Sunday 11th August,200210909العددالأحد 2 ,جمادى الثانية 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

أعمال ازدواجيته بدأت منذ عامين ببطء ملحوظ أعمال ازدواجيته بدأت منذ عامين ببطء ملحوظ
طريق الأرطاوية الدولي أثكل الأمهات ويتَّم الأطفال

  تقرير مناور الجهني - الارطاوية:
طريق دولي يعبره اغلبية المسافرين المتجهين من وسط المملكة الى شمالها، والقادمون من منطقة المدينة المنورة ومنطقة القصيم الى شمال المملكة هم يعبرونه ايضا، وكل من يعبر حدود الوطن باتجاه سوريا والاردن والكويت قادما من هذه المناطق لا يوجد له اي طريق آخر سواه ورغم اهمية هذا الطريق فانه كما يقال اكل عليه الزمن وشرب، وتحول لونه من الاسود الى لون باهت جداً كل ذلك بسبب ما يسلكه من سيارات الاف المسافرين وكذلك الشاحنات والمركبات القديمة، ولاشك انه خلال هذه المدة الطويلة شهد ووقع فيه مئات الحوادث المؤلمة جدا، ومازال يشهد وقوعها حتى الآن، فوزارة المواصلات شرعت منذ ما يقارب سنتين في تنفيذ ازدواجية هذا الطريق ومازال العمل فيه جاريا.. ولكثر ما شهدناه من حوادث على هذا الطريق وتحديداً بالقرب من الارطاوية كان هذا التقرير المدعوم ببعض الصور عن «طريق الارطاوية - حفر الباطن الدولي».
ازدحامه مع بداية الإجازة
هذا الطريق الذي يصح ان اسميه بطريق الموت والذي يبدأ من محافظة المجمعة ويتخلل الارطاوية وام الجماجم متجها الى مناطق الشمال رفحاء وعرعر وطريق القريات والحديثة ويتفرع منه طرق تؤدي الى سكاكا وطبرجل وجميع المناطق التي تتبع لسكاكا الجوف، فلا شك ان طريقها مثل هذا الطريق وبحجمه سوف يشهد ازدحاما مروريا كثيفا وخاصة اوقات العطل الصيفية، بشكل يلفت النظر حيث انه يستمر على هذا الوضع حتى انتهاء الاجازة الصيفية فجميع القادمين من دولة الكويت الشقيقة ويرغبون زيارة اقربائهم هنا في المملكة لا يوجد لهم سوى هذا الطريق وكذلك عندما يرغبون في زيارة المشاعر المقدسة اضف الى ذلك اهالي محافظة حفر الباطن وبعض القادمين من المنطقة الشرقية فبعضهم قد يفضل هذا الطريق عندما يتجه الى مكة المكرمة والمدينة المنورة، اما اهالي عرعر والقريات ورفحاء فانهم لا يوجد لهم اي خيار سوى هذا الطريق ويعبرونه وهم مكرهون على ذلك.
ومع عودة المدرسين
وعند انتهاء الاجازة الصيفية فهذا الطريق له وقفة لا تنسى مع المعلمين وذويهم وخاصة القادمين ومن اقصى الشمال في طريف وعرعر والجوف لوجود معلمين من تلك المناطق يعملون في الارطاوية والمجمعة والزلفي والمناطق الوسطى فتجدهم لا يجدون ملاذا عن هذا الطريق، وكذلك العكس المعلمون الذين هم من المنطقة الوسطى ويعملون في المنطقة الشمالية لا يقل خوفهم عن خوف زملائهم في المهنة الذين فرض عليهم ان يصارعوا هذا الالم المرير من فترة طويلة، الحقيقة هي نفسها تقول وليس نحن ان هذا الطريق عندما تبدأ عودة المعلمين يقع فيه الكثير من الحوادث وترجع اسبابها اولا الى ازدحامه وضيق مساراته والسرعة فتجد الكل قضى الاجازة وعاد مسرعا ليتمكن من مباشرة عمله في المدرسة التي يعمل فيها او التي وجه اليها من قبل وزارة المعارف والتي نقل اليها في حركة النقل فلا شك ان المنطقة الشمالية منطقة كبيرة ولها نصيب كبير من المعلمين المعينين الجدد والمنقولين اليها فلهذه الاسباب تجد اغلبية المعلمين لا يعرفون هذا الطريق مما يتسبب في وقوع حوادث لهم فهو طريق ذو مسار واحد وطويل ودائما مزدحم بالشاحنات الكبيرة.
وللحجاج معاناتهم
ان الحقائق تؤكد وتثبت ايضا بان هذا الطريق لا يخلو اطلاقا من الازدحام فاذا انتهينا من الاجازات وغيرها أتى موسم زيارة المشاعر المقدسة من الاف الحجاج والمعتمرين والزوار فهو في كل عام ومع بداية شهر رمضان المبارك لاصحاب الحملات وكذلك الحملات الداخلية القادمة من حفر الباطن والشرقية والشمال فهي تستمر وتزداد مع بداية العشر الاواخر في شهر رمضان المبارك هذا من اصحاب الحملات اضف الى ذلك المواطنين الذين يعتمرون على سياراتهم الخاصة وبعد انتهاء شهر رمضان المبارك تجده يزدحم بهم عند عودتهم وتتزامن عودتهم مع اجازة عيد الفطر المبارك مما يجعله فعلا يكون مزدحماً وتكون نتيجة ذلك وقوع حوادث شنيعة للغاية فكل من تخونه ذاكرته في ارقام هذه الحوادث ما عليه سوى مكالمة شرطة الارطاوية وسوف يجد تلك الارقام الخيالية، وبخطوط عريضة، ان الذي يسافر ويعبر هذا الطريق وهو قادم من جهة الجنوب ومتجه للشمال وعندما يلاقيه مركز شرطة الارطاوية فلا يستغرب من قطع تلك السيارات التي فصمها هذا الطريق وحول السياراة الواحدة الى ثلاث قطع أما اصحابها فلا تسأل عنهم فقد حولهم الى اشلاء متقطعة، وادمى قلوب ذويهم وزادها حسرة، فكم من حادث باشرته شرطة الارطاوية والدفاع المدني والهلال الاحمر، فكم من محتجز قطعوا عنه كوم الحديد وكم من متوفى اظهروه من تحت مقاعد سيارته، وكم من حادث باشروه الساعة الثالثة فجرا.
حقائق وأرقام
اذا تحدثت الارقام نفسها عن الحوادث التي وقعت لعام 1422هـ فقط من غير الاعوام الاخرى فسوف تكون مؤلمة ومحزنة حيث شهد في شهر جمادى الاولى وقوع حادث اصطدام لشابين في مقتبل العمر قادمين من بريدة ومتجهين لحفر الباطن حيث اصطدما في شاحنة من الخلف وتفحما بداخل سياراتهما، وأصيب رفيقهم باصابات خطيرة، وشهد حادث آخر بالقرب من قرية البرزة نتج عنه وفاة شاب وزوجته واصابة ثلاثة آخرين، وفي شهر ذي القعدة شهد وقوع حادث مأساوي آخر نتج عنه وفاة «4» اشخاص واصابة شخص آخر، كما شهد في شهر رمضان المبارك وقوع حادث اصطدام لثلاث سيارات نتج عنه وفاة «4» واصابة «11» آخرين، واختتم هذا الطريق آخر ضحاياه لعام 1422هـ وقوع حادث انقلاب لحافلة كويتية تقل «41» حاجا توفي منهم «8» واصيب البقية وعددهم «33»، فلذلك اصبح عدد ضحاياه لعام 1422هـ «20» توفوا و «49» اصيبوا، اذا كانت هذه حصيلة عام واحد فكم حصيلة الاعوام الاخرى لاشك انها ارقام حقا مذهلة اذا كان هذا الطريق خلال عام واحد التهم عشرين نفساً بشرية بريئة ليس لهم ذنب سوى حالة الطريق السيئة وعمره الزمني القديم، فكم من ام ابكاها واثكلها وكم من طفل ايتمه واب احزنه على فقد ابنه، فمازالت حوادث هذا الطريق تزداد ولا تنقص ولا ننسى منسوبي قاعدة الملك خالد العسكرية الذين يعبرون عبره بالمئات عصر كل اربعاء ومساء كل جمعة وقت ذهابهم ووقت عودتهم فهو لابد ان يكون لهم بالمرصاد.
الفرعية تزيده خطورة
رغم انه كما ذكرنا طريق دولي وذو مسار واحد ويزدحم مروريا فزيادة على ذلك فهو من بعد مروره بالارطاوية يمر بقرى كثيرة تتجه اليها طرق فرعية ومع ذلك متروكة دون وسائل سلامة فعند مروره بقرية الشهباء نجد الطريق الفرعي الذي يتجه اليها والى قرية السحيمي ومصدة متروك بدون اي وسيلة سلامة او دلائل تشير الى وجوده فهو يقع في منطقة منعرجة ومنحدرة في نفس الوقت فلهذا السبب وقع فيه عدة حوادث كلها بسبب مرتادي الطرق الذين يسلكونه بسرعة جنونية واهالي القرى المتجهين اليها وخاصة عند «قرية الشهباء» فتجد الشخص القادم من الارطاوية ويرغب الاتجاه الى هذه القرى لابد له من ان يقطع هذا الطريق متجهاً للغرب وفي الوقت نفسه نجد هذا الطريق مزدحماً بالسيارات مع العلم انه تم المناداة اكثر من مرة ولكن دون جدوى فالطريق مستمر بحصد الارواح والمعنيون بالامر مستمرون بالتجاهل فما هي النتيجة لاشك انها سلبية للغاية، وبعد قرية الشهباء تأتي قرية البرزة فهي تقع غرب الطريق وغيرها من القرى فرغم ذلك لم تكلف وزارة المواصلات العزيزة نفسها بوضع اي علامات تحذيرية ووسائل سلامة تشير الى ذلك.. ومن ثم تأتي قرية ام طليحة ثلاث قرى تقع على هذا الطريق من جهة الغرب ولا يوجد اي اشارات تحذيرية للطرق الفرعية المتجهة اليها فلا نعلم لماذا هذا التجاهل من قبل الادارة العامة للطرق بمنطقة الرياض لماذا لا تقوم بوضع لوحات تحذيرية او مطبات تخفف من سرعة المسافرين أم ان الامر يخص جهات اخرى فلم لا تتحرك؟
مدخل أم الجماجم
وعندما يدخل هذا الطريق أم الجماجم التي تشهد حركة تجارية كبيرة على الشارع العام فالحقيقة ان نسبة الخوف تصل الى اعلاها وكل ذلك بسبب ذلك المدخل الضيق الذي يفتقر من دخول السيارات القادمة من داخل البلد ومن المحلات التجارية فكل صاحب سيارة يأتي ويدخل للطريق من حيث ما يشاء فالطريق يتفرع منه ثلاثة مداخل للبلد من جهة الغرب والمحلات على الطريق من جهة الغرب فعدم وجود ارصفة وانارة الطريق هي الاخرى تزيد نسبة الحوادث في هذا الطريق عندما يمر بأم الجماجم.
أمن الطرق
هذا الطريق كما ذكرنا طريق طويل ومزدحم فرغم ذلك يفتقر الى وجود ذلك الجهاز الامني الذي يعتبر صديقاً لكل مسافر وله من اسمه نصيب وهو «امن الطرق» فهو محروم منه بتاتا ولا يوجد عليه اي دورية لامن الطرق ورغم تواجدها في اغلبية طرق المملكة الحبيبة الا انها معدومة في هذا الطريق فمن هنا نقول متى يتم ايجاد هذا المركز على هذا الطريق فهل الادارة العامة لامن الطرق لديها نية للتحرك نأمل ذلك عاجلاً.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved