Thursday 22nd August,200210920العددالخميس 13 ,جمادى الثانية 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

تلميحة تلميحة
تمنيت أن أكون من فناني الطائف التشكيليين
محمد المنيف

زرت الطائف مرتين الأولى قبل خمس وعشرين عاما والثانية قبل أسبوعين من نشر هذه التلميحة التي كتبتها في الهدى فوق أعلى قمة جبل يضاهي ببرودة نسيمه كل الجبال السياحية في العالم بما أطر به من أمن وطمأنينة هي ما ميز عامة الوطن عن غيره تمنيت وقتها أنني من فناني الطائف التشكيليين لاستلهم جمال الطبيعة وأودعه اللوحة بكل الألوان والخطوط والمساحات ففي محافظتهم ما يحرض على الإبداع ويثير نزعته وإذا كنت قد أسرت بالطبيعة العذراء فلا أنسى الدور الكبير من أمانة المحافظة التي أضفت بالنظافة جمالاً على جمال، في الطائف تتشكل أمامك مقومات اللوحة بكل أبعادها وتتبدل صورها لحظة بلحظة نحو التألق والجمال جامعة للمتضادات والمتناقضات بين الصحراء والغابة وبين السهل والجبل وبين الصيف والشتاء فأصبحت وجبة دسمة غنية بكل العناصر ولهذا فلا عجب أن كثيراً من المبدعين شعراً ورواية قد ولدوا من رحمها وأضاءوا بعطائهم دروب الفكر وأشعلوا في الوجدان مشاعل الحب والعشق لهذه البقعة الرائعة المكملة لبقية حلقات عقد جبال السروات من جنوبها إلى شمالها فكانت الطائف هي البوابة وهي العنوان والدليل لكل ما هو أجمل لقد قضيت مع هذه العروس أياماً عشرة وددت تمديدها إلا أن الوقت لم يسعفني ورغم أنني جئت وعائلتي للسياحة والعمرة والراحة من مشاغل الفن والصحافة إلا أنني بحثت عن عشقنا المشترك وعتبت كثيراً على الأحبة من فناني الطائف وهم كثيرون لعدم وجود أي فعالية تشكيلية يرتادها المصطاف أسوة بالكثير من الفعاليات الثقافية والترويحية سوى من إعلان صغير في إحدى النشرات التي توزعها مكاتب الإرشاد السياحي تشير إلى وجود فنون تشكيلية في الجمعيات الخيرية مع أن هناك أماكن أكثر قرباً من الجمهور منها القاعات التابعة لمحطة التلفريك التي أرى أنها الأجمل لمثل هذا الإبداع فهي في نظري أقرب المواقع للمصطافين بما تتمتع به من تنظيم جميل وخدمة راقية وإقبال جماهيري يحقق الهدف. والطائف مليئة بالمبدعين التشكيليين ولهم سابق تجربة وموقع قدم في مسيرة التشكيل السعودي واجزم أن مكتب الرئاسة العامة لرعاية الشباب يقدم كل التسهيلات لأي فعالية يمكن أن يقدمها الفنانون ويجعلوا منها أهزوجة ملونة في فضاء الطائف الجميل يساهمون بها في مهرجانهم الصيفي أسوة ببقة المناطق السياحية.
لوحة شعرية:


لا تبحثوا عنه هنا بصدري
تركته يجري مع الغروب
ترونه في ضحكة السواقي
في رفة الفراشة اللعوب
في البحر، في تنفس المراعي
وفي غناء العندليب
في أدمع الشتاء حين يبكي
وفي عطاء الديمة السكوب
لا تسألوا عن ثغره.. فهلاّ
رأيتم أناقة المغيب
(لا تسألوني.. ما اسمه حبيبي)

رسمها الشاعر نزار قباني

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved