* القاهرة - مكتب «الجزيرة»- طارق محيي:
تنتظر فدوى البرغوثي قرينة مروان البرغوثي المعتقل لدى إسرائيل محاكمة زوجها من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي وتؤكد أن المحاكمة تتم بقرار سياسي وأن سلطات الاحتلال تحاكم فلسطين في شخص مروان، وهي تجوب أقطار الوطن العربي بحثاً عن دعم لقضيتها وقضية النضال الوطني الفلسطيني قضية محاكمة مروان البرغوثي المناضل الفلسطيني مهندس الانتفاضة وعضو المجلس الوطني الفلسطيني والمجلس المركزي والمجلس التشريعي وأمانة سر حركة «فتح» قائد جناحها العسكري «كتائب شهداء الأقصى» والذي اختطفته قوات الاحتلال الإسرائيلي من مناطق خاضعة لسيادة السلطة الفلسطينية في 15 إبريل الماضي. والتقت بها «الجزيرة» في أثناء زيارتها للقاهرة حيث أقام لها مركز حقوق الإنسان أمسية تضامنية وكان الحوار التالي على هامش الأمسية:
* مع كثرة ما نشر حول إلقاء القبض على مروان هل هناك ملابسات أخرى أو أسرار وراء اعتقاله؟.
- منذ اللحظة الأولى للانتفاضة وقوات الاحتلال الإسرائيلي تحاول اعتقال مروان البرغوثي ولكن لم تستطع ومنذ أكثر من أربعة أشهر قامت قوات الاحتلال الإسرائيلية باقتحام منزلنا بالضفة الغربية واحتلاله لمدة يومين، كان بعدها صعب على مروان أن يأتي إلى المنزل وكنا نلتقي به عند بعض الأصدقاء، خوفاً من أن تكون قوات الإحتلال قد وضعت أجهزة تنصت أو كاميرات تصوير، وقبل اعتقاله بحوالي عشرة أيام انقطع الاتصال بيننا ثم عرفت أن قوات الاحتلال حاصرت البيت الذي كان فيه ثم رأيت صوره في الجرائد وعلى شاشات وكالات الأنباء فعرفت أنه تم اعتقاله من قبل الاحتلال.
* ماذا عن أخبار البرغوثي الصحية؟ وهل قمت بزيارته؟
- أخباره الصحية كانت بعد 95 يوماً من الاعتقال عندما زرته وقمت بمشاهدته كانت أحواله سيئة للغاية، ألم في ظهره لدرجة أن وقفته كانت غير مستقيمة فقد تعرض لألوان مختلفة من التعذيب والإذلال والقهر.
وقد قمت بزيارته مرة واحدة بعد 95 يوماً منعت فيها من زيارته وأنا زوجته ومحامية في لجنة الدفاع عنه ومن حقي أن أزوره في كل القوانين الدولية وحتى القوانين الإسرائيلية لا تمنعني من الدفاع عن زوجي وأنا معي وكالة منه شخصياً، ومع ذلك فإسرائيل التي تخرق كل القوانين حتى قوانين إسرائيل نفسها تمنعني بشكل تعسفي من زيارة زوجي أو الدفاع عنه.
اتهامات واهية
* ماهي الاتهامات التي وجهتها قوات الاحتلال لمروان البرغوثي؟.
- أقول لك إن إسرائيل تحقق مع مروان على أنه مهندس انتفاضة الأقصى والمقاومة الفلسطينية وهو المخطط لها، وأنه قائد الجناح العسكري لحركة «فتح» «كتائب شهداء الأقصى» وأنه المسؤول عن عمليات قتل فيها الكثير من الإسرائيليين وجرح العديد، كذلك أنه المسؤول عن الوحدة الوطنية ومسؤول عن التظاهرات المستمرة، فمروان كما تقول فدوى إنه دائماً يطالب بالوحدة الوطنية لأنها السياج الوطني لسيادة حقوق الشعب الفلسطيني.
* وكيف قابل مروان البرغوثي هذه الاتهامات؟
- الاتهامات التي صاغتها إسرائيل من أجل أن تحاكم مروان وتعتبره خارجاً عن القانون ثم التحقيق معه بشأنها لكن مروان خلال 90 يوماً من التحقيقات لم يدل بأي إفادة ولم يوقع اسمه على أي وثيقة داخل السجون الإسرائيلية، لكن إسرائيل تدعي وتزعم أن لديها اعترافات من بعض المناضلين الفلسطينيين الذين تعرضوا للضغط والتعذيب والقهر على مدى اشهر داخل السجون الإسرائيلية وأنهم قد تعذبوا كثيراً من أجل حصول قوات الاحتلال على معلومات تدعي أنها تدين مروان ونحن لا نعترف بها لأنها أخذت من المناضلين تحت ضغط وبالإكراه وبطريق غير قانوني.
خطة الدفاع
* ما هي استراتيجية الدفاع عن مروان البرغوثي؟.
- من الصعب الآن أن نتحدث عن أي شيء بالنسبة إلى خطة الدفاع لأن لائحة الاتهام لم تنزل حتى هذه اللحظة وبما أن لائحة الاتهام غير موجودة فإن خطة الدفاع أيضاً غير موجودة لأننا سنحدد موقفنا في الدفاع عن مروان بناء على الاتهامات الموجهة إليه من النيابة الإسرائيلية.
ومع ذلك فمن بداية اختطاف مروان ومنذ اللحظة الأولى استطعنا أن نشكل ثلاث لجان للدفاع عن مروان- اللجنة الأولى هي اللجنة الفلسطينية التي ستقوم بالدور الرئيسي في الدفاع عن مروان أمام المحاكم الإسرائيلية واللجنة الثانية هي لجنة اتحاد المحامين العرب والنقابات العربية من كل الدول العربية لكنهم لن يستطيعوا أن يدافعوا عنه أمام المحكمة الإسرائيلية بسبب مقاطعتهم لإسرائيل لكنهم سيدعموننا وسيقفون معنا ويقدمون لنا الدراسات من داخل مواقعهم وسيظلون على اتصال مع هذا الملف إضافة إلى اللجنة الثالثة التي تتكون من المحامين الدوليين الذين سيتواجدون معنا في المحكمة بشكل منسق بحيث يكون في كل جلسة عدد محدد لدعم القضية وتقديم المشورات، وقد تقدم 72 محامياً فرنسياً للدفاع عن مروان إضافة إلى محامين بريطانيين وبلجيكيين.
* متى ستتم المحاكمة؟.
- من المفترض أن تكون الجلسة الأولى نهاية الشهر الجاري وتكون هذه الجلسة لتلاوة لائحة الاتهام اذا استطاعت النيابة العامة الإسرائيلية إعدادها، وإن لم تستطع ذلك فإنها تطلب وقتاً آخر من أجل إعداد هذه اللائحة.
أدوار مختلفة
* هل هناك دور فاعل من أي الدول العربية في قضية البرغوثي؟.
- نحن نرحب بأي دور من أي دولة عربية أو أي مجموعة من الدول من أجل حل مشكلة مروان، ونعتبر أن الدولة التي ستقوم بهذا الشيء بأنها ستنتصر للشعب الفلسطيني وتنتصر لنفسها لأنها تنتصر للحق.
* وما هو دور المنظمات الدولية؟.
- أنا كمحامية أرى أن هناك اسطفافاً قانونياً عالمياً حول مروان سواء عربياً أو دولياً والكل يحاول مساعدته ومساعدة الشعب الفلسطيني فهناك عدد من المحامين من منظمات حقوق الإنسان الفرنسية يصل عددهم الى «72» محامياً فرنسياً سيتطوعون للدفاع عن مروان، وكما تعرفون فإن المحامين الدوليين حسب القانون الإسرائيلي لا يترافعون أمام محاكمها لكن تواجدهم له دور كبير دور إعلامي ومعنوي لرفع الروح المعنوية للمحامين الفلسطينيين وكذلك لمروان نفسه، وسيكون معنا في كل جلسة عدد من المحامين كما أن بجانبنا محامين بريطانيين ومن بلجيكا وكذلك المحامي المناضل العالمي نيلسون مانديلا، واتحاد المحامين العرب سيحضر عنهم مندوبون والكل في ذلك يتواصل معي والكل يحاول أن يقدم شيئاً في هذا الملف الشائك.
* مروان البرغوثي برلماني عربي، فما هو دور البرلمانات العربية؟.
- في البداية قامت بعض البرلمانات العربية بالتواصل معي وتقديم العون لي ولكن أقول لهم إن إسرائيل تريد أن تقدم مروان لمحاكمة جنائية «مدنية» وهي بذلك تريد أن تجرم مروان البرغوثي كمناضل وتجرم معه نضال الشعب الفلسطيني أمام محاكم إسرائيل المدنية، ومن ثم فأنا أتمنى أن يكون هناك حركة برلمانية عربية فاعلة تدعم موقف مروان داخل سجنه وأطالب البرلمانات العربية بأن ينظموا جلسات مخصصة من أجل دعم مروان وأن يعلنوا هذا في الاعلام من أجل زميل لهم تمارس إسرائيل ضده كل أنواع التنكيل والتعذيب والضغط وتنتهك جميع حقوقه البرلمانية والإنسانية.
* وماذا عن دور المنظمات النسائية العربية في دعم المرأة والقضية الفلسطينية؟.
- أرى أن هناك الكثير من المحاولات النسائية العربية من أجل دعم النساء الفلسطينيات، وأؤكد أنهن يستطعن القيام بدور أكبر وأن يعملن في البعد السياسي كما يعملوا في البعد الاجتماعي، كما يمكنهن أن يعملن في البلاد التي يتواجدن فيها لإحداث التواصل بين الأسر الفلسطينية والأسر العربية المقتدرة التي تستطيع أن تحمل الاعباء عن كاهل الأسرة الفلسطينية التي تعرضت لها خلال سنتي الانتفاضة والأزمات الاقتصادية نظراً لاستشهاد أو اعتقال عائلها الوحيد أو رب الأسر أو منع ذويهم من العمل، واقول إن هذه الاسر وضعها ينذر بالخطورة واطالب النساء العربيات وكذلك الفلسطينيات في الشتات بأن يقمن بهذا الدور الاجتماعي وأن يحملن مع الأسرة والشعب الفلسطيني بعض أعباء الحياة الاقتصادية الخانقة، لأن هذا عامل مهم من عوامل صمود واستمرار الانتفاضة.
* هل هناك دور لعناصر من السلطة الفلسطينية في اعتقال البرغوثي؟.
- لا يوجد دور لأي من عناصر السلطة، فإسرائيل جندت كل قواتها العسكرية والاستخباراتية للخروج بمروان البرغوثي واعتقاله لأنها اعتبرت أن اعتقال أو اختطاف مروان من رام الله هو الانتصار الحقيقي والأكبر لها من وراء اقتحامها الأراضي الفلسطينية فيما سمي بعملية السور الواقي.
* ما هو موقفك من قضية العملاء؟.
- موضوع العملاء استثناء في الشعب الفلسطيني وهو شئ طبيعي يكون في معظم الشعوب التي تحتل أراضيها وتقوم بنضال ضد الاحتلال، وأقول إن جريمة العميل لا تغتفر لأي عميل فلسطيني ويجب ألا نعطي الموضوع أكبر من حجمه لأن ذلك يزرع الشك في نفوس الفلسطينيين، ولكن في حالة تأكدنا من تورط أي شخص في عمالة مع إسرائيل فإن الشعب الفلسطيني لن يرضى أن يكون منه أي شخص عميل، والشعب بريء من هؤلاء العملاء.
* إسرائيل تحاول أن توقع بين مروان وبين السلطة الفلسطينية، وسمعنا عن نوع من المساومة بين مروان وإسرائيل من أجل الإفراج عنه.. ما تعقيبكم؟.
- كل هذا عبارة عن جزء من التعذيب والتحقيق الإسرائيلي مع مروان وقد نفى مروان كل هذا جملة وتفصيلاً، وقال: إنه هو وأبناء الشعب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية معاً سيسعون إلى تحرير فلسطين، يعني أقول لك بشكل قطعي أن مروان البرغوثي له أجندة واحدة هي أجندة النضال الوطني الفلسطيني وإنهاء الاحتلال، ولم يكن في يوم من الأيام لديه أجندة أخرى ولم يطمح أن يكون بديلاً لأحد أو أن يكون مكان أحد، ويطمح أن يكون مناضلاً مع أبناء الشعب ويقوم بواجبه تجاه الشعب الذي انتخبه، وما عليه إلا أن يمثل الشعب الذي اختار طريق الانتفاضة من أجل الحرية والاستقلال.
أما عن المساومة فإن إسرائيل ومن خلال 80 يوماً تعاملت مع مروان على أنه إنسان تحقق معه وتعذبه من أجل الحصول منه على أي معلومات ولم يتعاملوا معه بأي شكل آخر ولم يفكروا فيه أن يكون شريكاً لهم أبداً أو أن يقبل أي مساومة معهم.
* أنت كمحامية عن مروان البرغوثي ما هي توقعاتك لهذه الأزمة؟.
- أرى أن الموضوع سياسي وأن إسرائيل تعقد الأمور الآن وذلك لأن الأمور السياسية بين السلطة وقوات الاحتلال معقدة وإسرائيل تريد أن تحاكم مروان ونضال الشعب الفلسطيني معاً، ولكني أرى أنه اذا تحسنت الأوضاع السياسية والأمنية فإن الأمر سيكون أفضل بالنسبة إلى قضية مروان.
* وهل تؤثر العمليات الاستشهادية في موقف البرغوثي؟.
- موضوع البرغوثي سياسي ومحاكمته نحاول أن نجعلها سياسية ضد الاحتلال الإسرائيلي، لكن إسرائيل أخذت موقفها تجاه مروان ولن يؤثر في موقفها شيء سواء العمليات الاستشهادية أو غيرها.
* سمعنا أن حزب الله ينوي أن يقوم باستبدال مروان ببعض الأسرى الإسرائيليين، مدى صحة ذلك؟.
- لم أسمع عن هذا الموضوع ولم يكلمني أحد من قريب أو بعيد عن هذ الموضوع من الأخوة في حزب الله ولكن أقول إنه من الطبيعي أن يقوم حزب الله في الافراج عن مروان فإنهم سيكونون قد انتصروا للشعب الفلسطيني بأكمله.
* أخيراً ماذا تقولين لمروان البرغوثي وهو داخل سجنه؟.
- أقول له من خلال محامية «حلقة الوصل» اطمأن يا مروان فلست وحدك فالشعوب العربية كلها معك وتلتف حولك والأحرار كلهم معك، وأؤكد أن مروان أوصاني بالتواصل مع الشعوب العربية كلها ومع كل من يؤيد نضال الشعب الفلسطيني.
* وماذا تطلبين من السلطة الفلسطينية؟ والشعب الفلسطيني؟.
- في البداية السلطة الفلسطينية تتعرض لضغوط قوية من الخارج وأوضاعها صعبة وأمامها ملفات معقدة، ولكن أطالبهم بأن يضعوا الافراج عن مروان البرغوثي شرط أي محادثات لهم مع أي جانب أو جهة دولية وقالت إن السلطة أبلغتها أنهم يقومون بهذا الشيء.
وعلى الشعب الفلسطيني أن يلتف الآن في هذه المرحلة الصعبة والظروف القاسية حول السلطة وحول نفسه وحول المناضلين وخلف القيادات وأن يوجه الفلسطينيون خطابهم مع السلطة الفلسطينية لمواجهة قوات الاحتلال الإسرائيلي بما يضمن لنا تحقيق الاستقلال والحرية.
|