لا يختلف اثنان أن نظام المرور نظام جيد ويحمل مضامين رائدة لكن المشكلة تكمن في التطبيق فلا زلنا نعاني من قصور واضح في أداء رجال المرور وهذا يلاحظ من كثرة المخالفات المرورية وارتفاع نسبة الحوادث بشكل ينذر بالخطر ويدق ناقوس النذير لمواجع تفرزها مواجع. نتساءل بحسرة لماذا يغض رجل المرور طرفه عن بعض المخالفات عندما تنتهي ورديته؟!. قد نعاني جميعا من ضعف الولاء للوظيفة المناطة بنا وهي ظاهرة تتجلى بوضوح في كثير من القطاعات الحكومية انه مرض استشرى في غالب الموظفين.
ما نلحظه على الحملات المرورية أنها وقتية وذات تركيز على آلية معينة فما إن تنتهي الحملة حتى تعود حليمة لعادتها القديمة ونجد أن الحملات تتنوع دون أن تنضبط بسلوك دائم بمعنى أن الحملات يجب أن تؤدي للتكامل في تطبيق اللائحة في كل مكان وزمان للوصول للقيادة السليمة الشاملة. السؤال الذي يطرح نفسه: ماذا حققت الحملات المرورية من نتائج؟ لا شك أن الهدف من هذه الحملات هو الوصول إلى مجتمع بلا حوادث لكن الواقع يشير إلى ارتفاع نسبة الحوادث بشكل ملفت للأنظار ومؤشر خطير لوجود خلل كبير يستدعي حلا جذريا وعاجلا. فلأول مرة تصبح حوادث الطرق السريعة بين المدن بهذه الحجم وخاصة حافلات النقل للحجاج والمعتمرين وما تخلفه من خسائر مادية وبشرية كبيرة وهذا يستدعي دراسة شاملة وعميقة وحلول حاسمة دون إلقاء اللوم على السرعة أو التجاوز الممنوع أو الإطارات.. إن مقارنة بيننا والدول المجاورة تقول إننا نملك أحدث الطرق والآليات ولكن ندرة الحوادث هناك وزيادتها هنا. والله المستعان.
|