أستميح قلمي عذراً أن أخط به بعض الكلمات السوداوية وعدداً من الحروف المأساوية وذلك لما وصلت إليه (حواء) من عقلية ساذجة وتصرفات باهتة لا تنم عن عقل مفكر ولا مدبر فقد قرأت ما كتب على الصفحة الأخيرة من الجزيرة «امرأة تدفع لزوجها مبلغ مائة ألف ريال لكي لا يتزوج عليها».
فالخبر حقيقة غريب «مضحك وجديد ومخجل في آن واحد.. وإلا متى كان في مجتمعنا هذا النوع من النساء؟
عذراً إن قسوت عليك أختي حواء فهذه الحقيقة وإلا ماذا يعني أن تدفع مبلغ مائة الف ريال لكي لا يتزوج عليها؟ وهل وصلنا إلى المساومة على الأزواج؟
عزيزتي: إن العلاقة الزوجية أسمى وأطهر وأشرف من قضية بيع وشراء فلو أنك ساعدت زوجك بلا قيد أو شرط فهذه قمة الأخلاق وقمة السعادة بل يشار لك بالبنان لأنك نعم الزوجة ونعم الشريكة فالمرأة واجبها أن تقف مع زوجها في السراء والضراء وهذا أقل حق للرجل على المرأة.
ولكن أن تكون تلك المساعدة بضوابط وشروط وتعهدات فهذا هو الجديد في مجتمعنا..
إنك عزيزتي قد أوردت.. دعوة مفتوحة للأزواج ضعفاء النفوس لاستغلال زوجاتهم المغفلات (فالقانون لا يحمي المغفلات) فقد يأتي ضعيف النفس وإن كانوا قلة إن شاء الله في مجتمعنا ومن ثم يساوم زوجته المغلوبة على أمرها كم تدفعين وإلا سأتزوج عليك؟ حتى وإن كان لا ينوي الزواج بتاتاً وهكذا في كل مرة حتى تصبح هذه الزوجة المسكينة خالية الوفاض لا تملك شيئا من تعبها ومن جهدها.. فهو المستفيد أولاً وآخراً.
*. فهل وضع الإسلام بعد ذلك قيداً أو شرطاً غير العدل؟ لا والله ولو أن الإسلام وضع شيئا آخر لذكر في كتاب الله العزيز فكيف تضعين شيئاً من قوانيك أنت؟
*. فكيف يرضى بأن تشتريه المرأة بمالها وكيف يرضى هو في نفس الوقت أن يستغل المرأة بهذه الطريقة البشعة.
إنني أخشى أن تكون هذه المشكلة قضية المجتمع بل أخشى أن تكون من موديل عام (2003) القادم.. فلنتخيل أن الرجل يدخل على زوجته ومن ثم يقول ها يا فلانة كم تدفعين وإلا سأتزوج عليك؟ فترتعد فرائص المسكينة ومن ثم تهرول مسرعة إن كانت عاملة لتحسب رصيدها علّه يغطي المبلغ المطلوب وإن كانت غير عاملة هبت بسرعة لتبيع صيغتها وما تملك حتى تقص جناحيه فلا يطير إلى غيرها.
والمشكلة أن هذه المرأة (متعلمة) فماذا أبقت لغيرها من الجاهلات إنها حين تدرك حجم الخطأ الذي وقعت فيه لتتمنى أن تعيد جهلها ثانية فهو أرحم من هذا العلم الذي لم ينفعها وستردد ما قاله القائل:
كل شيء صار مراً في فمي بعد أن أصبحت بالدنيا عليما آه من يأخذ عمري كله ويعيد الطفل والجهل القديما |
وبعد: عزيزتي حواء إنني لم اكتب تلك المقالة لأتشفى منك لا والله فأنت (أنا وهي وهنّ) ولكن خوفاً عليك فكلنا وجهان لعملة واحدة وكلنا هدفنا واحد ومصلحتنا واحدة.
لذلك فأنا في نهاية مقالتي تلك أهمس في أذنك بكلمات نابعة من صميم قلبي قائلة لكِ إنك تستطعين أن تؤثري على زوجك فلا يتزوج عليك دون دفع مال ولكن هناك ما هو أعظم من ذلك فالكلمة الطيبة والابتسامة الساحرة لهما دور فعال في حياة الزوج فكم مرة أزاح شهد الكلمة الطيبة غيوم الأسى من قلوب الأزواج وكم مرة كان لعذب الكلمات والأساليب فعل السحر أو أكثر عليهم وكم كان للابتسامة والنقاش الهادىء مردود في صلاح الأسرة وكم كان لخفض الجناح والتواضع أثر في بقاء الحب بين الزوجين إلى الأبد.
هكذا الحياة أخيتي تستطيعين باسلوبك تحويلها من سالب إلى موجب يقول العالم النفسي (الفرد أدلر) «إن من أعظم مميزات الإنسان قدرته على تحويل السالب إلى موجب» فواجبك أن تثري حياة زوجك حناناً وتكونين طبيبة تداوين جروحه حينها لن (يطير من قفصك) وسيبقى في عشك آمناً مطمئناً إلى الأبد ادام الله السعادة بينكما على طاعته.
وللجزيرة كل ثناء وتقدير.
|