اعداد: مسفر القحطاني
للتعليم بمحافظة الخرج تاريخ مشرف حيث البدايات الصعبة للتعليم، التي كانت تصارع الظروف المعيشية لأبناء المحافظة، إلا أن عزيمة الرجال وإعطاء التعليم حقه من الاهتمام ساهمت في توسع دائرة العلم والتعليم في هذه المحافظة. في هذه الحلقة نتتبع بداية التعليم على أيدي الكتاتيب ثم مراحل التطور التي لا تزال عجلتهاتسير بفضل من الله ثم بالرعاية الكريمة من حكومة خادم الحرمين الشريفين.
أولاً: الكتاتيب:
لم يكن في القرية الواحدة من يعرف القراءة والكتابة سوى إمام المسجد فهو الذي يؤم الناس في الصلاة ويعقد لهم أنكحتهم ويكتب اتفاقياتهم في بيعهم وعهودهم وما إلى ذلك.
وكان القضاة بجانب عملهم في القضاء بين الناس وحل خلافاتهم ونزاعاتهم يقومون بالتعليم في المنطقة حيث انهم المؤهلون لذلك.
وسنتناول في هذه الحلقة حال التعليم في مدن وقرى الخرج ومراحل تطوره..
الدلم:
لقد كان التعليم في الدلم يتم في مساجدها وعلى أيدي مشايخها وقضاتها الذين وجهوا اهتمامهم وعنايتهم بتعليم الناس قراءة القرآن الكريم وأمور الدين، وبجانب درس الشيخ «القاضي» في المسجد وجدت حلقات علمية لقليل من المشايخ وكتاتيب متناثرة في الدلم وقراها، اتجهت إلى تعليم الأطفال قدراً من القراءة والكتابة وقراءة القرآن وحفظه مع شيء من العلوم الدينية والسيرة النبوية والحساب. وقد قام على التعليم عدد من الأفراد في الدلم وقراها وتعد أسرة آل عتيق من الأسر التي توارثت التدريس حيث تنسب إليهم إحدى المدارس التي كانت تقع في سوق «غُرَيْب» ـ شمال سوق الدلم حالياً ـ وكان أول من درس فيها عبدالله بن عتيق آل مسلم، إمام المسجد الجامع وكاتب القاضي عبدالله بن حسين المخضوب، ثم درس فيها أولاده محمد وعبدالعزيز وعبدالرحمن وأحمد، وكان ممن درس في تلك المدرسة سعد الحميدي والشيخ محمد بن عبدالعزيز الصيرامي ومحمد المطلق وناصر بن بخيتان، وأحمد بن عتيق بن دريهم الذي كان يدرس أيضاً في مسجد حي «الجُرَيْف»، وممن كان لهم دور نشط في كتاتيب الدلم وفي تعليم الأطفال القراءة والكتابة، أحمد حسن وكان من بلاد فلسطين. وكانت مدرسة آل عتيق عبارة عن رواق واحد «مصباح» مبني من الطين على سناطي «أعمدة من الطين» وقد بنيت بداخله كراسي من الطين يسمونها «الحبوس» بجانب الجدران وفرشت أرضيتها بالرمل الأحمر، وكان التدريس مقتصراً على القرآن الكريم والكتابة والقراءة عن طريق الألواح التي تنجر من خشب الأثل وأقلام تتخذ من نبات «القصبا» الذي ينبت على ضفاف إحدى العيون في السيح ويبرى بطريقة معينة، أما الحبر فيصنعه الطلاب أنفسهم من المراود والسخام «السنون» والصمغ تخلط هذه المواد وتوضع في الدواة، وكانت الدراسة تبدأ من طلوع الشمس إلى الضحى ومن بعد صلاة الظهر إلى العصر، وكان الإنفاق على هذه المدرسة من أراض زراعية أوقف ريعها لصالح المدرسة، وعندما يختم الطالب كتاب الله يعطى المدرس ثمانية ريالات فضية أو أشياء عينية من إنتاج المزارع.
أما في ـ «جنوب الدلم» ـ فممن قام بالتعليم في تلك الحقبة صالح بن عيسى الزير وسليمان بن محمد الرفيق، وعبدالله بن بلال الملاحي. وفي «الوسطة» ـ «جنوب غرب الدلم» ـ عبدالرحمن بن علي اليحيى وسعد بن رشيد الخرجي، وعبدالله بن فهد بن سنبل. أما «المحمدي» ـ شمال غرب الدلم ـ فقد كان فيه عبدالعزيز بن صالح المجلي وعبدالرحمن بن عقيف.
وفي عهد الملك عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ حظي التعليم في الدلم كما في غيرها بالتشجيع لذا فقد كان يصرف للقضاة الذين يقومون بالتعليم من بيت المال عن طريق وكيل بيت المال في الخرج.
العلامة ابن باز
وفي سنة 1357هـ تولى سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز ـ رحمه الله ـ قضاء المنطقة، ولما يعرف عن سماحة الشيخ من سعة العلم والرغبة الدائمة في تعلمه وتعليمه، فقد توافد عليه طلاب العلم من خارج الدلم، ومن خارج الجزيرة العربية فتقاطر طلبة العلم على الدلم من الشام، واليمن، والعراق وغيرها، فوجه الملك عبدالعزيز رحمه الله بمساعدة هؤلاء الوافدين وأمر وزير المالية عبدالله بن سليمان ببناء مقر لهم، وبنيت لهم غرف متجاورة يحويها سور، سميت عندهم بالرباط أو «رباط ابن باز» وكان موقعها في نهاية سور مدرسة ابن عباس الآن من الجهة الجنوبية الغربية وجنوب سور قصر إمارة الدلم اليوم، وكانت تلك الغرف بمثابة ما يعرف اليوم بسكن طلاب الجامعات، ثم زاد إكرام الملك عبدالعزيز للطلاب فجعل لهم مخصصاً شهرياً ومكافأة تصرف لهم عن طريق سماحة الشيخ ابن باز وأحياناً تصرف لبعض الطلاب المجيدين مشالح، تشجيعاً لهم على مواصلة طلب العلم، وعاشت الدلم في تلك السنين حالة من الحيوية والنشاط فنشطت أسواقها وجلبت إليها البضائع أكثر مما كانت عليه ونشط الأهالي في تأجير بيوتهم حيث ان الطلب عليها فاق المعروض في ذلك الوقت. وكانت حلقات سماحة الشيخ ابن باز تبدأ من صلاة الفجر إلى ما بعد شروق الشمس بساعتين وبعد صلاة الظهر بما يقارب الساعة، وبعد صلاة المغرب إلى العشاء، وكانت تقرأ عليه في تلك الحلقات كتب عدة في الشريعة وفي اللغة العربية ومنها تفسير ابن كثير وكتاب فتح المجيد وكتب الحديث الستة وجامع العلوم والحكم وفتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية، وقد قسم الشيخ تلاميذه حسب مستوياتهم وخلفياتهم العلمية ووجه كلا منهم إلى ما يناسبه من الكتب فصار التلاميذ لديه ينتقلون من مستوى إلى مستوى أعلى منه، فكانت حلقاته تلك أشبه ما تكون بكلية الشريعة، وكان من تلاميذه من أبناء المنطقة: معالي الشيخ راشد بن صالح بن خنين «المستشار بالديوان الملكي حالياً وعضو هيئة كبار العلماء» وصالح بن عبدالعزيز بن هليل وعثمان بن عبدالعزيز بن هليل وعبدالعزيز بن عيسى الجريوي «القاضي بمحكمة الخرج سابقاً» وعبدالعزيز بن عوين وعبدالرحمن بن عبدالعزيز الجلال «رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالدلم» وعبدالعزيز بن حسين العسكر وعبدالعزيز بن محمد الصيرامي وصالح بن محمد الصيرامي وعبدالله بن فهد السنبل وسعد بن رشيد الخرجي وعبدالعزيز بن علي الزير. ولقد اهتم الملك عبدالعزيز كذلك؛ بالهجر والقبائل فانتدب لهم المطاوعة والمرشدين من المدن القريبة منهم، وأول ما يتعلمون القرآن الكريم وأركان الإسلام والعبادات ومبادئ القراءة والكتابة، ولا يقتصر عمل المطوع أو المرشد على التعليم فقط بل هو واعظ القبيلة وإمامها وخطيب مسجدها وقد يكون مرجعها الديني في كل شيء وله رأي مسموع في شؤونها العامة والخاصة، وممن انتدب للعمل في الهجر الشيخ ناصر بن عبدالعزيز الصيرامي في الهياثم بالإضافة إلى الشيخ راشد بن عيسى بن عبدالوهاب، والشيخ محمد بن سعد بن شعيل.
اليمامة:
ارتبط التعليم فيها بالقضاء ارتباطاً وثيقاً فقد كان الشيخ عبدالله بن جبر الحنبلي قاضياً ومعلماً في اليمامة في حدود 1253هـ.
وكان يوجد في جامع اليمامة حجرة ملحقة يفضي بابها إلى الشارع بنيت بداخلها كراس من الطين بجانب الجدران، وممن درس فيها عبدالعزيز بن سعد العبيدي الذي كان من تلاميذه عبدالله بن محمد الجمعة، ومحمد بن عبدالله بن زيد السماري، ومحمد بن عبدالله الحويطان، وعلي بن راشد العبيدي، وعبدالعزيز بن عبدالله الرويس، وعيسى بن ناصر المعيلي، وناصر بن عبدالعزيز الغنام، وعبدالله بن سلمان السبيعي، الذي كان إماما لأحد المساجد، وقد مارس البعض منهم التعليم في اليمامة.
كما كان يوجد باليمامة كتاب آخر في «مسجد أم أثيلة» الذي يقوم إمامه علي بن عبدالرحمن المويزري بتدريس القرآن الكريم والكتابة فيه.
وفي عام «1362هـ ـ 1364هـ» قام ناصر بن عبدالرحمن الكنهل باستئجار مبنى طيني في حي المطيرية واتخذ من هذا المبنى مدرسة نسبت إلى الحي، ثم بنى الأهالي له مدرسة مقسمة إلى فصول في عام 1365هـ ،وأحضر كتباً للهجاء وكلف من صنع له سبورات، فأخذ يعلم الناس وكان يساعده محمد بن عبدالله بن زيد السماري، ومحمد بن صالح الفواز، وعبدالعزيز الفواز، وعبدالعزيز بن عبدالله الرويس، ولكن جل العمل كان يقوم به ناصر الكنهل، وكان يأخذ قدراً بسيطاً من كل تلميذ نقداً أو عيناً، ولقد أصبحت تلك الغرف نواة للمدرسة النظامية فيما بعد سنة 1368هـ.
ومثل بقية بلدان الخرج كانت مساجد اليمامة تشهد حلقات العلم التي من أبرزها حلقة الشيخ عبدالله بن محمد الفواز خطيب الجامع.
السلمية:
وممن مارس التعليم في هذه البلدة الشيخ عبدالله بن محمد الخرجي حيث كان قاضياً ومعلماً في السلمية واليمامة.
وممن برز في التعليم في السلمية أيضاً الشيخ عبدالله بن محمد الخرجي الذي تولى القضاء عام 1270هـ، وتعلم على يديه الكثير من أبناء المنطقة وغيرهم وكان من أبرزهم شاعر الملك عبدالعزيز، محمد بن عبدالله بن عثيمين.
نعجان:
ويبرز من المعلمين في بلدة نعجان كل من:
أحمد بن عيسى بن غملاس ـ رحمه الله ـ عيسى الزير، محمد بن عبدالله بن عتيق: الذي خلف سابقه في إمامة الجامع وتعليم الناس والإشراف على الأوقاف وفي زمنه بدأ تعليم النساء حيث كان يعلم النساء في مكان مخصص بجوار الجامع إلى أن بدأ تعليم النساء عن طريق امرأة كانت حافظة للقرآن تزوجها أحد أهالي نعجان تدعى لولوة الداغري، وقد كانت تعلم النساء القرآن والفقه، وقد توفيت ـ رحمها الله ـ قبل بدء التعليم الحديث بخمس سنوات تقريباً.
إبراهيم بن محمد بن عتيق: خلف أباه في إمامة الجامع وتعليم الناس حتى وقت التعليم الحديث حيث افتتحت أول مدرسة ابتدائية للبنين في نعجان.
السيح:
كان التعليم في السابق مجرد دروس يلقيها القضاة في مساجد متفرقة كالشيخ عبدالعزيز بن صالح الصيرامي الذي كان يقوم بالقضاء في المنطقة من سنة 1315هـ إلى 1345هـ حيث تعلم على يديه الكثير من أبنائها.
وممن ولي القضاء في السيح ومارس التعليم الشيخ سالم بن ناصر الحناكي وهو أول قاض فيها في الفترة من «1360هــ 1365هـ» وكان إماما وخطيباً لجامع السيح الذي عرف فيما بعد بجامع الملك عبدالعزيز.
الهياثم:
بدأ التعليم في الهياثم عام 1360هـ تقريباً وذلك بعد توطين البادية وكانت الكتاتيب تقوم بالدور الرئيسي في عملية التعليم في الهياثم وذلك قبل دخول التعليم الرسمي.
حيث كان يقوم عليها نخبة ممتازة من المشايخ المخلصين الذي قاموا بالتدريس في هذه الكتاتيب على التعاقب.
طريقة التعليم في الكتاتيب:
كان التعليم في الكتاتيب يقوم على كتابة الحروف الهجائية مقطعة، ينتقلون من حرف الألف بعد إتقانه إلى حرف الباء ثم إلى حرف التاء وهكذا حتى يتم تعلم وإتقان جميع الحروف، ثم ينتقل بهم إلى تعلم الحروف، وتمييز بعضها مجتمعة «أبجد، هوز، حطي،..»، وكانوا يستعملون الجلود والألواح للكتابة عليها.
وبعد اتقانهم لمرحلة تعلم الحروف بحركاتها المختلفة ينتقل بهم إلى مرحلة أخرى فيكلفهم المعلم بكتابة التشهد من أوله إلى آخره، وبعد إتقانهم للتشهد ينتقلون إلى كتابة قصار السور من القرآن الكريم حتى يتم ختم القرآن، إلى جانب ذلك يتعلمون العلوم الدينية وبعض مبادئ اللغة العربية.
وقد تعارف الناس أن يكافئوا المعلم بعد أن يحفظ أبناؤهم الجزء من المصحف بريال أو ريالين، أما بعد إتمامهم لحفظ كتاب الله كاملاً فعادة ما تتراوح المكافأة ما بين «25 ـ 30» ريالاً بالإضافة إلى ما ينتجونه في مزارعهم من التمر والبر ونحو ذلك.
ثانياً: التعليم النظامي:
لقد كان لمؤسس هذا الكيان الشامخ الملك عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ دور هام في نشر العلم بين أمته.
وكانت بدايات التعليم النظامي في محافظة الخرج في عهده ـ رحمه اللله ـ حيث أمر وزير المالية عبدالله السليمان بالإشراف على إنشاء المشروع الزراعي في الخرج مما اضطر الوزير للبقاء في الخرج مدة طويلة جعلته يتفق مع الأستاذ حمد الجاسر للإشراف على تعليم أبنائه وتنظيم دراستهم في الخرج، واختار الوزير مكان تعليم أبنائه في غرف بجانب مكتبه الخاص في القصر الذي سكن فيه.
ويصف الأستاذ حمد الجاسر تلك الغرف وطلابها قائلاً: «أما المكان المعد للدراسة فيتكون من حجرتين، وبهو صغير في مقدمهما، وما كان الطلاب في أول الأمر كثيري العدد فهم يزيدون قليلاً عن العشرين منهم: أبناء الوزير وأبناء أخيه ومعهم اثنان من أبناء عبدالرحمن القصيبي وعدد من الحشم، وما كنت أتوقع أن عدد الطلاب سيزداد، ولهذا فقد اكتفيت باختيار مساعدين اثنين لي في التدريس، وعندما رأيت رغبة أولياء الأمور في بلدة السيح في تعليم أبنائهم اقترحت على الوزير أن تنشأ لهم مدرسة فوافق على ذلك».
وأشار الأستاذ حمد الجاسر على الوزير بعد موافقته على افتتاح المدرسة أن يكون الأستاذ عبدالكريم الجهيمان مديراً لها.
وافتتحت المدرسة فعلاً سنة 1362هـ وعين فيها وكيل هو سليمان السكيت، وأرسل الوزير سيارة لنقل عبدالكريم الجهيمان وعائلته من مكة إلى الخرج، وجاء عبدالكريم الجهيمان وتولى إدارة المدرسة مع معاونه سليمان السكيت، وكانت هذه المدرسة أول مدرسة نظامية أنشئت في محافظة الخرج فأقبل عليها الطلاب إقبالاً منقطع النظير وسارت شهرتها وشهرة مدرسيها بين جميع المواطنين، وصار الأهالي يتبرعون بالأدوات المدرسية، وبأنواع من الإعانات المالية التي تصرف فيما يحتاجه الطلاب.
وكانت من عادة الملك عبدالعزيز ـ رحمه الله - أن يأتي إلى الخرج هو وعائلته وحاشيته كل أسبوع، فقررت إدارة المدرسة زيارته مع بعض طلابها لإلقاء بعض المحاورات الدينية والأناشيد أمامه، فاستقبلهم الملك واستمتع لمدير المدرسة في قصيدته ثم لأبنائه الطلاب في محاوراتهم وأناشيدهم فأعجب بهم ودعا لهم ومما قال لهم «بارك الله فيكم يا أولادي».
وبعد سنة أي في عام 1363هـ جاء الأمر لعبد الكريم الجهيمان بالتوجه إلى إدارة مدرسة أنجال ولي العهد الأمير سعود وتسليم المدرسة لمعاونه سليمان السكيت الذي تولى إدارتها وبذل جهوداً لتطويرها، حيث اهتم بتأهيل مدرسي الكتاتيب في الخرج فافتتح لهم التعليم الليلي ليلتحق به أولئك وغيرهم.
ومن جهوده أيضاً: الزيارات المتبادلة بين مدرسته ومدرسة ناصر بن عبدالرحمن الكنهل في اليمامة، تلك المدرسة التي هي وسط بين الكتاب والنظامية فأقنع السكيت ناصر الكنهل ومحمد بن عبدالله بن زيد السماري لينضما إلى طاقم التدريس في مدرسته في السيح بمرتب قدره «210» ريالات فضية، فانضما إليها بعدما درسا فيها ليلاً تلك العلوم التي لم يعرفاها مثل الحساب ونحوه.ولقد حظيت تلك المدرسة باهتمام المسؤولين وعلى رأسهم الملك سعود ـ رحمه الله ـ حيث كان يزور الخرج ويلتقي بطلابها الذين ينشدون الأناشيد الترحيبية.
واستمر سليمان السكيت في إدارة المدرسة حتى عام 1365هـ، ثم خلفه الأستاذ ماجد أسعد حتى عام 1366هـ، ثم الأستاذ محمد سلطان حتى عام 1372هـ، ثم الأستاذ عبدالوهاب كلنتن حتى عام 1375هـ، ثم الأستاذ صالح رشيد المزيني حتى عام 1382هـ، ثم الأستاذ عبدالله بن عبدالرحمن الثنيان حتى عام 1384هـ، ثم حتى عام 1401هـ، ثم الأستاذ عبدالرحمن محمد العقيل حتى 1417هـ، ثم الأستاذ عبدالعزيز إبراهيم المحسن حتى عام 1421هـ ثم الأستاذ صالح بن علي العرجاني.
وكانت هذه المدرسة تحمل اسم «المدرسة السعودية الابتدائية» ثم تغير إلى «مدرسة السيح الأولى» ثم تغيرت إلى «مدرسة ثمامة بن أثال» الصحابي المعروف سنة 1383هـ وكانت أول دفعة تخرجت من الصف السادس من هذه المدرسة عام 1370هـ وكان عددهم «ثمانية» طلاب.
وفي عام 1368هـ، رأى الشيخ عبدالعزيز بن باز «قاضي الخرج آنذاك» إقبال الناس على العلم والتعليم وازدحام دور العلم والكتاتيب، فرأى أن يخاطب ولي العهد الأمير سعود ـ رحمه الله ـ ويطلب منه افتتاح مدرسة في الدلم وأن تعين الحكومة فيها معلمين، فاستجاب الأمير لذلك ووجه معتمد المعارف في ذلك الوقت الشيخ محمد بن مانع ـ رحمه الله ـ أن يعتني بهذا الطلب، فتم افتتاح أول مدرسة حكومية في الدلم وثاني مدارس المحافظة عام 1368هـ، بعد أن انضمت إليها مدرسة أحمد بن مسلم «التي هي أشبه ما تكون بمدرسة أهلية».
وبدأت المدرسة بالجهاز التعليمي الذي شكله الشيخ عبدالعزيز بن باز، وهم: محمود ياسين «من فلسطين» مديراً، وراشد بن خنين «المستشار في الديوان الملكي» وكيلاً، وكل من أحمد بن مسلم وسليمان بن حماد ومحمد العديني وعبداللطيف بن شديد مدرسين.
ثم خلف الأستاذ محمود ياسين في الإدارة الأستاذ صالح بن حسين العلي «من العراق»، ثم الشيخ عبدالرحمن بن عبدالعزيز بن جلال، ثم صالح بن محمد الصرامي، ثم عبدالعزيز بن محمد الصرامي، ثم راشد بن سالم الحويطان، ثم عبدالله بن محمد الحقباني، ثم عبدالعزيز بن سلمان الحقباني ولا يزال.
وكانت المدرسة تحمل اسم المدرسة السعودية بالدلم ثم تغير إلى مدرسة ابن عباس بالدلم، وكانت أول دفعة تخرجت من الصف السادس عام 1375هـ، وكان عددهم «تسعة» طلاب.
وقد حظيت هذه المدرسة كغيرها من المدارس باهتمام المسؤولين فقد تبرع الملك سعود ـ رحمه الله ـ بإنشاء مبنى لها على حسابه الخاص، وقد قام أيضاً ـ رحمه الله ـ بزيارة المدرسة في عام 1378هـ وحضر احتفال المدرسة بهذه المناسبة.وفي نفس العام الذي افتتحت فيه مدرسة الدلم افتتحت مدرسة اليمامة الابتدائية عام 1368هـ التي كانت نواتها مدرسة ناصر بن عبدالرحمن الكنهل التي سبق الحديث عنها وفي نفس المكان الذي بناه الأهالي ليكون مكاناً يعلم فيه ناصر الكنهل أبناءهم.وفي عام 1369هـ افتتحت مدرسة السلمية الابتدائية وكان أول مدير لها الأستاذ علي الوهيبي حتى عام 1370هـ، وكانت أول دفعة تخرجت من الصف السادس من هذه المدرسة عام 1374هـ وكان عددهم «سبعة» طلاب.
وفي نفس العام الذي افتتحت فيه مدرسة السلمية 1369هـ، طلب الشيخ عبدالعزيز بن باز من معتمد المعارف أن يحقق رغبة أهالي المحمدي في افتتاح مدرسة لهم فوافق على افتتاح مدرسة أخرى في الدلم هي مدرسة المحمدي التي أصبحت فيما بعد مدرسة ابن القيم، وعين أول مدير لها الأستاذ سعيد العديني حتى عام 1370هـ.
وكانت أول دفعة تخرجت من الصف السادس من هذه المدرسة عام 1376هـ، وعددهم «اثنا عشر» طالباً.
ثم افتتحت مدرسة العذار عام 1372هـ، ومدرسة أحمد بن حنبل «الهياثم سابقاً» وفي عام 1373هـ، افتتحت مدرسة السهباء زميقة ومدرسة نعجان، وفي عام 1374هـ، افتتحت مدرسة الضبيعة.
ثم تتابع افتتاح المدارس الابتدائية في المحافظة حتى وصلت الآن اثنتين وسبعين مدرسة.
التعليم المتوسط:
افتتحت أول مدرسة متوسطة في محافظة الخرج عام 1375هـ، وهي متوسطة السيح الأولى وكانت ملحقة بالمدرسة الابتدائية وتحت إدارة الأستاذ عبدالوهاب كلنتن، ثم انفصلت بإدارة مستقلة عام 1382هـ، وأدارها الأستاذ عبدالله بن محمد الخليفة.
ولقد تغير اسم المدرسة إلى متوسطة حطين عام 1413هـ.
وفي الدلم تم افتتاح متوسطة الدلم «الإمام محمد بن سعود حالياً» عام 1382هـ، ثم تلاها متوسطة حنين في السيح عام 1387هـ، ثم تتابع افتتاح المدارس المتوسطة في المحافظة حتي بلغت الآن خمساً وثلاثين مدرسة.
التعليم الثانوي:
لقد افتتحت أول مدرسة ثانوية في المحافظة عام 1379هـ، وكانت تعتمد التعليم الليلي، وتحت إدارة مدير المتوسطة الأستاذ عبدالوهاب كلنتن وكان طلابها جميعاً يؤدون اختباراتهم في ثانوية اليمامة بالرياض، ثم أغلقت المدرسة الليلية في عام 1381هـ.
أما أول مدرسة ثانوية نهارية فكانت ثانوية السيح «الخرج حالياً» وقد افتتحت عام 1385هـ، تحت إدارة الأستاذ عبدالله بن محمد الخليفة.
وأول دفعة تخرجت من المدرسة من الصف الثالث الإعدادي الأدبي عام 1387هـ، وكان عددهم «سبعة» طلاب، وأما الثالث الثانوي العلمي فأول دفعة تخرجت منه عام 1388هـ، وكان عددهم «ستة عشر» طالباً.
ثم افتتحت ثانوية الدلم عام 1391هـ، ثم ثانوية الهياثم عام 1397هـ، ثم تتابع افتتاح المدارس الثانوية في المحافظة إلى أن بلغت الآن ست عشرة ثانوية.
معاهد إعداد المعلمين:
لقد تم افتتاح أول معهد لإعداد المعلمين في المحافظة عام 1377هـ وكان في الدلم وتولى إدارته الشيخ عبدالرحمن بن عبدالعزيز الجلال، وأول دفعة تخرجت من المعهد عام 1379هـ وكان عددهم ثلاثة عشر طالباً، واستمر المعهد إلى عام 1386هـ حيث أغلق.
وفي السيح تم افتتاح معهد إعداد المعلمين سنة 1386هـ، وتولى إدارته الدكتور سعيد بن مبارك آل زعير.
مدارس تحفيظ القرآن الكريم:
افتتحت أول مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم عام 1397هـ وكانت تسمى محدثة تحفيظ القرآن الكريم، ثم تغير الاسم إلى مدرسة تحفيظ القرآن الكريم في الخرج، وكانت تحت إشراف مدير ثانوية الخرج الأستاذ عبدالله بن محمد الخليفة، كما تم افتتاح مدرسة أخرى عام 1402هـ، ومدرسة تحفيظ القرآن الكريم في الدلم 1399هـ، كما افتتحت مدارس متوسطة لتحفيظ القرآن الكريم.
التعليم الأهلي:
افتتح أول معهد في المحافظة عام 1379هـ، وكان يحمل اسم معهد النجاح الذي يملكه ويديره الأستاذ سالم الغامدي، بالإضافة إلى تعليم الآلة الكاتبة.
وفي الدلم قام الأستاذ أحمد بن مرشد بن مسلم بافتتاح مدرسة أهلية نظامية في الفترة ما بين 1365هـ ـ 1368هـ لتعليم القرآن الكريم، ومبادئ القراءة والكتابة، و بعض العلوم الحديثة الأخرى.
وقد أدخل الأستاذ أحمد في هذه المدرسة الطبشورة والسبورة وتوالى بعد ذلك افتتاح المدارس الأهلية.
الإشراف على التعليم:
منذ أن بدأ التعليم النظامي في الخرج عام 1362هـ، وهو يتبع لمعتمدية المعارف في الرياض، ثم تأسست أول إدارة تعليم في الخرج عام 1379هـ، وسميت بـ«إدارة التعليم في الجنوب» ومقرها الخرج، وكان يديرها الأستاذ معجب بن سعيد الدوسري، ثم نقلت إلى الأفلاج عام 1380هـ، وأعيد ربط الخرج بإدارة التعليم في منطقة الرياض. وفي عام 1387هـ افتتح مكتب للتعليم في الخرج للإشراف على سير العملية التعليمية في المحافظة ويرتبط بإدارة التعليم في منطقة الرياض، وتولى إدارة المكتب الأستاذ محمد أبو سليم، ثم أغلق المكتب عام 1395هـ، وأعيد ربط الخرج بإدارة التعليم في منطقة الرياض مباشرة.
وفي أواخر عام 1401هـ، افتتحت إدارة التعليم في الخرج لتتولى المسؤولية الكاملة عن التعليم في المحافظة وترتبط مباشرة بوزارة المعارف.
تعليم البنات في محافظة الخرج
لقد نالت المرأة في المملكة العربية السعودية حظها من التعليم بفضل الله، ثم بفضل الملك عبدالعزيز، رحمه الله، الذي أتاح العلم والتعليم لكل مواطن ومواطنة في كل مكان من المملكة العربية السعودية، مدنها وحواضرها، قراها وهجرها، حتى تبوأت المرأة مكانها المتميز في كل مكان.
مراحل تعليم الفتاة في محافظة الخرج: مرت عملية تعليم الفتاة في محافظة الخرج بعدة مراحل أهمها ما يلي:
أولاً: حلقات التدريس والكتاتيب:
حلقات التدريس عرفت منذ فجر التاريخ الإسلامي عندما كان الفقهاء والعلماء يقومون بتدريس طالبي العلم ومريديه في المساجد بعد الصلوات الخمس كما هو في المسجد الحرام والأزهر الشريف، بأن يتجمع الطلبة بعد الصلاة حول المعلم، وعادة ما يتخصص في فرع من فروع العلم الشرعي مثل الفرائض، التفسير، علوم الحديث.. وحوله حلقة من الطلاب يستمعون ويناقشون، وعادة ما يقرأ الفقيه، أو يقرأ من أجله.
ولأن المرأة غير الرجل، فكانت حلقات التدريس تعقد في بيوت ممن يقمن بالتدريس، كذلك الكتاتيب، حيث كان التعليم في ذلك الوقت يتم بوسائل بدائية على الألواح أو الجلود، تتعلم الفتاة مبادئ القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم، وبعض الأحاديث النبوية.
وكان يقوم بمهمة التعليم في ذلك الوقت نساء متعلمات، حفظن القرآن وجودنه، وتبحرن في الأحاديث النبوية. أما الأجر فكانت بعض المعلمات يتقاضين أجراً بسيطاً «دخولية»: من الدخل أو العائد، وذلك من ولي أمر التلميذة لا يتجاوز عدة ريالات. وذكرت بعض المصادر أن التلميذات كن يجلبن معهن شيئاً مما تنتج الأرض، من بر أو تمر وما شابه ذلك.
أما إذا حفظت الفتاة جزءاً أو أجزاء أو القرآن الكريم كله، فيقام بهذه المناسبة احتفال شعبي كبير يسمى «الختمة» نسبة إلى أن الفتاة ختمت أو أتمت حفظ القرآن الكريم كله. وهذه بعض العادات والتقاليد جرى العمل بها في بعض البلاد العربية ولا يزال، نظراً لأهمية حفظ القرآن الكريم بالنسبة للبنين أو البنات على حد سواء.واشتهر من بين النسوة اللاتي اشتغلن بتحفيظ القرآن، وتعليم مبادئ القراءة والكتابة على سبيل المثال لا الحصر:
من النخيل امرأة تدعى فاطمة سعد الغانم، وحضرت من الحوطة، هيا بنت صالح بن عيسى الزير بنات الشيخ صالح بن حسين العلي، شيخة بنت عبدالله البخيتان وابنتيها حصة بنت عبدالعزيز بن جلال، فاطمة بنت حمد بن زيدان «الزيدانية»، منيرة بنت زيد بن محسن. ولما توفيت واصلت بعدها شيخة بنت عبدالله بن محسن.
من السلمية: فاطمة سعيد المتيعب، هيلة زوجة الشعلان. من اليمامة: لطيفة بنت الشدى، منيرة بنت حسن الشدي، فاطمة بنت عبدالعزيز الفواز. هيا بنت عبدالله الدريهم التي جاءت من جدة، واشتغلت بالتدريس في الكتاب. وتعتبر أول من استعانت بالكتب المزودة بالصور والحروف الأبجدية، وأول من طالبت بدفاتر لتعليم الكتابة فيها. في الخرج: فاطمة البديوي، حيث بدأ التعليم التطوعي في الخرج على يديها بافتتاح فصول في منزلها لتعليم الطالبات القراءة والكتابة، والتحق بها عدد لا بأس به من بنات المحافظة، وكذلك نجاح عبدالوهاب الأيوبي، وهي سورية، والسيدة نائلة، وهي فلسطينية، أضافت مادة الحساب مع القراءة والكتابة.
ثانياً: التعليم الحكومي في محافظة الخرج:
افتتحت أول مدرسة ابتدائية للبنات عام 1381هـ، وهي الابتدائية الأولى بالخرج في حي السليمانية، ثم انتقل مقرها إلى حي العقم في مبنى مستأجر وأدارتها السيدة فاطمة البديوي، والسيدة هند بخيت الآغا. وكانت المعلمات من الأردنيات والفلسطينيات، وتخرجت أول دفعة منها في نفس الوقت الذي تم فيه افتتاح أول مندوبية بالخرج عام 1382هـ.
ونظراً لحاجة المنطقة إلى معلمات وطنيات، تم افتتاح معهد المعلمات المتوسط، وكانت أول دفعة تخرجت منه «5» خريجات. ثم افتتح معهد إعداد المعلمات الثانوي عام 1391هـ، الذي التحقت به خريجات المعهد المتوسط.
وتوالى افتتاح المدارس الابتدائية للبنات تحت إشراف الأخوات المتعاقدات، إلى أن تم تعيين أو مديرة سعودية هي «نورة بنت صالح الشبل». ولما تحقق الاكتفاء الذاتي من خريجات معهد المعلمات الثانوي، ألغي هذا المعهد أيضاً عام 1403هـ، تمهيداً لتطوير العملية التعليمية في محافظة الخرج، ولتأهيل المعلمة بنت الوطن تأهيلاً تربوياً يتمشى مع الأساليب الحديثة.
لذا تم افتتاح الكلية المتوسطة عام 1403هـ، ولما تحقق الاكتفاء أيضاً من خريجاتها المطلوبات للمرحلة الابتدائية، ولرغبة القائمين على العملية التعليمية في ملاحقة التطورات الجارية حول موضوعي التربية والتعليم.. تم تطويق الكلية المتوسطة وتحويلها إلى كلية التربية المطورة، وذلك عام 1415هـ.
وقد وصل عدد الخريجات لعام 1419هـ/1420هـ إلى «494» خريجة، وعدد الخريجات لعام 1420هـ/1421هـ حوالي «637» طالبة. وكان العدد الإجمالي للطالبات للعام الدراسي 1419هـ/1420هـ «3827» طالبة، قفز إلى «4288» طالبة في العام 1420هـ/1421هـ.
وبلغ عدد الخريجات من كلية التربية الأقسام الأدبية لعام 1421هـ «303» خريجة، ومن الأقسام العلمية لنفس العام «204» خريجة.
أما المتوقع تخرجهن لهذا العام 1422هـ، من كلية التربية «الأقسام الأدبية» «492» طالبة إن شاء الله، ومن الأقسام العلمية «246» طالبة، وتم افتتاح كلية إعداد المعلمات للمرحلة الابتدائية عام 1418هـ، بالدلم، تدرس بها حسب إحصائية عام 1422هـ «1231» طالبة، تدرسهن «41» معلمة وأستاذة. ومن المتوقع تخرج «238» طالبة من هذه الكلية هذا العام.
إذ المتوقع تخرجهن لهذا العام بإجمالي عدد وقدره «976» طالبة بحول الله تعالى.
مدارس تحفيظ القرآن الكريم:
افتتحت أول مدرسة ابتدائية لتحفيظ القرآن الكريم بمحفاظة الخرج عام 1403هـ/1404هـ، وتوالى افتتاح المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية، حتى بلغت عام 1422هـ «7» مدارس، ابتدائي تحفيظ القرآن تدرس بها «804» طالبة، و «3» متوسطة تدرس بها «163» طالبة، و«2» ثانوية تدرس بها «91» طالبة.
كما تم افتتاح معهد التدريس المهني للبنات عام 12 ـ 1413هـ.
مدارس محو الأمية:
حسب إحصائية عام 1422هـ، يوجد بمحافظة الخرج «43» مدرسة لمحو الأمة وتعليم الكبيرات، تدرس بها «813» دارسة، تعلمهن «156» معلمة.
التربية الخاصة:
نظراً لحاجة هذه الفئة من فلذات أكبادنا للتعليم لكونه مشروع أقره الإسلام ونادى به، كما أنه واجب وطني، فقد تم افتتاح معهد للتربية الفكرية في عام 20/1421هـ، تدرس به «37» طالبة، تدرسهن «9» معلمات.
الإشراف التربوي:
وبعد افتتاح هذا العدد الكبير من المدارس، ولما كان للإشراف دور مهم في متابعة وتطوير العملية التعليمية، ومتابعة تنفيذ كل ما يتعلق بها لتحقيق الأهداف التربوية، وتوفير خدمات تعليمية أفضل للطالبات في جميع المستويات، كان لابد من افتتاح مكتب للإشراف التربوي لمتابعة تقويم مجمل عناصر العملية التعليمية والتربوية في مختلف مراحل التعليم، فافتتح أول مكتب للإشراف بمحافظة الخرج عام 1391هـ، حيث كان مكتب تفتيش، وهو الآن المكتب الرئيس القائم بمحافظة الخرج، وكانت أول مديرة لهذا المكتب الأستاذة روحية محمد مبارك، ثم الأستاذة ثناء الرافعي. وفي عام 1403هـ، تم ترشيح أول مديرة سعودية لإدارة الإشراف التربوي بمحافظة الخرج وهي الأستاذة نورة الشبل، التي كانت أول جامعية في المحافظة، ولا تزال قائمة بأعمال المكتب، ولها دور رائد ومميز في مسيرة العملية التربوية والتعليمية في المحافظة. وبلغ عدد منسوبات المكتب «78» منسوبة. وفي الدلم افتتح المكتب الفرعي بمندوبية الدلم عام 1407هـ، تولت الإشراف عليه الأستاذة سعاد عبدالعليم البدري، إلى أن تم تعيين أول مديرة إشراف تربوي سعودية، وهي الأستاذة حصة فهد الحقباني عام 1415هـ، وعدد منسوباته «18». والحمد لله.. لقد أصبحت السعودة في قطاع تعليم البنات 100%، ووصل تعليم البنات كافة هجر الخرج وقراها، ووصلت رسالة خادم الحرمين الشريفين، حفظه الله، وهي إيصال التعليم إلى كل بيت.
|