اللاعب الفذ يوسف الثنيان موهبة كروية اجتمعت فيها كل مقومات الفنون الكروية الراقية فهو اللاعب الموهوب والفنان والفيلسوف ومطرب الجمهور والاستعراضي والنمر ومسعد الخصوم ومبكيهم!
حباه الله بموهبة كروية نادرة هي مجموعة من المهارات ولا أدل على ذلك من اعتراف أعتى مدافعي المنتخب العراقي في عز مجده اللاعب الكبير عدنان درجال حينما تجاوزه الثنيان بمهارة فائقة صرح درجال بعد المباراة قائلاً اللاعب يوسف الثنيان يستطيع مقابلة خصمه بأكثر من حركة في آن واحد ليتسرب منه بسهولة لايجيدها إلا هذا اللاعب الموهوب. واللاعب الثنيان مع الموهبة يملك القوة الجسمانية الملازمة للقتالية والروح العالية والمثابرة والثقة المفرطة والانقضاض في الوقت المناسب مما جعل محبيه والمعجبين بفنه وانقضاضه السريع لإصابة الهدف يلقبونه «بالنمر الآسيوي». فإذا كان يوسف الثنيان تشرَّب الكرة منذ نعومة أظفاره وأعطاها من الجهد ما جعلها تستكين له بصورة أذهلت كل من شاهد فن الفيلسوف.
وإذا كنا من المعجبين باللاعب يوسف الثنيان المتمتعين بفنه فإنه يجب علينا جميعاً أن نحترم ما قدمه الثنيان كلاعب استثنائي وموهبة يصعب تكرارها بل يجب على الثنيان قبلنا وهو صاحب الشأن ان يحترم ما قدمه في الملاعب من رصيد كروي هائل بفن راقٍ جعل الخصوم يتغنون بالمقاطع الموسيقية من الفن اليوسفي الخارق للعادة.
نقول للثنيان إذا كنت تطمع كما يطمع كل المحبين لعطائك ونجوميتك ان تختم مشوارك الرياضي بمايليق بنجوميتك وكقائد اعتلى المنصات وتوشح الذهب بارقام قياسية وان تغادر الساحة الرياضية بما يليق بك ويسعد جماهيرك فعليك ان تختار أحد أمرين لا ثالث لهما.
الأول: وهو ما نتمناه كمحبين لك ان تختم حياتك الرياضية بإنجاز لنادي الهلال بطولة أو كأس يحققها فريقك بشرط ان تهيئ نفسك لعطاء يتناسب وعطاء زملائك وما يطلبه منك الجهاز الفني وتتطلع إليه الجماهير الهلالية ولن يتأتى ذلك إلا بمضاعفة اللياقة واستمرار ممارسة الكرة وان تزيد ما أمكن جرعات اللياقة تحقيقاً لما تتطلبه مرحلتك السنية ولا عيب في ذلك.. فكل النجوم الذين عمروا في الملاعب من الأوروبيين كانوا يهتمون بمضاعفة اللياقة بحصص إضافية خاصة، ونجحوا في ذلك باستمرار تألقهم وزيادة عطائهم وأنت الأقدر إن أردت ذلك لتوفر مقومات العطاء والتألق والإبداع!
الخيار الثاني: إن لم تفعل ذلك فعليك ان تطرق باب الاعتزال للمحافظة على تاريخك المجيد وسمعتك الرياضية لتترك ذكرى خالدة وجميلة لفيلسوف الرياضة السعودية في ذاكرة الجماهير.
وما نخافه على الثنيان وهو الذي لا يتنبأ أحد بمفاجآته ان يرتكب الفيلسوف الخطأ الأخير في مشواره الرياضي ليكون القشة التي تقصم ظهر البعير! وهو ان يتمادى في طلب الإجازات الطويلة ليخلد للراحة على حساب لياقته وجاهزيته وهو في امس الحاجة لأن يكون في كامل جاهزيته وذروة لياقته ليختم مشواره الرياضي على أحسن حال ويترك الملاعب وينسحب عنها وعين الرضا الهلالية تحفه ليبقى في ذاكرة الهلال وفي سجل مشاهيره وليعلم الثنيان ان ابتعاده بالاجازة ليس في مصلحته ولا في مصلحة الهلال وان إمكانية تثبيت أقدامه كلاعب في التشكيلة الأساسية الهلالية بعد الانقطاع أمر بعيد المنال لأنه ستضعف لياقته ويقل مجهوده ويتوارى عطاؤه وليعلم الثنيان انها لا تكفي عاطفة الجماهير لفرضه بالاسم في الكتيبة الزرقاء فلا مجاملة في عصر الاحتراف.! والذي يعتمد على الانتظام والانضباط والأخذ والعطاء وموقع الثنيان في نادي الهلال بين جنبات نادٍ محترف هو مطمع لكل النجوم ومقصد الموهوبين وهدف للمحترفين فنادي الهلال ومحبوه وإدارته بكل أعضائها وأعضاء شرف الهلال وجماهيره وجهازه الإداري والفني سيضعون مصلحة الهلال فوق كل اعتبار وليعلم الثنيان أنه لن يشفع لأي لاعب تاريخه ولا إنجازاته ما لم يثبت وجوده ويفرض نفسه باللياقة المكتملة والجهد الوافر وحرث الملعب بالحيوية والعطاء التي هي مطلب كرة القدم.. ومن يخلد للراحة بالإجازة سيجد نفسه خارج اهتمامات الجهاز الفني الذي يهمه اللاعب الجاهز فنياً ولياقياً ولن يكترث بتضجر من لا يخدمه في الميدان ولو كان بمكانة الثنيان! وقد يأتي السؤال من واقع الحال. لماذا لايشارك الثنيان من بداية المباريات؟ ولماذا لايشارك شوطين كاملين؟! وهل يستطيع الثنيان ان يخدم الهلال وهمه الإجازة والراحة؟ وكان الهلال محقاً حينما رفض إجازة الثنيان ولم يجامله في الانقطاع حتى لا يكون مدعاة لأن يطلب اللاعبون إجازات خاصة متى أرادوا وينفتح باب واسع في هذا المجال يصعب التعامل معه والهلال في غنى عنه.! ولا نملك إلا ان نرجو لنجمنا الفيلسوف التوفيق وان يحقق الله آماله وآمال جماهيره بما يشرف مشواره الرياضي ويحقق تطلعاته فاللياقة اللياقة يا الثنيان.. وياخوفي من آخر المشوار.! نقول ذلك لأننا نقدر نجومية الثنيان ولا نتمنى اليوم الذي يكون فيه ضيفاً ثقيلاً على الجماهير التي طالما تغنت بفنه وأصابها الهيام بحبه وتملكتها الدهشة إعجاباً بمهارته فكل الجماهير على اختلاف مشاربها أجمعت على تميزه وألهبت الأكف تشجيعاً لعطائه. فنرجو من الثنيان ان لايخيب ظنهم وان يسخر طاقاته ليبدد مخاوف جماهيره ويظهر أمامهم بما يليق بموهبته وفنه
ابراهيم المحيميد |