من كلماته الرفّافة، التي قرأت في زاويته «إشراقة» يوم الأربعاء 14/5/1423هـ، ذلك أن الحلم الجميل يراود الحياة، والجمال نعمة ومتعة، والحياة تعبير، لأنها جمال من الجمال، الذي أشاعه الخالق في الكون «صنع الله الذي أتقن كل شيء».. والتعبير الحالم جمال.! وهنيئاً للحالمين حتى في صحوهم، لأنهم يعيشون معنى الحياة وتجليات ذلك الجمال الدافق ورؤاه، في خفق التعبير الهامس، ومن لذة الحياة حلمها الماتع، فهي: رؤى، وبهاء، وشوق، وسبح في كون الله الجميل، جلّ الصانع، فهو سبحانه البديع.. «أعطى كل شيء خلقه ثم هدى».
* فهم يا صاحبي ولداتك العاشقين، في بهاء هذه المدينة، الحالمة في صخبها وصجيجها، ولسلسة هواها في القيظ، ذلك أن المحبوب يظل جميلاً في عيون العاشقين، ولأن الحب أعمى، ونحن سعداء بهذا العمى الذي نروم، لأنا لا نملك لنفوسنا كوابح، ولا رداً لما تهيم فيه، والحب عطاء، وهو حس وجوى وهوى، وهو حياة من الحياة، لأنه نبضها ورؤاها الحالم الفاتن، فلا محيص للذين يهيمون في وفاء الحب، وحب الوفاء، لشيء أثير، ينثال كالغيث المنهمر المتدفق.. وهنيئا للنفوس الشفافة الحالمة، الهائمة، أن تسبح فيما أفاء الله عليها، من روائع الجمال: «كن جميلاً تر الوجود جميلاً»!

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved