|
|
دأبت العديد من الصحف اليومية والمجلات المختلفة على الاستعانة بصور لوحات فنية لبعض الأعمال التشكيلية لعدد من الفنانين والفنانات بحيث تقوم هذه المجلات وهذه الصحف بوضع هذه اللوحات خلفية أو أرضية مصاحبة لتحقيق ما أو موضوع معين أو مقالة أو قصيدة شعرية. وهذه الأخيرة تحدث كثيرا في المجلات التي تهتم بالشعر الشعبي. أقول تقوم هذه الصحف والمجلات بهذا الأسلوب دون أدنى حق أدبي أو معنوي لصاحب العمل نفسه ودون الاشارة من قريب أو من بعيد لاسم صاحب اللوحة. وهي بهذا الشكل وهذا العمل تمارس نوعاً من الاجحاف وسلب الحقوق الأدبية والمعنوية للفنان أو الفنانة (صاحب اللوحة الأصل). ولقد سمعت مراراً من بعض الاخوة التشكيليين تذمراً من هذه الظاهرة التي بدأت تظهر وبشكل مستمر. والفنانون التشكيليون كما علمت من بعضهم ليس لديهم مانع في أن تقوم هذه المجلات والصحف بالتنوية بأن اللوحة المصاحبة من عمل الفنان او الفنانة وتذكر الاسم وتعرف القارىء او المتابع بأن هذه اللوحة تخص الفنان الفلاني او الفنانة التشكيلة فلانة مثلا. وهذا في اعتقادي أبسط الحقوق. أما أن يستمر الوضع وبهذه الشاكلة وهذا الأسلوب البعيد كل البعد عن الحق وعن المنطق والمعقول فهذا هو الخلل غير المقبول اطلاقا لأن الفنان كما نعلم لم يأت بهذا العمل من فراغ ودون جهود مضنية. لقد أمضى الفنان وقتاً طويلا ومر بتجارب وتقنيات ومحاولات وحالات انفعالية حتى وصل الى هذا الإنتاج وهذا العطاء والذي أخذ وقته وجهده وماله وبالتالي فإن من المهم أن تحفظ حقوقه الأدبية والمعنوية كما أسلفت. والمبدع عادة سواء كان فناناً تشكيلياً او شاعراً أو كاتباً أو قاصاً أو خلافه حريص كل الحرص على انتاجه بما يحفظ حقوقه التي يفرضها الواقع ويقرها المنطق. |
[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة] |