Saturday 17th August,200210915العددالسبت 8 ,جمادى الثانية 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

رداً على مدير الإعلام التربوي رداً على مدير الإعلام التربوي
نحن المعلمين نخرج بدفتر الإعداد والشرح وهم يخرجون متأبطي الصحف

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحت عنوان «المعلم لا يداوم إلا 185 يوماً فقط وباقي السنة إجازة!!» كتب مدير الإعلام التربوي بوزارة المعارف مقالة في العدد 10886 ليوم الجمعة 9/5/1423هـ.
العنوان وحده يكفي ..! وكلمة فقط توحي بأن المعلم قليل العمل والجهد، كثير الراحة.. كما توحي بالاستهانة بمعاناته.. إنها نظرة إلى الكم ولا أهمية للكيف! هذا لو كان الكم في هذا الحساب صحيحاً!
وامعاناً في التقليل من دوام المعلم «اُسقِط من حسابه يوما الخميس والجمعة لتكون النتيجة «185» يوماً فقط..!» وكأن المعلم وحده المجاز في هذين اليومين..!
كل ذلك لأن بعض المعلمين طالب بالنظر في دوام العودة..!
إنهم لم يطالبوا بتأجيل موعد الدراسة لتطول اجازتهم كما أنهم لم يسعوا إليها وطلابهم في المدارس.. ولو كانوا يريدون ذلك لحرصوا على ألا يفوتهم يوم واحد من اجازاتهم الاضطرارية كما يفعل الاخرون!
والحقيقة أن العودة ليس فيها من العمل سوى اختبارات الدور الثاني والاستعداد للعام الدراسي التالي وذلك يكفيه أسبوعان أو ثلاثة فلماذا تكون خمسة..؟! ألا يدرك «التربويون» أن طول هذه المدة يملأ النفوس مللاً وسأماً قبل بدء الدراسة؟! وان هناك نسبة كبيرة من المعلمين والمعلمات مدارسهم في مناطق بعيدة وقرى نائية يترددون يومياً منها وإليها متعرضين للاخطار وعبر طرق وعرة احياناً من أجل توقيع حضور وانصراف؟!!
وماذا يضير إذا زادت اجازات المعلمين والمعلمات اسبوعاً أو اسبوعين ما دام الطالب في اجازة ولا يؤثر ذلك على العمل؟! أَيُحسَدون على ما آتاهم الله.. ويجبرون على عمل ليس فيه عمل..؟!! إن البرامج التي ذكرها مدير الإعلام التربوي محدودة جداً جداً وخاصة بفئة معينة وليست مبرراً لهذه العودة المبكرة.
ثم هل يعلم مدير الإعلام التربوي أن المعلم الذي لا يداوم إلا «185» يوماً فقط وباقي السنة اجازة!! يأتي إلى عمله قبل الآخرين بما يقارب الساعة والنصف أو يزيد وأنه يُعد متأخراً إذا جاء بعد بدء الطابور ولو بثوانٍ فيدون اسمه في قسم المتأخرين مع ذكر اسباب التأخر بالتفصيل حسب سجل الحضور الجديد..!!! وأنه يؤدي عملاً ميدانياً شاقاً وليس لديه إلا 24 حصة «فقط» وحصص انتظار، وجماعات واشراف وانشطة.
وانه يتعامل مع الصغار والمراهقين الذين تختلف طباعهم وسلوكياتهم واخلاقهم وعقلياتهم ونفسياتهم وتتفاوت قدراتهم، يحاول أن يبني في زمن كثر فيه الهدم سهر.. قنوات.. مجلات.. فتن.. وفي ظل تربية «حديثة» تنادي بالتدليل الزائد فلا يقول المربي له أف ولا ينهره ولا يقول له إلا قولاً كريماً.. !! وليس القصد المناداة بالشدة والغلظة.. ولكن بالحزم فمن أمن العقوبة أساء الادب..! والله المستعان.
والمعلم المحسود يخرج من مدرسته يحمل كتبه واوراقه ليكمل عمله في بيته.. متأبطاً دفتر الاعداد والشرح ولا يقبل عمله بدونه. في حين يخرج الاخرون حاملين الصحف والمجلات! ثم هل نسي مدير الاعلام «التربوي» أن المعلم الذي لا يداوم إلا «185» يوماً فقط!.. يؤدي في أيام الاختبارات عملاً مضاعفاً مرهقاً ولمدة اسبوعين في كل فصل دراسي.. لا يكاد يخرج من مدرسته حتى يعود إليها مساءً ويبقى إلى ما يقارب منتصف الليل احياناً حتى يومي الخميس والجمعة خاصة في المدارس الثانوية والمتوسطة وذات الكثافة الطلابية هذه الايام لو كانت لغير المعلمين لحسبت خارج دوام، وليومي الخميس والجمعة حساب خاص، فسبحان الله! كيف حسبت أيام الخميس والجمعة ضمن اجازات المعلم واسقطت هذه الايام؟

يحيى محمد الغفيلي

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved