* عين الحلوة - الوكالات:
قال شهود عيان ان هناك شخصين قتلا وجرح ستة عندما هاجمت مجموعة من المسلحين اللبنانيين أمس الثلاثاء معاقل حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في لبنان حيث أعقبت القتال حركة نزوح للمدنيين من المخيم اتقاء وتحسبا لاحتمال اندلاع معارك جديدة.
وقالت مصادر أمنية ان المهاجمين ينتمون الى مجموعة متشددة وانهم فتحوا نيران أسلحتهم الآلية وألقوا قنابل يدوية على مواقع فتح وهي واحدة من عدة فصائل فلسطينية تدير فعليا مخيم عين الحلوة قرب ميناء صيدا في جنوب لبنان.
وأفاد شهود عيان أن المهاجمين المتشددين فقدوا قتيلين - أحدهما اللبناني محمد المحمود المعروف باسمه الحركي أبو ثابت - في الاشتباك الذي اندلع الخامسة والنصف فجرا واستمر عنيفا لمدة ثلاث ساعات. وحددت خسائر حركة فتح بقتيلين وستة جرحى سقطوا في مكتب الأمن في حي البركسات الذي اقتحمه المحمود فجرا، محاولا استباق هجوم من فتح لاعتقاله مع رفاق لبنانيين له عادوا إلى المخيم ليلا بعدما غادروه الأسبوع الماضي.
وأفاد مصدر فلسطيني واسع الاطلاع أن حركة فتح وجهت «إنذارا إلى الحركات المتشددة مطالبة بتسليم مجموعة من 13 شخصا بقيادة عبدالله شريدي كانت قد ساعدت المحمود في الهجوم على مكتبها فجرا فيما وجهت عصبة الانصار كبرى الحركات الاسلامية في المخيم إنذارا إلى حركة فتح لتسليم قتلة المحمود ورفيقه لمقاضاتهما أمام هيئة شرعية بتهمة قتل أخ مسلم».
وشدد المصدر على أن حركة فتح رفضت طلب عصبة الانصار الذي نقله لها أبو طارق السعدي المسؤول الأول في الحركة الأصولية المدرجة على اللائحة الأمريكية للتنظيمات الارهابية. وهو شقيق رئيس الحركة أحمد عبد الكريم السعدي «أبو محجن» المتواري منذ أدانه القضاء اللبناني بتهمة قتل رئيس جمعية المشايخ الخيرية الاسلامية الشيخ نزار الحلبي في بيروت عام 1994.
ويبعد المخيم حوالي 45 كيلومترا عن بيروت ويسكن فيه نحو 75 ألف لاجئ فلسطيني.
وقالت مصادر أمنية ان الاشتباك اندلع عندما هاجم أفراد المجموعة حاجز الفتح بالأسلحة الصاروخية واطلقوا باتجاهه القذائف وقتلوا أحد أعضاء فتح.
وقال خالد عارف مسؤول حركة فتح في المخيم «قمنا بالاتصالات اللازمة مع القوى الوطنية والاسلامية ونحن بانتظار الاجراءات الحاسمة واللازمة لاعتقال هؤلاء المطلوبين».
كان أفراد في جماعات اسلامية لبنانية اشتبكت قبل أكثر من شهر مع الفصائل الفلسطينية في المخيم حول دور الفصائل في تسليم مشتبه به للجيش اللبناني الشهر الماضي.
وتحولت فتح وفصائل فلسطينية أخرى ساعدت في القبض على بديع حمدان وهومواطن لبناني متهم بقتل ثلاثة من ضباط الأمن خلال محاولة لاعتقاله الى هدف لاطلاق الرصاص وتفجيرات القنابل في المخيم خلال الأسابيع القليلة الماضية.
وهددت جماعات اسلامية في المخيم الذي يقلص الجيش اللبناني وجوده فيه في نقاط تفتيش عند المداخل بمهاجمة أي جماعة تسلم مشتبها بهم الى السلطات اللبنانية.
ويقول سياسيون لبنانيون ان مخيم عين الحلوة هو معقل لجماعات متشددة وجماعات للجريمة المنظمة لا تطولها أيدي السلطات اللبنانية.
وظهر أمس الثلاثاء سيطر الهدوء الحذر على المخيم فيما سعت الفصائل الفلسطينية غير المتورطة في الاشتباك إلى التوسط بين فتح والمتشددين بأمل إيجاد تسوية تحول دون إراقة مزيد من الدماء في المخيم الذي تبلغ مساحته قرابة أربعة كيلومترات مربعة ويقدر عدد سكانه بنحو 000 ،90 نسمة.
ولكن وسط أجواء الهدوء الحذر وضعت حركة فتح قواتها في عين الحلوة - عند الطرف الجنوبي الغربي لمدينة صيدا الجنوبية - في حالة استنفار قصوى، وشوهدت مجموعات قتالية من الحركة، وهي كبرى المنظمات الفلسطينية المسلحة، منتشرة في مختلف أحياء المخيم المكتظ بالسكان، وسجلت بداية حركة نزوح للمدنيين في محاولة للاستفادة من فترة الهدوء للهرب تجنبا لاحتمال اندلاع المزيد من الاشتباكات.
|