طالعتنا صفحة تحقيقات في عددها الصادر 10891 يوم الاربعاء من جمادى الاولى عن قصص مأساوية واسباب متعددة.. اطفال واحداث خارج السيطرة حيث قال الاخ ماجد التويجري: «الاختصاصي النفسي له جهود كبيرة في تخفيف مصاب الحدث بعد الله في تذليل الصعوبات التي تواجه اي شخص ومن اصابته حالة «طارئة» حيث انه يعطي جرعات لتكيف الشخص مع البيئة التي يعيش فيها وهذا كله بالطبع بتوفيق الله ثم التفاعل الحقيقي بين الحدث والاختصاصي النفسي او الاجتماعي» ومن المآسي ذكر الاخ ماجد «خ.س ويبلغ من العمر 17 سنة تحدث عن اسباب انحرافه وقال إنها وجود مشاكل بيني وبين زوجة ابي حيث ان امي مطلقة وابي لديه مشاكل خارج البيت مما دعاني الى الاتجاه الى المحرم وشرب المسكر وكثرة المضاربات المتعددة كما ان كثرة التفكير بالمشاكل التي تحيط بي جعلتني انحرف واصادق جلساء السوء الذين اوقعوني بمشاكل انا في غنى عنها.. ونصيحة لكل اخواني ممن هم خارج الدار سواء اباء او ابناء او حتى امهات بان يفكروا بما نحن فيه من مأساة وحزن وألا يكونوا عرضة للمشاكل التي قد تكون وبالاً عليهم وعلى ذويهم» ونقول كيف نتعامل مع ابنائنا لتوفير مناخ اسري سوي؟ الابناء يولدون ولديهم الأفكار العقلانية واللاعقلانية واذا اتبع الفرد الافكار العقلانية عاش مسرورا ينظر الى الحياة على انها منظومة من الافكار السوية واذا خالف الواقع واتبع الافكار اللاعقلانية عاش تعيسا شقيا ينظر الى من حوله انهم ضده بكل شيء فيذهب الى من يؤيده بافكاره السوداوية الى مصادقة اصدقاء السوء والافكار اللاعقلانية تؤثر على الانفعال والسلوك وبهذا يحدث الاضطراب السلوكي فالابناء يحتاجون الى التوجيه السليم والاخوة الصادقة وفهم حاجاتهم ويجب ان يكون هناك توافق بين ما يريد الحدث وتوفير الحاجات الاساسية وفهم دوافعه وتفكيره ومستودع الغرائز عنده وفهم شعوره وما يحس به من اضطرابات ومعرفة الدوافع والتفكير والشعور والمثل الاجتماعية ولا يتسنى ذلك الا بالرجوع الى نظرية التحليل النفسي لسيجموند فرويد ومكونات النظرية هي ال «هو» وتعني الصورة البدائية للشخص قبل ان ينتقل للمجتمع وهو مستودع الغرائز والدوافع الفطرية وتفاعله مع الاسرة والمجتمع المحلي والأنا هي الشعور الداخلي والخارجي والعمليات العقلية التي تمثل الحركة والسلوكيات النابعة من الادراك الحسي اما الانا العليا فهي القيم والمثاليات والاخلاقيات والمعايير الاجتماعية والنظم الاجتماعية وهي تمثل السلطة فيجب ان يتوافق الانا مع ال«هو» مع الانا العليا واذا اردنا ان يتوافق الحدث مع هذا السلوك يجب توفير جو اسري ملائم بالنواحي التالية:
1- ترسيخ العقيدة الاسلامية الصحيحة في نفوس الابناء حتى يقدروا الله حق قدره ويعبدوه حق عبادته بتلاوة القرآن الكريم فهو غذاء الروح ويهذب الاخلاق بالصدق والامانة وحسن الجوار وصلة الرحم والكف عن المحارم وينهى عن الفحشاء والمنكر قال الله تعالى {كٍنتٍمً خّيًرّ أٍمَّةُ أٍخًرٌجّتً لٌلنَّاسٌ تّأًمٍرٍونّ بٌالًمّعًرٍوفٌ وّتّنًهّوًنّ عّنٌالمٍنكّرٌ وّتٍؤًمٌنٍونّ بٌاللَّهٌ} .
2- تنمية الافكار الصحيحة وتدعيمها وتعزيز الجوانب الايجابية كافكار احترام الجار والبعد عن الرذيلة وعدم السرقة واخذ افكار الوالدين وتطبيقها على شخصية الحدث.
3- توفير الحاجات الاساسية مثل المصروف اليومي حتى لا ينحرف الحدث الى السرقة.
4- تطبيق مبدأ العدل بين الابناء خاصة اذا كان الابناء من زوجات متعددات فالعدل اساس نجاح التربية ويسلك الابناء الطريق المستقيم ولا ينظر الابناء الى اصدقاء السوء لان اصلا لا توجد مشاكل عند الابن تذكر للصديق وبهذا التصرف الابوي ننادي لان بعض الآباء يميلون مع بعض ابنائهم ويتناسون البعض من الابناء وينحرف الابناء المنسيون من عطف وحنان والدهم الى الجرائم والرذائل.
5- فهم مشاعر الابناء بداية من الشعور الداخلي الى الشعور الخارجي ومخاطبتهم برفق ومراقبة سلوكهم وتعديل السلوك السيئ بطريقة غير مباشرة بضرب الامثلة والحكم ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة لنا في تصرفاتنا واعمالنا ومن الامثلة التي ضربها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن فتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ائذن لي بالزنى فأقبل القوم عليه فزجروه وقالوا مه مه فقال له «ادنه» فدنا منه قريباً قال «اتحبه لأمك» قال لا والله جعلني الله فداءك قال «ولا الناس يحبونه لامهاتهم» الى آخره.. الحديث قال فوضع يده عليه وقال «اللهم اغفر ذنبه وطهر قلبه وحصن فرجه» فلم يك يعود الفتى لذلك وقال الرسول صلى الله عليه وسلم «ان الرفق لا يكون في شيء الا زانه ولا ينزع من شيء الا شانه».
6- البعد عن المشاكل الاسرية واذا كان هناك مشاكل اسرية تناقش بعيداً عن سماع الابناء لها ومحاولة ايجاد الحلول للمشاكل الاسرية لاجل راحة الابناء والتنازل عن بعض الامور للمصلحة العامة للزوجين وللابناء.
7- مصادقة الابناء ومشاركتهم أفراحهم وهمومهم وتطبيق كلام علي رضي الله عنه (لاعبه لسبع وادبه لسبع وصادقه لسبع).
8- اشراك الابن بالمسؤوليات العملية وجعله ابناً يعتمد عليه في بعض الامور وتنمية شخصيته وعدم تهميشه واعطاؤه فرصة لابداء رأيه وطموحاته.
9- المناقشة الحوارية بطرح سؤال يهدف الى الاصلاح ويحاول الاب الاجابة عن السؤال كأن يبين مضار المخدرات والنتائج العكسية عليه وعلى مجتمعه ويبين الامراض الاجتماعية الاخرى ومنها الكذب والخيانة والسرقة والنميمة والغيبة وان رسول الله عليه الصلاة والسلام طرح سؤالاً واجاب عليه قال رسول الله عليه الصلاة والسلام اتدرون ما الغيبة فأجاب الصحابة الله ورسوله اعلم قال عليه الصلاة والسلام «الغيبة ذكرك أخاك بما يكره»..
صالح محمد العنزي/بريدة |