نهارات أخرى
المرأة التي كنت «ا»
فاطمة العتيبي

أستعيد ترتيب نفسي..
أقرر في كل مرة أن أكون تلك المرأة القديمة..
التي تشبه نوارس البحر في أحلامها..
تستعيدني الذاكرة
تسرقني في لحظة انبهار..
إلى حيث شجيرات خضراء
زرعتها خلف نافذتي
وظللت انتظر أن تستطيل هي..
لترمقني..تعلمت الصبر.. وجرّبت حلاوة الانتظار الذي يعد بشيء
وتعلمت حينها
أن الحياة تعبرنا بقاطرة انتظار طويلة.. لا نهاية لعرباتها..
نختار أيها تناسبنا.. ونمتطيها في أكثر المحطات إحساساً بنا..
واليوم محطتي..
هي احلامي الموشاة
ببياض الحقيقة..
بلذة القطف.. من أعالي الأشجار..
أحاول اليوم..
أن أقفز بعيداً.. أن أخرَّ كما طيور القطا إلى حيث
بحيرات الحبر..
أن أهرب من أسوار العادي المتكرر إلى حيث طراوة
الكلمات المحلقة بين ريش أجنحة الطيور المغادرة..
أحاول أن أبدو كطفلة بضفيرتين..
تلاحق الحمام بالحب
وتغسل الدنيا
بضحكاتها..
أحاول أن انتشل بقايا المرأة القديمة من ذاكرةٍ
ما برحت تسرقني من أيامي..
وتبعث بي كرسالة الكترونية إلى حيث كنت وكانت نافذتي وشجرتاي القديمتان..