سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة السلام عليكم.. وبعد:
لقد اطلعت على ما كتبه الاخ حماد بن حامد السالمي في جريدة الجزيرة يوم الاحد 11/5/1423هـ بعددها 10888 تحت عنوان «أمطار خيرية سعودية اللهم علينا أولا» وتحدث بشيء من التفصيل عن وجود الفقر في هذه البلاد وعن احوال بعض الاسر التي تقطنها وما تعانيه من الحاجة والعوز وهذا ليس بغريب حصوله وليس بعيب ان يوجد الفقراء في اي مجتمع مهما بلغ غناه كما اشار الى ذلك الكاتب وفقه الله، فهذه سنة الله في خلقه قال الله عز وجل: {نّحًنٍ قّسّمًنّا بّيًنّهٍم مَّعٌيشّتّهٍمً فٌي الحّيّاةٌ الدٍَنًيّا وّرّفّعًنّا بّعًضّهٍمً فّوًقّ بّعًضُ دّرّجّاتُ لٌَيّتَّخٌذّ بّعًضٍهٍم بّعًضْا سٍخًرٌيَْا وّرّحًمّتٍ رّبٌَكّ خّيًرِ مٌَمَّا يّّجًمّعٍونّ } فالناس منهم الغني ومنهم الفقير ومنهم بين ذلك فلا عجب ولكن العجيب ان توجد هذه الفئات الفقيرة من الناس وبكثرة وخاصة ممن يسكنون في المناطق الوعرة كالجبال وبطون الاودية والاحراش ثم تنقل الصدقات والزكوات من حولهم الى خارج البلاد من قبل رجال الدعوة والاغاثة، أليس هؤلاء احق من غيرهم بخيرات بلادهم؟ أليس الاقربون اولى بالمعروف؟ ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم، ألم يكن من توجيه رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام لرسله الى الحبشة لدعوة الناس الى الله ان الزكاة تؤخذ من اغنيائهم وترد على فقرائهم؟ لماذا تركنا هذا التوجيه العظيم من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذنا باجتهادات وتصرفات فردية تتنافى مع هذا المسلك القويم الذي يأمرنا ديننا الحنيف؟.. وهذا لا يعني اننا نقول بقفل ابواب الخير وعدم تقديم العون لفقراء المسلمين في الخارج وما يحتاجونه من غذاء وكساء وبناء دور ومساجد وحفر آبار وتعليم، ولكن بتوازن بين هذا وذاك وبعد تغطية الحاجة او بعضها على الاقل في منابع الصدقات فأهلها احق بها ونكون بذلك قد اصبنا او قاربنا الصواب.
محمد بن ناصر العريني رئيس جمعية البدائع الخيرية
|