** ما يجعلني أحظى بالكثير مما وراء «الكواليس» في ساحة الأدب الشعبي هو أنني أكتب تحت اسم مستعار ولا يمكن لأحد أن يتوقع وجودي في أي مكان أكون فيه فيأخذ الجميع «راحتهم في الكلام» وآخذ مما أسمع ما أعتقد أنه يفيد القارئ.. ومما سمعته من أصداء « كواليس الأسبوع الماضي» هو انشغال كثير من القراء ب«العنوان» والحديث عنه باكثر من وجهة نظر بين مؤيد ومعارض. فالمؤيدون يرون أن الشعر قيمة ابداعية وأن من اشتهرت له قصيدة صار شاعراً حتى وان لم يقل غيرها.
أما المعارضون فيرون أن مقياس الشاعر هو الاستمرارية وفي وجهتي النظر شيء من الصحة وان اختلف الأسلوب.
** في ملحق الخميس الذي تصدره جريدة اليوم بعنوان «فَيْ وهجير» ويشرف عليه الشاعر سالم صليم القحطاني يجد القارئ تنوعاً في الطرح واهتماماً في الانتقاء وهي مهمة لا يؤديها إلا الحريص على الشعر، وسالم شاعر يعي ما يريد.
** الشاعر نادر العماني كثف تواجده صحفياً في هذه الأيام ومن الواضح أن السبب هو التفات بعض المحررين للشعر الجيد والشعراء البعيدين إلى حد ما عن دائرة الضوء.. والعماني أحد أولئك الذين يستحقون الاهتمام لأنه يجمع بين الموهبة والثقافة.
** من خلال متابعتي لساحة الأدب الشعبي أشعر بالسعادة عندما أرى عملاً صحفياً «متعوب عليه» في أي صفحة شعبية لأن الصحافة الشعبية أو معظمها تعتمد على ما يقذف به «الفاكس» أو ما يحمله البريد وهذا يمثل نصف مهمة الصحفي. أما النصف الأهم فهو العمل الميداني.
** هناك أسماء تفقد حين تغيب وأسماء تفقد المتابعة وهي في أوج حضورها.. ومن الأسماء التي افتقدتها صحافة الأدب الشعبي الشاعر القدير والصحفي المخضرم خضير البراق وقد قرأت ذات مرة ان هناك من ينتظر أن يوضح البراق أسباب غيابه.. وما زلت أنتظر هذا الوعد وأعتقد أن كثيرين غيري ينتظرون.
** أسابيع قليلة ويحل الخريف فتعود إلينا أسماء لم تعتد النشر في الصيف وبعضهم نشر أخباراً عن نفسه بأنه مسافر لقضاء الاجازة في بلد كذا وكذا وهو في الحقيقة لم يغادر قريته.. لكنها مشكلة «التقليد الأعمى» التي لا أرى أي بارقة أمل في حلها.
** أعجبتني كلمة مختصرة قرأتها في أحد اعداد الجزيرة الماضية تتحدث عن شعراء الغرض الواحد الذين يدفعهم «وهج النجومية المزيفة» الى الكتابة في أغراض أخرى لا يجيدون التعامل معها فيكون الواحد منهم كمن «جاء يكحلها وأعماها» وهي مشكلة تعاني منها صحافة الأدب الشعبي حيث لا يضعون كل ما يصل إليهم تحت «المجهر النقدي» ليقوا أنفسهم ونجومهم سياط نقد القارئ الذي لا يرحم ولا يحترم من يستهين بعقله ووعيه فهل يسمع كل من يستغنى برأيه ويتراجع إلى الطريق الصحيح وهو أخذ رأي أهل الرأي قبل أن ينشر أي شيء.
الكشاف الشعبي |