* حوار : علي سعد القحطاني
يقام في أروقة جامعة الملك سعود معرض الرياض الدولي التاسع للكتاب ما بين 17/7 27/7/1423ه الموافق 24/9 4/10/2002م في المدينة الجامعية بالدرعية وقد قمنا باستضافة الدكتور سليمان بن صالح العقلا عميد شؤون المكتبات رئيس اللجنة التنفيذية لمعرض الرياض الدولي التاسع للكتاب الذي تحدث لنا عن أهمية اقامة مثل هذه المعارض ودورها في خدمة الكتاب ومما تجدر به الإشارة إلى ان جامعة الملك سعود تعد أول من اضطلع بتنظيم معارض الكتب الدولية في المملكة العربية السعودية وكان أول معرض نظم آنذاك عام 1397ه، كما ان الجامعة تحرص على تقديم العديد من التسهيلات والخدمات للمشتركين في المعرض وقد توقع الضيف ان يصل عدد الدور المشاركة أكثر من 500 دار نشر وسوف يتم إصدار دليل المشاركين في هذا المعرض الدولي التاسع.
كما بيّن لنا الدكتور سليمان العقلا على أن أهم ما يتميز به المعرض هذا العام هو تخصيص جناح مستقل لكبريات دور النشر الأجنبية، كما تم التركيز في معرض هذا العام كما يقول الضيف على الكيف أكثر من الكم بمعنى انه تم اختيار دور النشر الكبيرة ذات السمعة الطيبة في نشر الكتاب محلياً وعربياً وعالمياً.
* في البداية.. دعنا نتحدث عن أهمية إقامة مثل هذه المعارض في خدمة الكتاب؟
تأتي أهمية إقامة مثل هذه المعارض ودورها في خدمة الكتاب إلى أن معارض الكتب تُعد من أهم الأنشطة الثقافية الموجهة لتنمية المجتمع أفراداً ومؤسسات، حيث إنها تهدف إلى:
مواكبة النهضة العلمية والثقافية الشاملة التي تعيشها المملكة العربية السعودية.
الكشف عن مدى التطور الفكري والعلمي الذي وصلت إليه المملكة، والعالم العربي، والعالم أجمع من خلال الدول المشاركة في هذه المعارض، في ضوء الإنتاج الفكري الصادر والمنشور بمختلف أشكاله.
التعريف بالجديد من الإنتاج الفكري وتوفير مصادر المعلومات المختلفة للجمهور بأسعار مناسبة.
توفير الأنظمة الحديثة في مجال الحاسب الآلي ووسائط ونظم المعلومات، والوسائل التعليمية المختلفة بأسعار مناسبة.
إتاحة الفرصة للهيئات والمؤسسات والجامعات والمكتبات للحصول على أحدث الكتب والمراجع في جميع المعارف والفنون.
إتاحة الفرصة للناشرين والموزعين والمؤلفين كافة للالتقاء، وتبادل الرأي وعقد الاتفاقات، وشراء وبيع حقوق النشر والتأليف والترجمة والتحقيق.
تمكين الناشرين من تسويق مطبوعاتهم وترويجها واكتشاف أسواق جديدة لها.
وبناء عليه فإن الفوائد التي تعود على زائري المعرض تتمثل في إتاحة هذا الكم الكبير من الإنتاج الفكري المتنوع في موضوعاته، والمتنوع في أشكاله الورقية والسمعية والبصرية والمدمجة، وفي مكان واحد، بأسعار مخفضة.
ومما تجدر الإشارة إليه ونود توضيحه هنا للقراء الكرام عبر جريدتكم الغراء هو ان جامعة الملك سعود، ممثلة في عمادة شؤون المكتبات تُعد أول من اضطلع بتنظيم معارض الكتب الدولية في المملكة العربية السعودية، إذ نظمت المعرض الدولي الأول للكتاب عام 1397هـ باسم «معرض الرياض الدولي الأول للكتاب» ثم تبعه عدد من المعارض الدولية للكتاب آخرها «معرض الرياض الدولي الثامن للكتاب» عام 1421هـ.
وقد حققت هذه المعارض نجاحاً ملموساً واكتسبت شهرة واسعة على المستوى الوطني والعربي والعالمي، وقد اكتسب العاملون بعمادة شؤون المكتبات خبرة عملية متميزة في تنظيم معارض الكتب الدولية المتمثلة في الاتصال بالناشرين وموزعي الكتب الوطنيين والخليجيين والعرب والأجانب، بالإضافة إلى اتخاذ الإجراءات التنفيذية التي حققت أقصى الفائدة من هذه المعارض الدولية نشاطات ثقافية مؤثرة.
ولا تقتصر اهتمامات الجامعات بتنظيم معارض الكتب الدولية فقط، بل تتضمن تنظيم العشرات من المعارض الوطنية والمحلية بالإضافة إلى المشاركة السنوية في أكبر معارض الكتب الدولية والخليجية والعربية والوطنية التي يُذكر منها على سبيل المثال معرض فرانكفورت الدولي للكتاب ومعرض القاهرة الدولي للكتاب ومعارض الإمارات والكويت ولبنان وسوريا ودول المغرب العربي ومعارض الكتب التي تقام على هامش مهرجانات الجنادرية السنوية التي ينظمها الحرس الوطني.
ومن هذا المنطلق فقد حصلت الجامعة على موافقة المقام السامي الكريم على تنظيم معرض الرياض الدولي للكتاب كل سنتين، ويأتي معرض الرياض الدولي للكتاب في دورته التاسعة في مستهل هذا العام الدراسي 1423 ـ 1424هـ ضمن أنشطة الجامعة الثقافية الموجهة لخدمة المجتمع.
* ما هي التسهيلات والخدمات التي تُقدم للمشتركين بالمعرض؟
تُقدم جامعة الملك سعود العديد من التسهيلات والخدمات للمشتركين في المعرض تتمثل في تأمين جناح حسب المساحة المطلوبة مجهز بكافة مستلزمات العرض من أرفف وطاولات وكراسٍ وخلافه، وتسهيل إجراءات الوصول وطلب تأشيرات الدخول للمشاركين، واستقبال طرود الكتب القادمة لمطار الملك خالد الدولي، وإصدار دليل المشاركين الذي يتضمن أسماءهم وعناوينهم ودليل المعروضات الذي يتضمن عناوين الكتب المعروضة وأسعارها، وتكاليف الحملة الإعلامية والإعلانية للمعرض لجذب أكبر عدد من الجمهور للحضور والاستفادة من المعرض، بالإضافة إلى تأمين الخدمات الأخرى مثل خدمات الهاتف والبريد والإنترنت والبوفيه.. إلخ.
وتجدر الإشارة إلى ان المسؤولين بجامعة الملك سعود وعلى رأسهم معالي مدير الجامعة وسعادة وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي رئيس اللجنة العليا لمعرض الكتاب وسعادة وكلاء الجامعة يولون المعرض رعاية كاملة ويتابعونه أولاً بأول، وقد جندت الجامعة مجموعة من الموظفين من ذوي الخبرة الكافية لمتابعة كل ما يحتاجه المشاركون من تسهيلات وخدمات حسبما يتوفر من إمكانات.
* ما هي أبرز الدور المشاركة في هذا المعرض؟
يشارك في المعرض عدد متميز من دور النشر وموزعي الكتب وشركات نظم المعلومات على المستويات الوطنية والعربية والدولية، ومن المتوقع ان يصل عددهم أكثر من 500 دار نشر مباشر وبتوكيل، بالإضافة إلى العديد من الجهات الحكومية المهتمة بنشر الكتاب وكذا المؤسسات الصحفية الكبيرة في المملكة.
* الكتاب الإلكتروني ما نصيبه؟
نحن نعيش الآن في عصر تفجر المعلومات أو فيما يسمى بعصر العولمة، وذلك للتقدم التقني الكبير في معظم مجالات المعرفة البشرية، ومن أبرز هذه التقنيات النشر الإلكتروني والشبكة العالمية «الإنترنت» التي ربطت العالم بعضه البعض وأصبح الإنسان في أي مكان يمكنه التعرف على كل ما يحدث في جميع أنحاء العالم في أسرع وقت ممكن، ويتميز النشر الإلكتروني بعدد من الميزات مثل سرعة الوصول إلى المعلومات والحصول عليها في أي مكان من العالم، وكذا المشاركة والمعالجة لهذه المعلومات ونقلها عبر وسائط يسهل حملها، لهذه الأسباب فقد أعطى المنظمون لمعرض الرياض الدولي التاسع للكتاب موضوع الكتاب الإلكتروني والنشر الإلكتروني أهمية بالغة وتم إتاحة الفرصة لعدد من الشركات المهتمة بالنشر الإلكتروني لعرض ما لديها من إنتاج فكري منشور عبر هذه الوسائط الإلكترونية.
* هل هناك أيام مخصصة لزيارة النساء.. وهل هناك اهتمام من قبل المعرض بكتاب الطفل؟
يقام المعرض في البهو الرئيس للجامعة وعدد من الممرات المحيطة به، في مساحة تبلغ حوالي 6000 متر مربع، ويوجد بهذا المكان كافتيريا لتقديم المشروبات والوجبات الخفيفة، ومصلى ودورات للمياه، وهواتف عامة، بالإضافة إلى أماكن وقوف السيارات، وسوف يكون افتتاح المعرض بإذن الله يوم الثلاثاء 17 رجب 1423ه الموافق 24 سبتمبر 2002م ويستمر حتى نهاية دوام يوم الجمعة 27 رجب 1423ه الموافق 4 اكتوبر 2002م، وسوف تكون مدة الدوام اليومي للمعرض على فترتين الأولى من الساعة التاسعة والنصف صباحاً حتى الواحدة والنصف بعد الظهر، والفترة الثانية من الساعة الرابعة عصراً حتى التاسعة والنصف مساء، ويوم الجمعة من الساعة الرابعة عصراً حتى التاسعة والنصف مساء، وسوف يكون هناك فترات مخصصة للنساء، سوف ينوه عنها لاحقاً، وتجدر الإشارة إلى انه يشارك في المعرض عدد من دور النشر المتخصصة بكتب الأسرة والأطفال.
* ما هي المطبوعات التي ستصدرها العمادة خلال المعرض؟
سوف يتم اصدار «دليل المشاركين في معرض الرياض الدولي التاسع للكتاب» الذي يشتمل على معلومات عامة عن كل المشاركين في المعرض من دور النشر المحلية والخارجية، ودليل عناوين الكتب المشاركة بالمعرض، وخريطة توزيع أجنحة الناشرين والمؤسسات المشاركة في المعرض، كما ستصدر «دعوة لزيارة معرض الرياض الدولي التاسع للكتاب» وهي مطوية تشتمل على البيانات اليومية لمعرض الرياض الدولي التاسع للكتاب «تصدرها اللجنة الإعلامية للمعرض يومياً خلال فعاليات المعرض».
كما سوف يتم إعداد قرص مدمج CD يشتمل على جميع بيانات دليل معرض الرياض الدولي التاسع للكتاب، وقاعدة بيانات الناشرين المشاركين في المعرض، وقاعدة بيانات الكتب الحديثة المتاحة بالمعرض.
* بماذا يتميز هذا المعرض عن المعارض السابقة؟
مما لا شك فيه اننا دائماً نستفيد من خبرتنا السابقة في إقامة المعارض من أجل تطوير وإخراج المعرض بصورة تليق بسمعة وخبرة جامعة الملك سعود في هذا المجال من حيث عدد اللجان الفرعية المشكلة والأعمال المنوطة لكل لجنة وموعد ارسال دعوة الاشتراك وآخر موعد لاستقبال الطرود وطريقة تنظيم المعرض وكيفية توزيع دور النشر داخل المعرض وطريقة الإعلان عن المعرض.. الخ.
وأهم ما يتميز به المعرض هذا العام ما يلي:
أ تخصيص جناح مستقل لكبريات دور النشر الأجنبية حيث تعرض أحدث إصداراتها من الإنتاج الفكري العالمي وبأسعار عليها خصم خاص.
ب تخصيص جناح خاص بالإصدارات الحديثة لعام 2001 2002م حيث سوف يتم عرض جميع الإصدارات الحديثة المشاركة في المعرض بهذا الجناح.
ت سوف يخصص جناح لاتحاد الناشرين العرب وهو الاتحاد المعني بتطوير نشر الكتاب العربي ومعارض الكتاب، وسوف يتم عرض أحدث إصدارات الاتحاد في هذا الجناح.
ث سوف يتم تخصيص جناح مستقل للجامعات السعودية تحت إشراف ومتابعة وزارة التعليم العالي وبجانب الجناح الخاص بجامعة الملك سعود وستعرض الجامعات أحدث إصداراتها وبأسعار مخفضة.
ج تم التركيز في معرض هذا العام على الكيف أكثر من الكم بمعنى انه تم اختيار دور النشر الكبيرة ذات السمعة الطيبة في نشر الكتاب محلياً وعربياً وعالمياً.
ح بالإضافة إلى مشاركات من دول جديدة مثل إيران والهند وليبيا وغيرها من الدول.
* ما هي كلمتكم الأخيرة؟
كلمتي الأخيرة هي انه نظراً للخبرة الطويلة والسمعة الطيبة لجامعة الملك سعود في إعداد وتنظيم معارض الكتب الدولية وذلك منذ عام 1397ه حينما أقامت الجامعة معرض الرياض الدولي الأول للكتاب، فإن إقبال الناشرين بما لديهم من ذخائر قيمة في شتى مجالات المعرفة يكون حافزاً قوياً لتشجيع الزوار على التردد على المعرض بصورة مكثفة سواء في الأيام المخصصة للرجال أو الأيام المخصصة للنساء، وبالطبع فإن هذا أيضاً له أثر طيب في إقبال الزوار على النشاطات الأخرى المصاحبة لفعاليات المعرض من ندوات ومحاضرات وأمسيات وغير ذلك.
وبهذه المناسبة أحث وسائل الإعلام بالتفاعل مع فعاليات ونشاطات المعرض، حيث إن تجاوب وسائل الإعلام سواء كانت مسموعة أو مقروءة أو مرئية وبشكل فعال من أجل التغطية الشاملة والواضحة لفعاليات ونشاطات المعرض لهو دليل على الوعي الثقافي وخدمة لأفراد المجتمع المهتمين بالثقافة.
ولا يسعني في نهاية كلمتي هذه إلا تقديم الشكر والتقدير والامتنان إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك فهد حفظه الله وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ورئيس الحرس الوطني وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام على دعمهم المتواصل للعلماء والمثقفين وتشجيع إقامة مثل هذه النشاطات الثقافية التي تسهم في زيادة ونشر الوعي الثقافي لدى المجتمع.
والشكر موصول لمعالي وزير التعليم العالي ومعالي مدير جامعة الملك سعود على اسهامهم في انجاح المعارض التي تنظمها الجامعة، كذلك أود ان أتقدم بالشكر والتقدير لجميع الجهات التي ساعدتنا على تقديم ما يحتاجه المعرض من تسهيلات وأخص بالذكر وزارة الخارجية، ووزارة الإعلام، ومصلحة الجمارك.
وأخيراً أشكر جريدة «الجزيرة» على إتاحة هذه الفرصة لتقديم معلومات عن معرض الرياض الدولي التاسع للكتاب.
|