Saturday 17th August,200210915العددالسبت 8 ,جمادى الثانية 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

دفق قلم دفق قلم
الشقائق
عبدالرحمن صالح العشماوي

الكلمة الطيبة كالشجرة الطيبة {أّصًلٍهّا ثّابٌتِ وفّرًعٍهّا فٌي السَّمّاءٌ تٍؤًتٌي أٍكٍلّهّا كٍلَّ حٌينُ بٌإذًنٌ رّبٌَهّا} ، هذه الصورة البليغة للكلمة الطيبة تظل مثالاً حياً خالداً مدى الحياة على هذه الأرض، لأنها صورة دقيقة شاملة لكل المعاني التي يمكن ان تُوصف بها «الكلمة الطيبة»، ولأنها صورة حسية مشاهدةٌ تراها العين، وتشعر النفس بمدى جمالها وبهائها وحسن عطائها.
لا يمكن لذوقٍ بشري ان ينكر جمال الشجرة الطيبة، ولا يمكن لأحد من البشر مهما فسد ذوقه ان يكره شجرة طيبة ثابتة الأصل سامقة الفرع حلوة الثمار، بل إن البشر جميعاً يتفقون على جمال هذه الشجرة الطيبة بهذه الصفات التي وردت في الآية الكريمة، فهي تحظى بإجماع الأذواق على جمالها.
هنا تبرز لنا مواطن الإعجاز في قرآننا الكريم، وهنا ندرك أهمية الكلمة الطيبة في حياة البشر، لأنها موضع اجماع من الناس جميعاً على جمالها وأهميتها، وعلى قبولها والتأثر بها.
حتى أولئك الذين يعانون من انحراف الطباع، والميل إلى الافساد والشر لا يملكون إلا ان يجدوا أثراً طيباً في نفوسهم للكلمة الطيبة، بل ربما تكون سبباً في علاج انحرافهم، وتقويم اعوجاجهم، وميلهم إلى الخير والاصلاح، هنا تكون الكلمة الطيبة «عبادة» لله تعالى إذا قصد بها صاحبها الخير، واخلص فيها نيته لربه عز وجل.
وهنا تكون الكلمة الطيبة «مسؤولية كبرى» يضطلع بها أهل العقول الراجحة، والقلوب الناصحة، والأهداف الواضحة، وتكون «رسالة عظيمة» يحمل عبء نشرها المسلم الواعي المدرك لحقيقة دوره في الحياة، الذي يشعر بأن أمانة نشر الكلمة الطيبة في عنقه، لأنه يعيش بها ومعها في كتاب الله سبحانه وتعالى وحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم.
وهنا تأتي مسؤولية الإعلام المقروء والمسموع والمشاهد عند المسلمين لأنهم هم الذين ورثوا برسالة نبيهم عليه الصلاة والسلام الخاتمة الكلمة الطيبة التي تهدي إلى الحق والخير، وترشد إلى طريق الهدى والصواب، وتربي النفوس على الصدق والسمو، وتنشر فيها الشعور بالراحة والاطمئنان.
وإذا صلحت النية، وسمت الأهداف، وسلمت الأفكار أمكن ان نسمع ونقرأ كلمةً طيبة كشجرة طيبة جميلة المنظر حلوة الثمار.
ولا بد ان تكون هذه الكلمة الطيبة ذات أثرٍ إيجابي فعَّال مهما كان ضعف وسائل نشرها، ومهما كانت الصعوبات التي تعترض طريقها.
هنالك في مجلة «الشقائق» التي ترأسها د. سارة بنت عبدالمحسن الجلوي، يظهر أثرٌ جميل، وراءَه هَدَفٌ نبيل بإذن الله لتلك الكلمة الطيبة التي صوَّرها لنا القرآن الكريم.
ولا شك ان المنبت الطيِّب، والتربة النقية التي غُرسِتْ فيها مجلة «الشقائق» قد هيَّأت لها ان تكون شجرة طيبة ثابتة الأصل سامقة الفروع حلوة الثمار، فإذا أُضيف إلى ذلك كلّه الحرص الشديد على هذه الشجرة المباركة وسلامتها، من رئيسة تحريرها د. سارة، اتضح الدَّور «الاصلاحي» الذي تقوم به هذه المجلة في خضم مجلات «الكلمة الخبيثة» المنتشرة في عالم اليوم.
إن د. سارة ذات رؤية سليمة، وفكر مستقيم، ولها من العلم الشرعي، وبعد النظر، والمعرفة بمنطلقات الثقافة المعاصرة، وأصول الفكر المستغرب، والحسِّ الدَّعوي، والشعور بقضايا أمتها الإسلامية ومشكلاتها في هذا العصر، لها من ذلك كله، ما يؤهلها لتحقيق رسالة «الكلمة الطيبة» التي نحمل مسؤوليتها نحن المسلمين في هذا العصر.
هذا ما أحسب د. سارة قادرة عليه ولا أزكي على الله أحداً.
والأمة الإسلامية بأمس الحاجة إلى النساء الواعيات اللاتي يقفن بوعيهن وسموِّ أهدافهنَّ سدوداً منيعة في وجه سيل الفساد الجارف الذي يحاول ان يقتلع شجرة الفضيلة من جذورها.
الشقائق: مجلة مضيئة في ساحة إعلامية عالمية مظلمة.
إشارة


مَنْ حدَّد الغايةَ في دربه
لم يَثْنِه خوفٌ ولم يَحْزَنِ

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved