* لو سألت شاعراً معروفاً غاب عن الساحة ربما لأسباب تخصه هو شخصياً بعيداً عن الشعر.. لماذا لا نرى لك جديداً ؟لقال: الساحة الشعبية امتلأت باشباه الشعراء ولا مكان فيها للشعر الجيد.
وهذه اجابة فيها نظر من عدة وجوه، الوجه الأول: هو مساهمة الشاعر في غيابه بتكريس الغث من الشعر.
الوجه الثاني: هو أن ذلك الشاعر الغائب قد يكون معينه قد نضب ووجد في حال الساحة المتردي «مشجباً» يعلق عليه أسباب فشله في الاستمرار.
الوجه الثالث: يتمثل في انحياز معظم محرري الصحافة الشعبية إلى فئة دون أخرى حتى وان كانت تلك الفئة من «أشباه الشعراء».
والحل في نظري لا يملكه الا القارئ الذي لابد أن يقول كلمته مع أنني قلت كلمات كثيرة لم تسفر عن شيء لكن لعل وجود قارئ ثان وثالث يكون قوة لي ولغيري من أصحاب الآراء الصريحة من عشاق الابداع الشعبي.
* ترى لو عادت الأقلام السابقة الى «حلبة» النقد في ساحة الأدب الشعبي مثل عواض العصيمي، عبد الله الزازان، عبد الله الوهيبي وغيرهم، هل يستطيعون اصلاح ما أفسدته بعض الأقلام التي لا تهمها الا المصلحة الشخصية.. أعتقد أن الأمر يحتاج إلى تفكير عميق!
* ما كتبته الشاعر القديرة منيرة الحمد عن الصداقة في عدد الجزيرة الصادر يوم الجمعة الماضي بصفحة «مدارات شعبية» كلام واقعي وينطبق على الرجال أيضاً وياليت الشعراء والشاعرات يكتبون عن مشاكل المجتمع بأسلوب شاعري مميز.. وبصدق فربما حلت كلمة صادقة مشكلة عميقة.
* وبالمناسبة فان سر تميز الشاعرة الكويتية لا يكمن في أسلوبها الساخر فقط بل لأنها تطرقت لكثير من المشاكل الاجتماعية مما جعل الجميع يردد قصائدها أو أبيات منها لأنها خالفت شعراء وشاعرات جيلها الذين تفرغوا لشعر الغزل فقط.
* الذين يبحثون عن الشهرة ويعتقدون أنها في شعر الغزل دون غيره من أغراض الشعر نقول لهم ليس صحيحاً ما توقعتموه فالشعر الجيد يحقق لصاحبه الشهرة في أي مجال وأعتقد أن ليس هناك من شعراء ومتذوقي الشعر الشعبي من يجهل «أبو دباس» الشاعر الذي طبقت شهرته الآفاق ولم يتفق رواة الشعر الشعبي الا على قصيدة واحدة له أي أنه لم يقل غيرها- وهي قصيدته في ابنه «دباس» فهل يعي من يبحث عن الشهرة بأنها لا تأتي الا لمن يستحقها، أعني الشهرة الايجابية، أما الشهرة السلبية فقد حققها حتى أعداء الإنسانية في جرائمهم وما كتب عنها.
* لم يخلد عبر الأجيال من الشعر الفصيح أو الشعبي إلا ما يحمل قيمة ابداعية ومشاعر انسانية وإنَّ شعر الغزل والتاريخ يشهد بذلك وأمهات الكتب زاخرة بالأدلة الدامغة لكن أعتقد أن معظم الشعراء لا يقرأون الا الصحف والمجلات.
* وما دمنا ذكرنا المجلات فهنا سؤال أوجهه إلى «ملاك المجلات المتخصصة بالشعر الشعبي» وأقول: هل تحويل مجلاتكم إلى «مجلات شاملة» مبرر معقول لنشر الكثير من الشعر الغث؟ وتخصيص الأغلفة للفنانات وعارضات الأزياء أم أنه التسويق.. أم ماذا؟
الكشاف الشعبي - الرياض |