الإهداء:
إلى جدتي ذاكرة الأرض والأقحوان..
بيننا.. ما يستبيح الهواء
لأنفاسنا
وما.. يعتري الاقاح..
من الضوء
وما بيننا شائك
ككروم الهموم
يموسقنا البعد في ساريات العيون
واجهل ما يجبر الفجر ان
يتخطى هذا الحفيد..؟!
واجهل يا جدتي: كيف لا أحس
المدينة..؟!
والمدينة نائمة فوق صدري..!
بل كيف؟ نسيان لا يترك
غبش الفجر فوق الشوارع
وكيف لا اهز الشبابيك..؟
فيساقط ندى البوح
واكشف عتمة تشرين
لأوراقي المهملة
فما.. بيننا والوريد..
مدى.. يمنح مساراتنا..
صهوة الضوء..
ويكتب في اسوار أيامنا
اجتياح التراب لسبات الحقول
اجتياح التراب لسبات الفصول
وما بيننا أنني جدتي لا اقول:
بريد المواسم أنت
لان المواسم تأخذ من دمنا
للعبور
فلا الزمن الدنكشوتي
يحصد تذكاراتنا العشية
ولا السنين الضوئية
تجمع طقوس الحنين
لأن الذي بيننا..
لم يحن وجهه البكر
كي اتركه للطيور
ولأن الذي بيننا.. يشبه
كنه التهجي للزهر..
والنبع.. والطير.. والغيم
فلا أستطيع أن أسميه حبا
لأني تناسلت عتيقا..
قبل المخاض الاخير
وقبل ان يعرف القلب..
اسلاكه والهواء..!
ولأني.. وديرتنا من قديم
التوارث بالحب
تلفظ احشاءها للبعيد
لا اهزم الجرح
ولو خلفتني المدينة خلف الصقيع
ولو كلست كل أوردتي
فالذي بيننا عابق بالتفجر
أو هكذا.. بيننا
ما يستبيح الهواء لأنفاسنا
جدتي..
|