الضوء عندما يحترق
أضواء محترقة «ديوان»
الشاعر/ محمد الحمد
الطبعة الأولى- 1423هـ - 2002م
القسم الثقافي سعيد الدحية
صدر للشاعر/ محمد بن عبدالرحمن الحمد، ديوان شعري وسمه ب«أضواء محترقة» حيث جاء الديوان في نحو 96 صفحة من القطع الصغير واحتوى على سبع عشرة قصيدة متراوحة ما بين القصيدة الكلاسيكية وقصيدة التفعيلة. كما احتوى الديوان على نحو سبع لوحات فنية بريشة الفنانة/ عواطف اليوسف.
الشاعر/ محمد الحمد استهل ديوانه بإصدار كريم لم يخص به قريباً أو حبيباً بل جعله لكل قلب نابض بالانسانية والحب. حيث كان نص الإهداء/ إلى كل قلب يستمد الحياة من الشمس لينبض بعشق القمر.
تلا هذا الإهداء أولى قصائد الديوان والتي كانت بعنوان/ القتيل. حيث يناجي في هذه القصيدة معشوقته الأولى وملهمة الشعراء«مدينة جدة». وهي قصيدة كلاسيكية.
تلاها قصيدة«متفرجون» وفي هذه القصيدة يبكي الشاعر كما يبكي كل عربي أرض فلسطين والقدس الشريف ويصف فيها حال الذل والظلم والقهر وما يعانيه أبناء الارض المحتلة.
بعدها قصيدة/ أشباح. وقد أفرغ الشاعر من خلالها موجة غضبه وحقده على اليهود الغاصبين من احفاد القردة والخنازير لينتقل بنا بعد ذلك إلى قصيدة رثاء وسمها ب /سُرّ الثرى حيث جاءت في رثاء سماحة الشيخ/ عبدالله بن عبدالعزيز بن باز رحمه الله. تلتها ثلاث قصائد تفعيلية اتكأ الشاعر فيها على ذاكرة امتزجت بالحنين ونبرة الألم والحزن.
وهي قصيدة/ الجراد- في القاعة- انسحاب. وقد كانت هذه الاخيرة، رثاء طفل في الثالثة من عمرة كغيره لا يملك ان يختار الرحيل- دون شك- لكنه مات غرقاً في قليل من الماء. فكأنه يعلن انسحابه عن هذه الحياة.
بعدها جاءت قصيدة/ صدى الأنين. وهي قصيدة غزل عفيف يقول فيها /
من لي إذا التفّ طوق الليل واختنقت
أنفاس ذكراك في أمواج منآكِ
تلاها بعد ذلك عدد من قصائد التفعيلة والقصائد الكلاسيكية على نفس النهج الغربي العفيف الثري بالوجدان والعاطفة الصادقة.
إلى ان يقف بنا شاعرنا امام القصيدة الأخيرة في الديوان والتي وسمها ب«نهاية البداية» حيث جاء فيها:-
الآن تنتهي البداية
وتنجب الحكاية الحكاية
الآن يبدأ الإبحار في كوامن الأقوال على مراكب الشكوك
***
تجلّيات!!
الدكتور/ يوسف حسن العارف
مدير إدارة الثقافة والمكتبات تعليم جدة
اسم الكتاب: المسعدي... من الثورة إلى الهزيمة، في «حدّث أبو هريرة قال».
الطبعة: الثانية، 1985م.
الدار الناشرة: الشركة التونسية للتوزيع.
ترتيلة البدء:
بين صيف وصيف.. ترتدي الأبجدية حلة من الفعل الثقافي الآخذ في التنامي.. والمتسربل بالنور، مورقة هذه الأبجدية، إذ نرى من خلالها مدناً مسّها الضوء.. وروحاً تتجدد.. وقلباً ينبض بالتفاؤل والأمل.
بالأمس كانت «نفسي» عامرة بالتثاقل.. والتوجس.. وخوف الانهيار!!
مسّها الضوء.. فصارت مدناً عامرة بالفعل.. والجلادة.. والتشيؤ!!
فهنيئاً لنا «بنا» ...وبالضوء الذي حلَّ.. فأحال المساء وهجاً من نهار.
مثاقفة:
والمثاقفة.. مصطلح معرفي ينهض من واقع الثقافة والمشاركة في تكوينها وبلورتها فهو يعني المداخلة مع المنتج الثقافي أخذاً وعطاء وإضافة، عبر علاقة لا تعترف بالفوقية أو الدونية والانكسار.
ومن هذا المدخل فنحن اليوم أمام ثقافة «مغاربية» قال عنها ابن خلدون ذات يوم إنها ثقافة عقلية/ عقلانية، تنحو إلى المساءلة والتحليل ثم الكشف والتنوير.
بين أيدينا كتاب نقدي فيه من الجدة والفرادة، رغم قدمه، ما يجعله جديرا بالمثاقفة.. إنه كتاب الناقد التونسي الحفناوي الماجري وأول ما يوحي به العنوان أنه كتاب مؤسس على كتاب، خطاب نقدي على خطاب سردي أي أننا أمام خطابين:
الخطاب الأول: حرره القاص «المسعدي، محمود بن مسلمة» بعنوان« حدّث أبو هريرة قال» وينتمي هذا الخطاب «النص إلى مجال السرد» القصة.
والخطاب الثاني: حرره الناقد «الحفناوي الماجري» تحت العنوان المذكور آنفاً، وهو نص/ خطاب ينتمي إلى المجال النقدي.
وأمام نصٍ تركيبي كهذا لا يملك القارئ المثقف، إلا بناء مشروعه القرائي عبر زاويتين:
زاوية النص الأول، كنص بكر، لم تمسسه تفكيكية النقاد ولا تشريحاتهم، وتأويلاتهم، إن كان ذلك ممكناً، وهذا ما لم نتمكن منه في مثاقفتنا هذه.
أما الزاوية الأخرى، فهي زاوية النص الثاني، المنتج على النص البكر، وهو الماثل بين أيدينا ومن خلاله تعرفنا على طروحات النص الأصل وما فيه من أفكار ومضامين أدبية ولغوية وفكرية.
وحسب «الماجري» فإن نص« المسعدي» يتمحور حول شخصية منحها بطولة القصة وأطلق عليها اسم« أبو هريرة» وهذا يحيلنا ذهنياً إلى ذلك الصحابي الجليل المحدث عبدالرحمن بن صخر الدوسي، رضي الله عنه. ولكن «المسعدي» يحرره من هذه الشخصية المتعارف عليها دينياً وتاريخياً، ويلبسه ثوباً من خيال أدبي يصبح فيه رمزاً إنسانياً شمولياً. تتمحور قصة «أبو هريرة» حول رحلة الإنسان من الجهالة إلى العلم، ومن الشك إلى اليقين، ومن الضلالة إلى الهدى، ومن العادات والأعراف إلى الدين الحق، فيعبر في هذه الرحلة تجارب شتى حتى يبلغ غايته.
ويجيء خطاب «الماجري» النقدي ليحلل هذه القصة، ويقف منها موقفاً تساؤلياً تفكيكياً، عبر محورين رئيسيين:
محور الرفض: إذ ينتظم فيه رفض أبي هريرة للقيم والأعراف والعادات التي نشأ عليها والبحث عن جوهر وحقيقة الحياة. وهو في كل هذا ثائر على الحس، وعلى الجماعة، وعلى الدين المعتاد أملاً في الوصول إلى الدين المثالي والحقيقي. محور الهزيمة: حيث لم يتحقق لبطل القصة أي وصول لما كان يطلب ويريد حسب رأي الناقد فوصوله للتصوف والوقوف عنده على أنه الغاية والجوهر والحق، يعتبر انتحاراً وفشلاً وبالتالي هزيمة!!
وبين المحورين يقوم أسلوب نقدي بارع، يمتلك أدواته النقدية ويُسخرها بكل إبداع في صياغة وتحليل ومقاربة، يعيد الدلالات إلى مدلولاتها، ويؤول الممكن، ويفسر المشكل، عبر جدلية لغوية تنساب كالنمير، وتشد القارئ للمداخلة والمثاقفة رغم مرور زمن طويل على نشرها.
ومع هذا كله فالمثاقفة الحقة تفرض علينا إبداء الملاحظات التي نرى أنها جديرة بالطرح والمحاورة لأنها تمثِّل قناعتنا، وتزن الأمور بالميزان الذي نرتضيه عقلاً وثقافة وستكون عبر المحورين التاليين:
الأول: محور النص الأساس «قصة المسعدي» «حدّث أبو هريرة قال»:
1/1 وهنا نختلف مع المؤلف في اختيار اسم بطل القصة «أبو هريرة» لأن هذا الاسم يحمل في تاريخنا وتراثنا وثقافتنا الدينية رمزاً نُجلّه ونقدّره لأنه صحابي جليل وديننا يأمرنا بالتخلق مع الصحابة ورفع منزلتهم واحترام مواقفهم وعدم تعريضهم للسخرية والابتذال.
لقد اخفق القاص في اختيار هذا الاسم، فقد شطَّ به الخيال القصصي فألبس «أبو هريرة» لبوس الماجنين مؤكداً في هذا الإطار أن هذه الشخصية وهذا الاسم ليس تشخيصاً لأبي هريرة الصحابي الجليل، فقد قال في تمهيده للقصة «انه لا يعني بأبي هريرة لا الصحابي ولا النحوي، بل هو أبو هريرة الإنسان رمز البشرية الساعية منذ أقدم العصور إلى مجابهة مصيرها في هذا الوجود...» ص36 من الكتاب.
ومع ذلك فاختياره لهذا الاسم يعد تجاوزاً لا يغفر، لأننا مسلمون نؤمن بقيمة الصحابة ونجلهم ونقدرهم فلا يليق أن تمتهن كرامتهم بأي شكل من الأشكال. وكان يمكن للقاص «المسعدي» أن يختار أي اسم آخر حتى يحمي نفسه من هذا المنزلق الخطير.
2/1 ورغم اعتراف «المسعدي» الآنف ذكره حول بطل القصة وعدم صلته بالمحدث الصحابي الجليل، إلا أن زمان ومكان القصة وشخوصها توحي بالتناص الكبير بين الشخصيتين، لاسيما وأن «المسعدي» أشار إلى أن والده رحمه الله «هو الذي جعلني أرتل صباي وطفولتي واصوغ منهما لحناً وقّعته على إيقاع ما كنت استمع إليه من أحاديث أبي هريرة من خلال خطب والدي، خطب الجمعة» حسب الماجري ص 35.
3/1 وحتى لو تحوّل أبو هريرة إلى رمز للإنسانية أو البشرية الساعية إلى مجابهة مصيرها والوصول إلى الجوهر والحقيقة، فإن النتيجة التي وصل إليها بطل القصة عند المسعدي ليست هي الغاية التي يتوخاها الإسلام واما أن يكون «التصوف» هو الغاية «والجوهر» والحقيقة، فليس هذا مما نوافق القاص عليه، وربما كانت قراءته في الفكر الصوفي وتماهيه معه، ونزعته إليه، قد أوحت له بهذه الغاية والنتيجة.
الثاني: محور النص النقدي للحفناوي الماجري:
2/1 يبدو أن الناقد واعٍ بقضيته النقدية، متمكن من أدواته، فهو إذ يلج إلى هذا النص الرمزي/ الغامض، لا يكتفي بالنظر فيه والمداخلة معه، بل يتوسع إلى النظر في كل آثار المؤلف السابقة واللاحقة ليتعرف على الخلفية الفكرية والدينية، والأدبية والسياسية التي تُعين على فهم النص الماثل بين يديه والمداخلة التحليلية معه، وهذا أهم معطى يحمله الناقد الواعي بالمسألة النقدية.
2/2 وإذ يقارب النص، لابد أن يكون مدخله من خلال العنوان الموسوم به النص المنقود «حدّث أبو هريرة قال» فيطرحه للمساءلة، وتقليب الأمر على احتمالاته حتى يصل إلى «الماذية» من وراء اختيار هذا العنوان ودلالاته، متواصلاً فيها مع معطيات الحضارة الإسلامية ودور الحديث كعلم فيها، ومدى قرب هذا الاختيار من نفس المؤلف مستخدماً في ذلك التأويل والتحليل لما جاء في النص المنقود والآثار الأدبية لصاحب النص.
3/2 وبعد أن عالج مسألة العنوان واختياره ودلالاته، استطاع أن يقسم النص المنقود إلى قسمين: قسم أولي يكون محوره الرفض، فكل التحولات التي يمر بها بطل القصة في سعيه إلى الحقيقة/ الجوهر، شكلت للناقد هذا المحور، إذ هي رفض لكل مرحلة يدخل فيها أو تجربة يعيشها، لأنها لم توصله بعد إلى ما يريد. والرفض عند الناقد الماجري معنى من معاني الثورة، وأسلوب من أساليبها.
أما القسم الثاني فيكون محوره الهزيمة، حيث يرى الناقد أن بطل القصة لم يحقق مبتغاه ولم يصل إلى الجوهر الذي يبحث عنه، وإنما غرّ نفسه وخدعها بأن أوحى لها بأن التصوف هو الجوهر والحقيقة. وهي ليست كذلك عند الناقد.
إ ذ يؤكد ذلك بتحليله لشخصية المؤلف ونفسيته وموقفه السياسي والاجتماعي في بلده وانكساره الذاتي. وكل هذا شكَّل الهزيمة التي اختارها الناقد رؤية نقدية.
ومع احترامنا لوجهة النظر هذه التي لها مبرراتها، إلا أن النص المنقود يطرح هذه النهاية على أنها الجوهر والحقيقة التي يبحث عنها أبو هريرة.
أما نحن فنرى أن القصة كان يمكن أن تمتد فصلاً أخيراً لتكون «الصوفية، والتصوف» مرحلة من مراحل البحث عن الحقيقة وتجربة جديدة من التجارب التي يعيشها أبو هريرة للبحث عن الحقيقة التي هي كمال الدين وإخلاص التقوى على مذهب أهل السنة والجماعة.
وأخيراً: فالكتاب الذي تثاقفنا معه، دليل على مدرسة نقدية متميزة في المغرب العربي وفي تونس بالأخص ليس في أسلوبها أو منهجها، وإنما فيما تحمله من رؤى عقلانية «فكرية» تنويرية نحتاج إليها في مشرقنا العربي.
وهذه دعوة للمثاقفة مع الكثير من المنجز الأدبي والفكري والعلمي في أقطار المغرب العربي.
وقفة:
وأنا أقرأ هذا السفر الجميل، وأقف على جذاذات من النص المنقود، تراءى لي من خلال عنوانه «حدّث أبو هريرة» ماكان صدر قبل أعوام في بلادنا من كتاب نقدي أحدث ضجة وقتية لمؤلفه الدكتور فهد العرابي الحارثي بعنوان «قال ابن عباس..
حدثتنا عائشة» فتذكرت مقولة نقادنا حول «التّناص»!!
وتساءلت: ما مدى التواصل الفكري بين كِتابنا المشرقي، وذلك النص المغربي على الأقل في مستوى «العنوان» أما المتن فكلاهما مختلف.
لعل قراءة نقدية جديدة تقف بنا عند هذا المنعطف لنبيّن من خلالها مدى التعالق النصي كما أسماه الناقد البحريني الدكتور علوي الهاشمي بين المنجزين.
***
مخطوطات الأئمة
الإثبات في مخطوطات الأئمة «ابن تيمية، ابن القيم، ابن رجب»
علي بن عبدالعزيز بن علي الشبل
الرياض- 1423هـ -2002م
القسم الثقافي سعيد الدحية:
صدر مؤخراً عن مكتبة الملك فهد الوطنية كتاب بعنوان «الاثبات في مخطوطات الائمة: شيخ الإسلام ابن تيمية، العلامة ابن القيم، والحافظ ابن رجب» وقد قام بإعداد هذا الكتاب سعادة الاستاذ علي بن عبدالعزيز بن علي الشبل. ضمن السلسلة الثالثة التي تعنى بنشر الببلوجرافيات والكشافات والفهارس التي صدر منها حتى الآن 49 كتاباً.
ويشتمل هذا الكتاب الذي يقع في 400 صفحة على أسماء التصانيف المخطوطة للائمة الثلاثة. وقد استقصى اماكن وجودها في المكتبات والخزائن العالمية ووصفها من ناحية عدد أوراقها وارقام حفظها وسني نسخها وما يتعلق بذلك. حسب كل علم منهم وفي كل علم رتبت أسماء الكتب والرسائل حسب حروف الهجاء تسلسلاً في الجملة وألحق به ملحق يضم نماذج من مخطوطات هؤلاء المؤلفين رحمهم الله. هذا بالاضافة إلى الشروح والتعليقات التي اوردها المؤلف ضمن حاشية الكتاب.
ما يجدر ذكره هنا عن كتاب الاثبات في مخطوطات الائمة شيخ الإسلام ابن تيمية، العلامة ابن القيم، الحافظ ابن رجب للمؤلف الأستاذ علي بن عبدالعزيز بن علي الشبل انه يعد أداة مرجعية مهمة تساعد الباحثين والدارسين في الاحاطة بعناوين مؤلفات هؤلاء الائمة وتسهل مهمة الوصول إليها في مواقعها المختلفة.
هذا عن الكتاب أما المؤلف فبالاضافة إلى انه جمع بين الدراسات العليا وطلب العلم على كبار العلماء وبالاضافة إلى مشاركاته في الوسائل الإعلامية المختلفة فإن له العديد من المؤلفات والكتب التي تربو على العشرين كتابا.
***
المعلومات والواقع النامي
د. معن النقري يؤكد نهاية التاريخ وتراجع المجتمع النامي
د. معن النقري يدرس المعلوماتية.. والواقع الثقافي
محمد الدبيسي: هل رسخ المجتمع الصناعي قيمة ثم صدرها إلى العالم العربي..؟
هل شكلت طفرة المعلومات والمعارف تحولات.. مست قيم المجتمع العربي..؟
ما أشكال تعامل العربي مع آليات المجتمع المدني الصناعية..؟
ماهو نسغ مكونات العلاقة بين المجتمع العربي.. وتحولات المجتمع الصناعي..
عن هذه الأسئلة .. يجيب .. ويحتمل أن تكون إجاباته علامات في طريق مكمن الحقيقة..!
ومن هذه الأسئلة ينطلق الدكتور معن النقري في مداولة «المعلوماتية والمجتمع» مجتمع ما بعد الصناعة ومجتمع المعلومات» حيث يفكك المعنى الاصطلاحي للمعلوماتية.. وصيغ تداولها ومفاهيمها الدلالية في السياق الثقافي الغربي والعربي.
كما يناقش العوائق المتصلة والمنفصلة بين الإبداع. الإنسان والأخلاق/ المعلوماتية.. وأثر المنظومة الآلية الموحدة والمندمجة لوسائط الاتصال الجماهيري.. ودور القدرات البشرية في إثراء هذه المنظومة والإفادة منها ويؤكد مدى التأثير الواسع للمعلوماتية على تكريس الفردية. وأن موجة تكنولوجيا المعلومات الجديدة تبرز على السطح ضروباً من الاغتراب والاستلاب ولاسيما ما يسمى «باغتراب المعرفة».
ويعنى المؤلف بتتبع تطور عالم المعلوماتية وإرهاصاته في المجتمع الغربي الصناعي، وتماسه مع السياقات الثقافية والحضارية لذلك المجتمع.
ومسافات تكون تجمعات منفصلة داخل المجتمع نفسه.. ومساهمة ذلك في تطور الفكر التقني والصناعي.
كما عني بأهم العلماء وأبرزهم في تطور المعلوماتية وصياغة نظرياتها وتطبيقاتها العلمية.
ويعقد فصلاً لمنظمات وتشريعات الاتصالات الفضائية في العالم المعاصر. وحدود واقعها التطبيقي، ومدى فاعليتها وتأثيرها وأهميتها وموقع الدول النامية في عصر المعلومات، واللغة العربية وموقعها كذلك في ذلك العصر الذي يتوافر في نظره على منظومة إجمالية تتفاعل كافة عناصرها وهي«العلم التقنية المعلومات اللغة».
وفي القسم الثاني من الكتاب الذي عنونه المؤلف ب«المعلوماتية ونظريات المجتمع ما بعد الصناعي».
فقد ناقش فيه المؤلف ما أضافته المعلوماتية للمجتمعات بعد الصناعة والتصنيفات والفروق في داخل تلك المجتمعات ومسار تطورها في سياق السباق الحضاري للمجتمعات البشرية.
والتنويعات النظرية في مجتمع بعد الصناعة.
ويقدم عالم الاجتماع الأمريكي «دانييل بيل» نموذجاً للفكر الاجتماعي الغربي في مجال اهتمامه واختصاصه في فلسفة التاريخ وتاريخ الفكر الاجتماعي والاتجاهات السياسية في تاريخيتيها وامتياز نظريته بالتوفيق بين الاتجاهات المتناقضة بوصف «بيل» اشتراكياً في الاقتصاد وليبرالياً في السياسة ومحافظاً في الثقافة كما يختم الدكتور معن النقري كتابه بقراءة لنظرية نهاية التاريخ ويرى أن«فكرة نهاية العالم تضم مزيجاً من الرؤى الدينية والشعبية «العلمية والاجتماعية» نستطيع أن نضيف إليها سيلاً من المقدمات والشروط التكنلوجية الموضوعية التي قد تكون كافية لصناعة نهاية العالم والتاريخ بصورة أكيده وشبه مضمونة وملموسة».
كما أن التحديات والأفكار التي تهدد بإنهاء العالم والبشرية عالم الحضارة الإنسانية، أو بإنهاء التاريخ بصورة ما قابلة للتصنيف حسب بعض الاحتمالات والسيناريوهات التي يراها المؤلف مطروحة في الظرف الحالي لدى قراءة الواقع الموضوعي العالمي وتطوراته.
يقع الكتاب في 182 صفحة وصدر عن المركز الثقافي العربي ببيروت لعام 2001م.
***
مجلة البحوث الإسلامية
مجلة البحوث الإسلامية «إصدار»
رئاسة إدارة البحوث العلمية والافتاء
العدد الرابع والستون - 1422هـ
القسم الثقافي - سعيد الدحية
حديثاً صدر العدد الرابع والستون من مجلة البحوث الإسلامية وهي مجلة دورية تصدر عن رئاسة إدارة البحوث العلمية والافتاء بالرياض.. وقد جاءت في نحو 382 صفحة من القطع المتوسط. حيث قسمت إلى ثلاثة أقسام رئيسية يندرج تحت كل قسم عدة نقاط أو محاور.
أما القسم الأول وهو الافتتاحية فقد تحدث عن أقسام المياه لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ.
وقد تناوله في نحو 26 صفحة شرحاً وتفصيلاً.
ثم جاء القسم الثاني وهو/ الفتاوى. وقد اشتمل على عدة فتاوى لكل من:-
- سماحة الشيخ/ محمد بن إبراهيم آل الشيخ «رحمه الله».
- سماحة الشيخ/ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز «رحمه الله».
- سماحة الشيخ/ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ.
- فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء.
وقد جاءت تلك الفتوى في نحو 83 صفحة.
مشتملة على أهم القضايا والفتوى التي يحتاج إلى معرفة احكامها الفرد المسلم.
ثم جاء القسم الثالث وهو البحوث. حيث اشتمل على خمسة بحوث ودراسات اساسية.
وقد جاءت كما يلي:
- معتقد أهل السنة والجماعة في الشفاعة. للدكتور/ عبدالله بن سليمان الغفيلي.
- عقيدة الامام محمد بن إدريس الشافعي. للدكتور/ محمد بن عبدالرحمن الخميس.
- الرأي السديد فيما إذا وافق يوم الجمعة يوم العيد.
للدكتور/ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين.
- الحكمة في تنزيل آيات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. للدكتور/ حسين بن محمد شريف هاشم.
- الادغام العرفي. للدكتورة/ فائزه بنت عمر المؤيد.
حيث جاءت تلك الدراسات في نحو 263 صفحة متبعةً المنهج البحثي الدقيق.
***
الديموقراطية في منظور جديد
ديمقراطيتهم وديمقراطيتنا «كتاب».
صالح بن عبدالله العييري.
الطبعة الآولى ـ 1423هـ.
مؤخراً صدر كتاب بعنوان، ديمقراطيتهم وديمقراطيتنا للأستاذ/ صالح بن عبدالله العييري.
ويأتي هذا الإصدار ضمن سلسلة من الإصدارات تعنى بعدد من القضايا. حيث وضع الكاتب لهذه السلسلة من القضايا عنوان، قضايا تحت المحاصرة. وهذه القضية التي بين أيدنا هي القضية الأولى، ويليها مثلما هو مبين على الغلاف الأخير من هذا الإصدار مما صدر للمؤلف. قائمة ما هو تحت الطبع من نتاجه الفكري والثقافي حيث ذكر منها القضية الثانية من هذه السلسلة وهي قضية الوهم الثالث.
المؤلف استهل كتابه أو قضيته بمقدمة ذكر فيها أنه يريد أن يعرض نظامين سياسيين هما «الديمقراطية و التميوقراطية» من أجل أن يهمس بأذن المُغازَل القابل لديموقراطية الغرب من بني جلدتنا. ذاكراً أنه سيلجأ للاستشهاد بأقوال مفكري الغرب ومؤكداً أقوالهم بأقوال تلامذتهم في الفكر الديمقراطي عندنا. وقد قسم الكاتب هذه القضية إلى عدة عناوين ومداخل ليتنسى له الإلمام بكافة تداعياتها وأطرافها.
حيث ابتدأ بعنوان ثوابت زجاجية. ذاكراً من خلالها أن الفيلسوف اليوناني سقراط عاش بزوغ الديموقراطية اليونانية وعارضها منطقياً. شارحاً في هذا ومفصلاً. ثم انتقل إلى عنوان آخر وهو/ الأكثرية ليست مرادفة للصواب. مستشهداً فيها بالفيلسوف نتشه وما ذكره عن المساواة والديمقراطية.
ثم انتقل إلى عنوان / المساواة ليست عدلاً. مستدلاً على هذا بأدلة كثيرة دينية وفلسفية وأقوال مأثورة، ثم انتقل إلى/ الذاتية الجماعية والاستبداد. مستهلاً هذا العنوان بما قاله المفكر هنري لا بوريت: «كيف تضمن أنك تنتخب بحرية وأنت في مواجهة صورة لذاتك؟». شارحاً تحت هذا العنوان ومستشهداً بأقوال لعدد من المفكرين والفلاسفة.
ثم انتقل إلى عنوان الديموقراطية النفسية.
حيث ذكر أن المنادين بالديمقراطية يريدونها تفويضية.
يقول المفكر دونيل/ «ان الديموقراطيات الجديدة قد تضاءلت لتصبح مجرد ديمقراطيات انتخابية أو تفويضية».
لينتقل إلى عنوان «محاكمة الشعب». ذاكراً انه من المستحيل ان يحاكم الشعب نفسه أو جهله أو اختياره. ثم جاء بعد ذلك عنوان الديمقراطية إلغائية. ذاكراً أن الديمقراطية تلغي تطلعات الفرد الذي يقبل على التصويت لتوفر الحد الأدني من تطلعاته حيث إن البرنامج الانتخابي يكون قد أعد سلفاً ويستحيل أن يحقق تطلعات كل فرد. ثم انتقل بعد ذلك إلى عنوان الديمقراطية والتنمية.
حيث ذكر أن هناك دراسة تقول بأن هناك تراجعياً نسبياً بين الدول الديمقراطية في الانتاج الاقتصادي مقارنة بالدول غير الديمقراطية.
ثم انتقل بعد ذلك إلى عنوان آخر وهو التحولات ذاكراً أن الديمقراطية نتيجة التحولات تهتز وغير مناسبة ثم انتقل إلى عنوان الديمقراطية بالديمقراطية ثم عنوان الديمقراطية ونهاية التاريخ.
ثم النظرية الهويجية. حيث ذكر أن هذه النظرية حركت المفكرين لكتابة المقالات الناقدة للحكومات والإمارات في أوربا.
ثم انتقل إلى عنوان العقد الاجتماعي، ذاكراً مقالة روسوفي العقد الاجتماعي حيث قال/ إن سر بؤس الجنس البشري هو في كبر أممه واتساع دوله.
ثم انتقل إلى عنوان بديل الديمقراطية عند الغرب وتحدث حول هذا بإسهاب وتفصيل، ليأتي بعد هذا إلى عنوان «البديل عندنا»، شارحاً ومفصلاً بشكل عام وأوسع عن سابقه «البديل عند الغرب».
ليأتي بنا إلى المحطة الأخيرة وهي بعنوان/ التروي، حيث ذكر ان من اهم اهداف هذا الاصدار هو التروي وعدم الاندفاع.
وقد جاءت توصياته في عدة نقاط عددها وفصلها على النحو الذي يراه مجدياً وذا منفعة جمة للقارىء والمتلقي العربي.
كتاب/ ديمقراطيتهم وديمقراطيتنا.
للكاتب/ صالح بن عبدالله العييري، جاء في نحو 83 صفحة من القطع المتوسط.
|