* تقرير إبراهيم بن سعد:
تجولت «الجزيرة» في حي المصانع جنوب مدينة الرياض للوقوف والاطلاع عن كثب على ما يروى عن قصور الخدمات في الحي وما يعانيه من جوانب سلبية متعددة ومخالفات واضحة، فرصدنا بالحرف والصورة جملة من المشاهدات منها التالي:
حشرات وقوارض
منذ دخولك الحي وتجوالك في شوارعه وأزقته تشاهد حاويات النفايات على قلتها وقد تكدست بما تعجز عنه من مخلفات تنوعت وتعددت مصادرها ويبدو انها لا تفرغ من تلك القاذورات بشكل دوري يومي واللافت ان نفايات ومخلفات الحدائق والاستراحات قد رميت بجانب تلك الحاويات، وفي ذلك على ما يبدو مخالفة، إذ ان مثل هذه المخلفات لها وضعية أخرى غير انه يبدو أن من تجرأ على رميها إما متعمد عارف وإما جاهل تجب توعيته وهذه من مسؤوليات البلديات تضاف إلى ما يبدو منها من تقصير.
على امتداد طريق الوادي هناك جدول جار بمياه الصرف الصحي تنبعث منه الروائح الكريهة ولا شك ان الفيروسات والميكروبات تنتشر منه بالملايين زارعة شتى أنواع الأمراض، إلى جانب ذلك تتكاثر أصناف من الحشرات والقوارض التي تتخذ من الأعشاب والشجيرات المهملة ملاذاً آمناً لها.
حيوانات وطيور نافقة
يحوي الحي أعداداً غير منظمة من الأحواش والزرائب المخصصة للحيوانات والمواشي وهي تعج بكميات من مخلفات الحيوانات بل بالحيوانات النافقة والطيور ولو انها بأعداد قليلة إلا انها تشكل مصدراً من مصادر التلوث والأوبئة ناهيك عن تشويه المشهد الحضاري للحي «إن وجد مشهد يمكن التحدث عنه» وخلال الجولة لفت الانتباه سيارة تابعة لأمانة مدينة الرياض يقودها سائق آسيوي وهي تفرغ حمولتها من المخلفات على الأرض بين الأحواش، وسألنا السائق عن سبب هذا التصرف فأجاب بأنه ينفذ رغبة أحد المواطنين الذي أمره بشحنها من حي منفوحة، لكنه لم يوضح ما إذا كان هذا المواطن موظفاً بالبلدية أو مجرد صاحب عقار بحي منفوحة، ولم يوضح سبب علاقته به، فدائماً مثل هؤلاء الآسيويين عندما يجد نفسه في مأزق يردد على محدثه «ما فيه معلوم».
عمالة مشبوهة
في أحواش وزرائب واستراحات الحي تتجول وتتكاثر عمالة وافدة متعددة العرقيات لا يمكن الاجتهاد بأهمية تواجدها وما تقوم به من أعمال فالأعداد كبيرة والوجوه لا تدل على خبرات حتى في العناية بالماشية والحيوانات والطيور، وتنتشر العمالة بين أحواش للأخشاب والخردة والزرائب بمظهر لا يدل على مزاولة عمل جاد، فالكل يلتقي عبر الأزقة ويتم تبادل حديث سريع عابر مع بعض الإشارات ويذهب كل واحد في طريقه، وخلال الجولة نشاهدهم يلتقون مرات وبنفس الطريقة في الحديث والإشارات والغريب هو انهم رغم اختلاف السنتهم وانتماءاتهم يتفاهمون بشكل خاطف وكأنها شفرات معتادة الأمر الذي يجعل المرء يشكك بنظاميتهم وأعمالهم وتجمعاتهم في تلك الزوايا المظلمة.
وبشكل عام فإن الحي بشوارعه يحتاج إلى نظرة شاملة من جهات عدة بينها البلدية والمرور والشرطة ومصلحة المياه والصرف الصحي لعلها مجتمعة تفعل شيئاً وتقدم للساكنين خدمة تجلب لهم بعض الراحة والاطمئنان.
|