* فلسطين المحتلة العواصم الوكالات:
اجتمع وزير الخارجية الامريكية كولين باول ليل الخميس/الجمعة مع وفد من المسؤولين الفلسطينيين البارزين في أول اتصالات على مستوى عال تجري منذ طالب الرئيس الامريكي جورج دبليو بوش بتنحية رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات منذ ستة أسابيع. وركزت المحادثات التي وصفها كلا الجانبين بأنها على مستوى المهنية ومثمرة على جهود إصلاح مؤسسات السلطة الفلسطينية وتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني ووضع نهاية للعنف الذي يهز المنطقة وتحقيق تقدم سياسي في المحادثات بين الفلسطينيين وبين الاسرائيليين.
ولكن التصريحات التي أدلى بها كلا الجانبين إثر المحادثات التي استمرت 80 دقيقة تظهر بقاء الاختلافات في وجهات النظر الفلسطينية والامريكية.
وقال باول إنه طمأن الوفد الفلسطيني إلى أن الرئيس بوش «ملتزم ببذل كل ما في وسعه لدفع الامور قدما، ناظرا بعين الاعتبار إلى الصعوبات القائمة مع إدانته للعنف الذي يجتاح المنطقة ويعوق أحيانا قدرتنا على المضي قدما».
وأوضح أن الجانب الامريكي «يتطلع إلى البدء في عمل محدد وبخاصة فيما يتعلق بالامن».
ولكن وزير الحكم المحلي الفلسطيني صائب عريقات ومستشار الرئيس عرفات منذ مدة طويلة قال: إن التقدم على الصعيد الامني يتوقف على انسحاب القوات الاسرائيلية من الاراضي الفلسطينية وتمكين السلطة الفلسطينية من الامساك مرة أخرى بزمام الامور.
وأوضح عريقات أن القضية الاكثر إلحاحا بالنسبة للفلسطينيين هي الكارثة الانسانية التي تهدد سكان الضفة الغربية وقطاع غزة.
وقال: «إن الوضع هو كارثة إنسانية بكل معنى الكلمة».
ويضم الوفد الفلسطيني أيضا وزير الداخلية عبد الرزاق اليحيى ووزير التجارة ماهر المصري والمالية سلام فياض.
وقد اجتمع في وقت سابق مع كوندوليزا رايس مستشارة الرئيس بوش للامن القومي، وتتواصل الاجتماعات خلال اليومين المقبلين مع مسؤولين في الخارجية الامريكية .
ومن المقرر أن يلتقي الوفد الفلسطيني اليوم السبت مع جورج تينيت مدير وكالة المخابرات المركزية الامريكية «سي.آي.ايه» لمناقشة الوضع الامني.
وصرح عريقات للصحفيين عقب بيانه المشترك مع باول بأن الجانب الفلسطيني يشدد على أنه زار واشنطن بتكليف وتفويض من الرئيس عرفات، وكان المسئولون الاسرائليون قد تجاهلوا الرئيس الفلسطيني منذ دعوة بوش إلى تشكيل «قيادة جديدة» للفلسطينيين في البيان الذي ألقاه في 24 حزيران/يونيو الماضي.
وأوضح عريقات «لسنا وفدا مستقلا يعمل بمطلق إرادته».
وأضاف في السياق نفسه «تأكدنا من أن هذا الوفد مفوض تفويضا كاملا من الرئيس عرفات والقيادة الفلسطينية».
وقال مسؤول في الخارجية الامريكية حضر الاجتماع إن باول لم يرد على تصريح عريقات بشأن شرعية عرفات.
وأكد «لا ضرورة للرد لأن موقفنا واضح».
من جهة أخرى قالت وسائل الاعلام الاسرائيلية أمس الجمعة إن فريقا من وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية (سي.آي.إيه) قام بزيارة سرية في وقت سابق إلى فلسطين المحتلة وصاغ خطة مفصلة تتعلق بإجراء إصلاحات فلسطينية، وطبقا للتقرير الذي أوردته صحيفة هاآرتس الاسرائيلية الرئيسية فقد أمضى الفريق الامريكي عدة أسابيع في المنطقة والتقى مسئولين أمنيين فلسطينيين كباراً وربما مسئولين إسرائيليين أيضا، وقد رفع الفريق الاستخباراتي نتائج زيارته الاسبوع الماضي إلى مسؤولين في الادارة الامريكية وأوصى بإجراء تغييرات عميقة في الاجهزة الامنية للسلطة الفلسطينية فيما يتعلق بهياكلها وعملياتها وبرامج ضم عناصر جديدة بها.
من ناحية اخرى نقل صوت إسرائيل عن الارهابي أريل شارون زعمه أن السلطة الفلسطينية «وهي عصابة قتل وإرهاب وفساد تشكل عائقا أمام التوصل إلى السلام».
وقال شارون: «إنه يتوجب على الشعب الفلسطيني اجتثاث هذه العصابة من مراكزها السياسية».
وأشار شارون «إلى أنه يعتقد بأن السواد الاعظم من الفلسطينيين يريدون السلام وسئموا العنف وأصبحوا يدركون أنه لن يفضي إلى شيء».
وقال «إنه سيكرس جل جهوده من أجل التوصل إلى السلام مؤكدا مع ذلك عدم وجود حلول سحرية ستغير أوضاع دولة إسرائيل بين عشية وضحاها». كما لفت شارون النظر إلى أن السياج الامني الفاصل بين إسرائيل والضفة الغربية «وهو في طور البناء السريع لا يشكل حلا سحريا».
وأدلى شارون بهذه التصريحات في سياق كلمة أمام خريجي كلية الامن القومي مساء يوم الخميس من جهته اعتبر نبيل ابو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات أمس ان تصريحات الارهابي شارون التي وصف فيها السلطة الفلسطينية ب«زمرة من المجرمين والقتلة» تنطبق على بعض المسؤولين الاسرائيليين من «مجرمي الحرب».
وقال ابو ردينة لوكالة فرانس برس: ان «تصريحات شارون هذه تنطبق تماما على بعض المسؤولين في اسرائيل من مجرمي الحرب الذين يجب أن يقدموا الى العدالة الدولية ليحاكموا على جرائم الحرب التي يرتكبونها ضد شعبنا».
|