Wednesday 21st August,200210919العددالاربعاء 12 ,جمادى الثانية 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

طابع بريدي لذكرى الأمير أحمد بن سلمان طابع بريدي لذكرى الأمير أحمد بن سلمان
سلطان بن عبد الله بن عائض القحطاني

يأتي على دنيا الناس حين من الدهر يقع فيه حدث أو تتلاحق أحداث تشد إليها الأبصار والبصائر وكان واحدة من التراجيديات الكبرى قد نصبت سرادقها وبدأت في عرض مشاهدها الألم يعتصر الألم الحزن يسوق الحزن الصمت لزم الصمت فالنبأ المفجع كان فوق طاقة الاحتمال.
أحمد بن سلمان انتقل إلى رحمة مولاه ولا حول ولا قوة إلا بالله توشحت مدينتنا بالسواد وهام أهلها مصطحبين مأساتهم الكل يعزي الكل وايدي الجميع ممدودة لتشد ساعد أمير مدينتهم الوالد المكلوم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز، بالأمس فهد الخير واليوم أحمد فارس الخيل، ما اقساه ابتلاءك وما أعظم صبرك وحري بدمعك أن يكون عصياً على قوة احتمالك ولكنك المؤمن والمؤمن مبتلى حباً من الله لقرب من الله.
انني اليوم أقاوم تعاستي وحزني بمحاولتي الكتابة ليست عزاء لنفسي وانما لان مناقب الأمير أحمد تستنطق قلمي كشاهد على العطاء في أجزل صوره وأسمى معانيه.
كان الأمير أحمد بن سلمان من هذا النوع الذي يأخذ بيدك ويفتح الأبواب أمامك ويعينك على التجوال في عالم فسيح مليء بالأمل وقد فعلها مع المعاقين من بني وطنه وكأنه ملزم بالقيادة وانارة الطريق، انه قائد وموجه ودليل يضيء دربنا ويوجه مسارنا ويزودنا بالحلول انه رائد اسهم بقدر كبير في الارتقاء بالحياة الثقافية وانتاج المعرفة عبر واحدة من أكبر الدور الصحفية السعودية ذات البعد العربي والاسلامي والدولي ألا وهي الشركة السعودية للأبحاث والتسويق.
لقد عمل الأمير أحمد قدر طاقته على أن ينقل ما عرفه إلى بني وطنه رغبة في الارتقاء بهذا المجتمع كما نقل في مشهد آخر قيماً أصيلة لهذا الشعب العربي الأصيل تمثلت في حب الخيل وسباقاتها كموروث عربي اشتهروا به وهنا لمعت صورة الأمير أحمد في الوعي الرياضي العالمي وليس بعيداً عنا فوزه المدوي بأكبر سباق عالمي للخيول مما جعل اسمه على كل لسان وملأت صورته المفعمة بالشباب المكسوة بهالات الانتصار الشاشات الاعلامية على نطاق العالم ولم يكن الأمير أحمد ممن تمر ذكراهم دون أن يذكرهم احد أو حتى تنتبه إلى ضرورة الاحتفاء بهم هذه المؤسسة أو تلك التي يمكن أن يكون قد أسهم في تأسيسها أو تأصيل تقاليدها.
لقد فارق الأمير أحمد بن سلمان الحياة دون أن يفارق بؤرة المشهد الثقافي والرياضي والإنساني وحتى يظل هذا العملاق صورة لا تبهت في وعينا الثقافي العام فإنني أتمنى أن نخلد ذكراه بطابع بريدي عالمي تتداوله الأيدي صورة حب ووفاء لمن أعطى وأوفى.
اليوم لم يعد بوسع التاريخ أن يعيد نفسه ولكن للتاريخ فضيلته ألا وهي مقاومته للنسيان..
ألا رحم الله سمو الأمير أحمد بن سلمان بقدر ما أعطى.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved