Saturday 17th August,200210915العددالسبت 8 ,جمادى الثانية 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

أضواء أضواء
أين نحن من الأخطار؟ 1-6
جاسر عبدالعزيز الجاسر

لم تكن أحداث الحادي عشر من أيلول بالحدث العارض الذي يمكن تجاوزه أو نسيانه، فقد أثبتت الأحداث التي أعقبتها صدق ما أكدته أبحاث ودراسات المفكرين ومراكز الأبحاث والدراسات، أن ما حدث يشكِّل نهاية مرحلة وبداية مرحلة كونية جديدة.
صحيح أن التمهيد للتغير المرحلي الكوني قد سبقته إشارات وإرهاصات، بل وحتى إعداد وتهيئة من قبل القوة الدولية التي كانت تخطط للانفراد بالقوة الدولية العظمى الوحيدة، حيث بدأت أولى الإشارات الدالة على ذلك مع البدايات الأولى المبرمجة لتفكيك الاتحاد السوفيتي، بحيث تتم إزاحة القوة الدولية العظمى المنافسة، وإفساح المجال للقوة الأخرى للانفراد، وقتها كانت القوى الدولية الثانوية تعمل مجتمعة ومنفردة لتحقيق هذا المخطط الأمريكي، فالغرب اندفع وراء زعيمة الغرب «أمريكا» مدفوعين بإزاحة عدو أيدلوجي وعسكري ومزاحم اقتصادي، في حين تعاونت القوى الأخرى كل حسب دوافعه، فالدول الإسلامية تعاونت لمواجهة «عدو كافر ينشر الشيوعية» ولهذا فقد كان الإسهام الإسلامي في تدمير الاتحاد السوفيتي من خلال الجهاد الأفغاني الذي كان جهاداً إسلامياً شاملاً بكل معنى الكلمة.
ولكن أمريكا قطفت ثمرة التعاون الإسلامي والغربي في إزاحة القوة العظمى المشاركة، وحصدت لوحدها النتائج، صحيح أن النصف الغربي الآخر «أوروبا» استفاد من خلال غياب التهديد السوفيتي العسكري، والتوسع نحو الشرق لحصد مكاسب اقتصادية بسيطة قياساً بما تحصل عليه أمريكا، إلا أن الشريك الآخر المساهم في تقويض «إمبراطورية الشر» كما سمى الرئيس ريجن الاتحاد السوفيتي، فالكتلة الإسلامية الشريك الآخر، لم يحصل على مكافأة المشاركة سوى وراثة نعت الشر، الذي أصبح اللقب الأكثر إطلاقاً على الدول الإسلامية.
لا نريد أن ندخل في متاهات بحوث «صنع الأعداء» لتمرير استراتيجيات التصنيع العسكري، وصياغة أيدلوجية تحشد أكبر كتلة بشرية، إلا أن بوادر وصياغة التغير الكوني بدأت.. وعبَّرت عن نفسها بمصطلحات وكتابات ودراسات بدءاً من صدور مقولات «صراع الحضارات» إلى العولمة، لتأتي أحداث الحادي عشر من سبتمبر لتكشف المستور.
غداً نواصل..

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved