أنا في رثائكِ ما وجدتُ رثاءَ
فالشعرُ ناصبنِي هنا البغضاء
يأتيّ اليّ فان رآك بمهجتي
رجعَ القريضُ مهابة وحياء
تبكيك عينُ الشعر قبلَ عيونِنِا
ذرفتْ عليك الساهراتُ دماء
تبكي القصيدة بعد بينك حظها
يامن ملأتَ عيونَها إغراء
انت الذي غازلتَها دللتَها
كحَّلتها وجعلتَها حوراء
اخرجت من شفتيك الفَ قصيدةٍ
وسجنتَ بين سياجِها الشعراء
يا أيها العملاقُ بعدَك لا ارى
فيما قرأتُ قصيدة عصماءَ
لولاك ما عرف الجمال جماله
لولاك ما عرف البهاء بهاء
لكن مثلك سيدي لو غادروا
سيظل في ذهن العلا أحياء
لكن مثلك سيدي لو هاجروا
تركوا لنا من بعدهم اشياء
فتركت عيني بالرحيل كليلةً
وتركت اذني سيدي صماء
انا إن وجدت الزَّاد حتى ادعي
الجود زوراً ما وجدت اناء
لا ما وفيت ففيك اخفق خافقي
فتَّشْت فيه فما وجدتُ وفاء
او كلما انساني الصبرُ العنا
قذفت بقلبي النائباتُ عناء
عشرون عاما ما بكيت وانني
اليوم أذرف دمعة حمراء
لن يغني الرجل السناء عن السنا
فجمعتَ انت الضوء والعلياء
اني عرفت بك الشموخَ مجسداً
وعرفت فيك تواضعاً ونقاء
نحتار حين تجيئنا كغمامة
اوجئتَ ام مطر المشاعر جاء
او في جموع الراحلين محمدٌ
فإلى الجنان اذا المهيمن شاء
من يا ابا طه اذابك في دمي
حباً وفي قلبي رماك إخاء
هي زفرة حرّى تغادر مهجتي
جمراً تخفف عني الاعباء
لمن القصائد في غيابك تنثني
طوعاً وتعلن لليراع ولاء
انا في رثائك ما كتبت قصيدة
انا في رثاء الشعر قلت رثاء
