Saturday 17th August,200210915العددالسبت 8 ,جمادى الثانية 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

من بدائع التراث من بدائع التراث
جامع القيروان - مدينة تونس

  * لونارد - لندن:
يعد هذا الجامع واحدا من اهم المساجد الجامعة في بلاد المغرب العربي، حيث اسسه عقبة بن نافع عام خمسين للهجرة/ 670م، وتم الانتهاء من بنائه عام 55 للهجرة، ومنذ ذلك الحين تمت زيادات متعددة على التخطيط الاساسي للمسجد على أيدي العديد من الامراء الذين تعاقبوا على الحكم كانت آخرها على يد تاسع امراء الاغالبة إبراهيم بن أحمد الاغلب الزيادة التي تمت عام 261 هجرية. ويحتفظ المسجد بالابعاد كما تمت الزيادة على يد ابراهيم الاغلبي حيث يبلغ طول جدار القبلة 72 مترا، فيما يبلغ عمق جدار الصلاة 36 مترا، ويبلغ عدد الاروقة داخل حجرة الصلاة سبعة اروقة، فيما تمتد اثنا عشر رواقا آخر تحيط بالفناء الداخلي للمسجد، ويبلغ طول فناء الجامع 90 مترا وعرضه 70 مترا، ويلاحظ ان الفناء يمتد بضلعه القصير باتجاه القبلة، فيما يمتد ضلعه الاطول مادا جسم المسجد وكذا الصفوف للمصلين عموديا على جدار القبلة. ويعد المسجد تمثيلا للعمارة المغربية التي سادت بلاد المغرب العربي ابان الفتوحات الإسلامية في تلك الفترة، ولذلك لا عجب ان نرى ان المسجد باسواره الخارجية يماثل الحصن أو الرباط بالمفهوم الذي تم تقديمه في عمارة تلك الفترة. ويمتاز المسجد بمميزات مهمة تعد من ابرز علائم المساجد المغربية، منها ان المنطقة المغطاة والمخصصة للصلاة عميقة وتكاد تغطي نصف مساحة المسجد، فيما تغطي الاروقة الجانبية مساحات قليلة، اذ تبلغ رواقان جانبيان فقط. أما الميزة الأخرى فهي ان المئذنة مستقلة عن جسم المسجد وتشبه البرج، وتقوم في الجزء المقابل لجدار القبلة في الضلع القصير للفناء، وتعتبر مئذنة القيروان من المآذن المتميزة ، اذ تتكون من برج ذي ثلاث طبقات، ومربعة الشكل، وتتدرج متناقصة كلما ارتفعنا للاعلى، ويبلغ ضلع المئذنة من الاسفل 67 ،10 مترا، فيما يبلغ ارتفاعها ما يزيد على 31 مترا. وتقع المئذنة في الجهة المقابلة لجدار القبلة في الطرف الآخر لصحن المسجد، ويبلغ عرض بابها مترا وبارتفاع مترين تقريبا، ويتشكل كحدوة فرس. أما الدرج الرئيسي للمئذنة فيصل حتى ارتفاع الجزء الاسفل والذي يبلغ ارتفاعه حوالي ثمانية عشر مترا، كما يستمر بعدها درجان آخران يصلان الدورا الثاني الذي يبلغ ارتفاعه خمسة امتار، والثالث الذي يبلغ ارتفاعه سبعة امتار ونصف. ويعتقد ان الجزء الاسفل هو اول ما كان قد بني، ثم اضيف الجزآن الآخران لاحقا في خلافة هشام بن عبد الملك على يد واليه بشر بن صفوان في العام 724 ميلادية.
أما عمارة المسجد الداخلية وجوها الداخلي فتوحي بالطمأنينة التي تحصل للمرء حين يقف بين اروقة الصلاة جالسا أو متنقلا، ويوحي الضوء الذي يتسلل إلى قاعة الصلاة بمعاني روحانية تبعث السكينة والهدوء. ولا يخلو المسجد من النقوشات والتزيينات والرخام الملون في العديد من اجزائه الداخلية، مما يضفي مسحة من البهاء على فراغاته لدى وقوع النور عليها. وبلا شك فإن للعمارة الجميلة والتلاعب المتناغم بين الظل والنور، والانتقال المتدرج من الداخل إلى الخارج وبالعكس دورا وأثرا مهما في تحقيق معاني روحية ونفسية بالغة لدى المرء وهي أبرز ما يميز العمارة الإسلامية وبخاصة العمارة المسجدية منها.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved