* أبها - سعيد آل جندب سعيد الأحمري:
شكَّل ملتقى المفتاحة التشكيلي الدولي الاول الذي اختتم مؤخراً بأبها ظاهرة تشكيلية مميزة كونه ضم نخبة من كبار الفنانين العرب وكون اقامته بقرية المفتاحة التشكيلية الملتقى التشكيلي لفناني عسير والمملكة.
وشهد الملتقى منذ انطلاقته اقبالاً جماهيرياً كبيراً على متابعة ورش العمل التي عقدت خلاله اضافة للمحاضرات والدروس التي قدمها جمع من ضيوف اللقاء وعن هذا الملتقى كان ل (الجزيرة) هذه الانطباعات والمشاهدات.
في البدء تحدث الدكتور احمد باقر من مملكة البحرين قائلا ان هذا اللقاء قد اتاح لنخبة ممتازة من الفنانين العرب العالميين ورواد الفكر الالتقاء واكتشاف ما تتمتع به منطقة عسير من جمال طبيعي خلاب وتراث فني وتراث ثقافي وعربي عريق بل وفريد.
وأكد باقر على أهمية وفائدة استمرار مثل هذه الفعاليات الثقافية التي نطمح لأن يكون لثمارها مكان دائم للعرض ويؤسس بجانبه مدرسة لتعليم الفنون وعلومها وتقنياتها وتوثيق نماذجها على رؤية ومناهج تعليمية عربية أصيلة.
وشدد الفنان أحمد المشيخي من سلطنة عمان على ان الملتقى استطاع ان يحقق وحدة تشكيلية عميقة الجذور في الروح العربية النقية وساهم في دعم وتوجيه ثلة من الشباب التشكيليين حتى يسطيعوا المضي قدماً في ميدان الفن التشكيلي وقد صقل مهاراتهم الفنية بأبعاد أكاديمية تستمد من الخبرة والممارسة مجالاً جيداً.
وأوضح الفنان عبدالله الامين من دولة اليمن مقدار سعادته بهذا اللقاء وسط اجواء ربيعية ممطرة والتي جعلت من عناق الريشة واللون شكلاً جمالياً آسراً تجتمع فيه الفنية النقية مع الاجواء البهية مؤكداً على ما يشكله هذا اللقاء من علامة بارزة في مجرى اللقاءات العربية خاصة وأنه يقام في قرية تشكيلية تحيا جوانبها بالفن وتتنفس الابداع مما شكَّل مناخات ابداعية رائعة قلما يوجد لها مثيل.
وقال الدكتور عبدالحليم رضوي من السعودية عن اللقاء انه يعتبر علامة بارزة في تاريخ الفن السعودي كونه جمع عشرة من أفضل وابرز الفنانين العرب في فترة الصيف والتي تعد فترة زاخرة بالمناسبات الفنية استطاع اللقاء خلالها ان يجعل لنفسه مكانة بارزة ومميزة.
ومن جانبه وجه مدير مركز الملك فهد الثقافي بأبها (المفتاحة) المشرف على اللقاء الاستاذ عبدالله بن علي آل محيا الشكر لكل من ساهم في نجاح هذا اللقاء الذي حوَّل المفتاحة الى بانوراما لونية وثقافية وموسيقية حققت بفضل الله بعض اهدافها التنويرية وجعلت للمفتاحة وهجاً فنياً مختلفاً عن الاعوام الماضية وهي تستقطب أسماء تشكيلية لامعة في الوطن العربي زادوا من حيوية ومتعة صيف أبها ومن تميُّز المفتاحة حيث اضافوا لها آفاقاً رحبة ومجالات أوسع لتكمل رسالتها الفنية لاجل رقي الفن السعودي وبراعة الفنان السعودي وتمكينه من أدواته.
ومن جهته تحدث المنسق العام للقاء الفنان عبدالله شاهر قائلا: لقاء المفتاحة التشكيلي الدولي الاول حدث هام في تاريخ الحركة التشكيلية السعودية فقد ضم هذا اللقاء عدداً من الاسماء اللامعة في وطننا العربي وقد أدى هذا الحدث الى تفعيل جميل بوهج رائع من خلال هذه الاسماء ومشاركتها في تنشيط الحركة التشكيلية ومنها ستكون البداية لاحتضان هذا النشاط بدور واعٍ ورعاية كريمة من قِبل مؤسس المفتاحة الذي كان لاستقباله لهذه الاسماء في مجلسه العامر وكلمته البناءة لدورهم ودور الفنان التشكيلي بصفة عامة أكبر الاثر باستمرارية لقاء المفتاحة ذلك هو أمير الريشة وأمير الابداع الأمير الجليل خالد الفيصل الذي قال في كلمته عند لقاء ضيوف الملتقى انه (يرحب بكل فنان تشكيلي ويدعم كل ما من شأنه مصلحة للتشكيل وان المفتاحة تفتح ذراعيها لكل المبدعين من وطننا العربي وهي ليست للفنان السعودي فقط ولكن لكل فنان عربي يحمل الابداع وهي ملتقى' للجميع).
وعن دور المفتاحة في استقطاب تلك الرموز قال انها بلاشك تركت أثراً فعالاً على الجميع وسيترك ذلك الاثر الايجابي جمالية اللقاء لدى الجميع لكل من شارك وساهم في ذلك الحدث وان كان هناك تقصير فهو من جانبنا حيث لا يكتمل عمل بشموخ هذا العمل دون سلبيات ولكن الاعوام القادمة ستجعلنا نواصل المسيرة ونجعل كل من شكك في مقدرة ان تنظم هذه الفعالية بهذا الشكل يؤمنون بأن العمل الجاد سيترك أثره ويترك للزمن ان يقول كلمته: وقد سعدنا برأي كل مسؤول وكل فنان صادق: وقد تركت ابها اثرها على هؤلاء الضيوف وسيكون لنا لقاءات قادمة تجعل من المفتاحة اللقاء الدائم لقاء التشكيل لاهل التشكيل فقط، ولمن هم يسعون الى تجربة فنية مميزة تثري فننا العربي وتجعل له المكانة فالفنان التشكيلي هو ذلك السفير بعطائه وبعمله وابداعه ولنا لقاء في أحضان المفتاحة لنجعل المكان مكاناً للابداع.
*****
لقطات من اللقاء
* تميز الدكتور احمد باقر بين الضيوف بمحاضراته القيمة التي اقامها لعدد من الطلاب في المنظور الفني وبناء اللوحة وتوزيع الرؤية واللون على اللوحة ولاقت إعجاباً كبيراً.
* كان أول الواصلين الى أبها من خارج المملكة الفنان العماني احمد المشيخي وكان أول المغادرين.
* حظي الفنان اليمني عبدالله الأمين بترحيب كبير من الجميع وحصد محبتهم لروحه المرحة والمتواضعة والتي اضفت على اللقاء جواً من المتعة والمرح.
* غاب بعض فناني المفتاحة عن الجلسات الودية بين الضيوف والفنانين والشباب واكتفى بعضهم بالحضور لاظهار فهمهم الفني الضعيف.
* حلل الدكتور احمد باقر معظم لوحات الفنانين وانتقدها بأكاديمية وخبرة واسعة جعلتنا نعيد النظر في بعض الفنانين.
* اعتذر الفنان سعد يكن عن الحضور لظروف طارئة مرت به متمنيا للقاء التوفيق والنجاح.
* كان الفنان المصري مصطفى عبدالمعطي اقل الفنانين انتاجاً حيث لم يرسم الا لوحة واحدة فقط اشتراها أحد رجال الاعمال بعسير.
* شهد اللقاء جدلاً كبيراً حول الفن الحديث وتصاعدت حدة الجدل عند نقد اللوحات.
* برز خلال الدورة بشهادة الدكتور أحمد باقر والدكتور راشد دياب عدد من الفنانين الشباب وهم: أحمد ماطر وعبدالناصر العمري وعبدالكريم قاسم وعبدالعزيز القحطاني.
* حصد الفنان محمد شراحيلي اعجاب جميع الضيوف لصراحته في تناول القضايا الفنية وتقبله بالنقد الموجه له.
* قام الضيوف بزيارة لمهرجان أبها للتسوق وأبدوا اعجابهم بما شاهدوا.
* قام الفنانون الضيوف بزيارة لسمو أمير منطقة عسير في أحديته الاسبوعية ورحب بهم متبادلاً معهم الحديث حول شؤون وشجون الفن العربي كما قام بزيارتهم في مراسمهم.
* شكَّل الفنان احمد المشيخي وعبدالله الامين صحبة فنية رائعة تميز بها اللقاء.
* كانت صحيفة «الجزيرة» الصحيفة الوحيدة التي تواجدت يومياً في اللقاء وحظيت باعجاب الجميع واشادتهم بالصفحة التشكيلية وتناولها لقضايا وهموم التشكيليين.
* كان للزملاء في قرية المفتاحة وهم: علي احمد وعلي الزايدي وابراهيم التيهاني وجابر القحطاني ومانع ال محيا وعايض الاحمري جهود بارزة سهلت مهمة «الجزيرة».
| 
