الديموقراطية في العراق هو آخر ما تريده أمريكا!
على الرغم من أن الجميع منقسمون ما بين مؤيد لشن الحرب من قبل الولايات المتحدة على العراق وبين معارض لها إلا أن قلة فقط هي التي يجول بخاطرها التساؤل حول سبب تلك الحرب كلنا يعلم أن تلك الحرب سوف تكون موجهة ضد صدام حسين ولكن ما الذي تحارب الولايات المتحدة وحليفتها المقربة بريطانيا من أجله والذي يدعوهما إلى استبدال هذا الرجل ؟
على الرغم من أنه قد يبدو مستحيلا التكهن بما سوف يحدث بشكل يقيني إلا أن معظم التقارير الواردة من واشنطن تقرر أن بوش يرغب في استبدال طاغية بطاغية آخر وأن بلير سوف يوافق على ذلك، البديل المطروح هو التجمع الوطني العراقي ذلك الائتلاف المهلهل والشرس ولكن على ما يبدو فإن ذلك الائتلاف هو وحده ورغم كل عيوبه ونقائصه وخطاياه الكيان الذي يبدي حماسا للديموقراطية بيد أن هذا الائتلاف مازال موضع كره وبغض لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية « سى آى إيه » ووزارة الخارجية إذ يعتبر انه أسوأ نموذج لعراق ما بعد الحرب ولكن على ما يبدو فإن تلك الروح العدوانية قد توارت قليلا إذ وافقت وزارة الخارجية الأمريكية على عقد لقاء مع التجمع الوطني العراقي في التاسع من أغسطس القادم وعلينا أن ننتظر لنرى ما سيسفر عنه ذلك اللقاء يأتي ذلك في الوقت الذي يوقن فيه عراقيو المنفى بأن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية « سى آى إيه» لديها قائمة تضم 15 لواء عراقيا يحظون بموافقة السى آى إيه سيتم إختيار زعيم العراق الجديد من بينهم.
ويعد المرشح الرئيسي لهذا المنصب هو اللواء نزار الخزرجي الذي كان يشغل منصب رئيس الأركان إبان الغزو العراقي للكويت وصاحب أعلى رتبة عسكرية من بين الخارجين على النظام العراقي وهو يعيش في منفاه في كوبنهاجن وحتى وقت قريب لم يكن الخزرجي يخشى شيئا إلا أن الخوف بدأ يعتريه من احتمال قيام صدام حسين باغتياله عندما لمحه أحد اللاجئين الأكراد في الشارع .
فعندما رآه هذا اللاجىء صرخ قائلا إن ذلك الرجل هو من سوى قريته بالأرض علاوة على ذلك فإن وزارة العدل الدنماركية تحقق في اتهامات موجهة إلى الخزرجي بشأن تورطه بدرجة كبيرة عام 1988 في الحملة التي أطلق عليها آنذاك حملة «الأنفال»وفي تلك الحملة تم إبعاد عدد لا يحصى من الأكراد عن منازلهم كما لقي عشرات الآلاف منهم حتفهم في معسكرات الاعتقال .
وقد أنكر الخزرجي هذه التهم وفي الوقت نفسه سار العديد من زعماء الأكراد خلف مبدأ: عدو عدوى ... لذلك فلم يعيروا هذه الاتهامات اهتماما اذا وضعت الولايات المتحدة بثقلها خلف هذا الرجل الفظ فلربما نجد أنفسنا أمام لواء تثور ضده ادعاءات مقنعة بإرتكاب جرائم حرب البديل الآخر المطروح هو عراق ديموقراطي فيدرالي يمنح الحقوق للأكراد والشيعة الذين يعانون حاليا تمييزاً بينهم وبين الأقلية السنية كما يضع الجيش تحت السيطرة المدنية وفي الوقت الراهن يقرر التجمع الوطني العراقي أن كلا من الولايات المتحدة و بريطانيا لم يرفعا صوتيهما من أجل تأييد حلمه الديموقراطي بيد أن الأولى القول إن البريطانيين مؤيدون للوضع المشوب بالظلم المطلق في الخليج بشكل أكثر تعصبا من الأمريكان .
نيك كوهين - الأوبزرفر |