Sunday 4th August,200210902العددالأحد 25 ,جمادى الاولى 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

حوار مع الشاعر حسن فتح الباب حوار مع الشاعر حسن فتح الباب
متأثراً بالواقع الفلسطيني والعولمة
العصافير تنفض أغلالها.. والبلبل والجلاد ديوانان جديدان للشاعر الكبير حسن فتح الباب

* القاهرة: مكتب الجزيرة عثمان أنور:
الدكتور حسن فتح الباب احد رواد الحركة الشعرية بمصر ينتمي إلي جيل الستينات الأدبي ويمتلك مسيرة طويلة وحافلة بالانجازات الإبداعية التي تجاوزت الـ 42 كتاباً من بينهم 16 ديواناً شعرياً، نال العديد من الجوائز العربية والمصرية، وشارك في العديد من المحافل الثقافية بمصر والدول العربية، وقد انتهى مؤخراً من إصدار ديوانين جديدين هما «العصافير تنفض أغلالها» الذي صدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة الثاني «البلبل والجلاد» وقد صدر ضمن سلسلة الإبداع المعاصر التي تصدر أيضاً عن نفس الهيئة، وكتاب جديد هو «تنويعات على لحن السندباد» من أدب الرحلات وسوف يصدر عن الهيئة العامة للكتاب.
التقته الجزيرة في هذا الحوار الذي تحدث فيه عن أحداث إصداراته ومسيرته الإبداعية والعديد من القضايا الأدبية الأخرى.
العصافير تنفض أغلالها
* إصدارات غزيرة في فترة قصيرة هل هو تزامن وقت الإصدار ام الكتابة في فترات قريبة؟ وماذا عنها؟
تستطيع القول بقرب فترات الكتابة فيما يخص الديوانين، ولكن الكتاب كنت قد انتهيت منه من فترة بعيدة وهو ينتظر دورة في الإصدار.. ديواني «العصافير تنفض أغلالها» يعد الديوان رقم 16، وهو عبارة عن أغنيات على لحن الحرية والمقاومة بتشكيلات ابداعية جديدة حيث كان انعكاساً للعمليات الاستشهادية في الأراضي المحتلة والأوضاع العربية المتردية والصمت العربي، فقد ناقش الديوان من خلال 27 قصيدة بعضها قصائد قصيرة شديدة التكثيف، والبعض الآخر مطولات كما أن هناك عدة قصائد تصب في نهر الذكريات والطفولة والصبا المبكر، وأهم ما يميز هذا الديوان هو التشابك بين الواقع والمتخيل وأرى أن من أهم القصائد فيه قصيدة «الحجر» تلك التي أرثي فيها شهداء الانتفاضة والثورة الفلسطينية حيث إن الديوان يناقش الأوضاع العربية المتردية والصمت العربي تجاه هذه القضية التي تمس القومية العربية.
ويتسم الديوان بملمح غنائي ويظهر ذلك من خلال قصائد الحب والذكريات مثل قصيدة «غنائية شجية» و «طيف الذكرى» و«حفيف الظلال» و«قصيدة قهوة الصباح» التي استلهمتها من زوجتي وكل القصائد الجديدة مواكبة للأحداث الحالية، وقد جاء اختياري لاسم الديوان للدلالة الكلية لما تحمله القصائد من معانٍ حيث النزعة إلى التحرر والانطلاق سواء على مستواي كشاعر بما أنشده من حرية، أو على مستوى الشعوب عامة والشعب الفلسطيني بصفة خاصة.
النظرة الكونية
* وماذا عن الديوان الثاني؟
* الديوان الثاني وهو الأخير لي بعنوان «البلبل والجلاد» ، ويضم 50 قصيدة معظمها قصيرة مكثفة ويتصدر الديوان دراسة مطولة من حوالي 50 صفحة كتبها الناقد د/ حامد أبو أحمد عن جملة أعمالي الشعرية وحلل خلال الدراسة مراحل التحولات الفنية من حيث الرؤى عبر 16 ديوانا، وعقد مقارنة بين بعض قصائدي وقصائد شعراء الأندلس مثل ابن زيدون، وكذلك مقارنة بين القصائد التي استوحيتها من رحلتي للولايات المتحدة الأمريكية التي تضمنها ديوان «الدخان والدمى»، وديوان الشاعر الاسباني فرديركو لورك في نويورك، هذا قبل البدء في قصائد الديوان.
وأهم ما يميز ديوان البلبل والجلاد هو النظرة الكونية التي استوحيته من حركة الكواكب ودوران الأرض والثقوب السوداء وانعكاس ذلك على الواقع الحي لا سيما في هذه المرحلة المتوترة في تاريخ العالم، ولذلك نجد إحدى قصائده بعنوان «عولمة» وقصيدة أخرى بعنوان «الثقوب السوداء»، وثالثة ماذا يجدي ان تنظر في عيني هذا العالم، واسم الديوان مستوحى من قصيدتين احداهما بعنوان البلبل والأخرى بعنوان الجلاد وقد كتبت جميع قصائد هذا الديوان، أثناء إقامتي في الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة، واستوحيت قصائده على شاطئ الخليج ومشاهدة السفن القديمة التي مازالت تقوم برحلات ما بين الإمارات والهند حيث حركات النوارس، التي أثارت مشاعري وأحاسيسي كشاعر وكأن القصائد قد كتبت نفسها بنفسها.
انتقلت إلى قصيدة التفعيلة
* تكتب قصائدك بالشعر الحر رغم أن بدايتك كانت مع الشعر العمودي فكيف جاءت هذه النقلة؟
* منذ ثلاثين عاماً وقد انتهيت من الشعر العمودي منذ الأربعينات حتى سنة 57 انتقلت إلى الشعر الحر المسمى بقصيدة التفعيلة إذ يتحقق فيه العنصر الدرامي الذي نفتقده في القصيدة العمودية وواكب هذا الانتقال التحول من الأغراض الشعرية القديمة إلى الرؤى الحديثة ومن الرومانسية إلى الواقعية وكل دواويني الـ 16 من شعر التفعيلة وليس الأخير فقط، فأنا لم أنشر أياً من القصائد التي سبق وكتبتها بالشعر العمودي وكان أول ديوان نشرته من وحي بورسعيد سنة 1957 مزيج من الشعر العمودي والشعر الحر، ثم توالت الأعمال ولم تتضمن من قصائد العمودية إلا ثلاث قصائد فقط ارتفع فيها الحس الغنائي، ولكنها كانت مقطوعات متعددة القوافي.
نقلة مكملة
* هل تعتبر هذين الديوانين نقلة جديدة في مشوارك الإبداعي؟
* بالفعل يعتبر نقلة مكملة للديوان السابق «سلة من محار» الذي كان بداية جديدة لي من حيث أني وضعت في ذهني مسبقاً تجربة كتابة القصيدة البرقية أو الومضة من حيث الشكل العام وليس التفاصيل لأن وضع تصور دقيق للتفاصيل وعلى سير نمط القصيدة سيحولها إلى نظم فقط وتكون خالية من أي معنى إبداعي يجعلها جسداً بلا روح، لذا فالشكل العام والصورة العامة هي أقصى ما يضعه المبدع في حياته عند كتابته وإقباله على الإبداع، فكانت محاولة للوصول إلى أقصى حالات الكثافة الشعورية وبأقل الكلمات ومحاولة أن انفذ إلى جوهر الأشياء بلغة بسيطة وصولاً للمعنى الذي ابتغيه، فجاء الديوانان اللذان نشرا مؤخراً وخاصة ديوان البلبل والجلاد الذي ضم 50 قصيدة معظمها قصائد قصيرة ومكثفة.
طريق الإبداع
* هل دراستك للحقوق وكونك ضابطاً سابقاً، واستاذا بالقانون الدولي ساعدك في طريقك للإبداع؟
* كنت أدرس بكلية الآداب في بادئ الأمر حيث اجتزت اختبارات على يد عميد الأدب العربي طه حسين والعلامة الكبير أحمد أمين وبعد مرور عام واحد على دراستي للآداب أردت دراسة الحقوق مع الآداب وبعد أن التحقت بالحقوق بالفعل ولكن صدر قرار بمنع الالتحاق بكليتين في الوقت نفسه فاخترت الحقوق وبعد التخرج التحقت بكلية الشرطة حيث عملت ضابطاً، وواصلت دراستي العليا في القانون وحصلت على الدكتوراة في القانون الدولي، وعملت على تنمية ميولي الأدبية التي ظهرت مبكراً، فكان الشعر يسكنني، ويعتبر الروح التي تسري في وجداني، أما القانون فقد استفدت من دراستي فهو ثقافة كبيرة بلا شك، وبعد فترة قدمت استقالتي من الشرطة لشعوري بأنها سلطة مكروهة من الناس، وعلى أثر تجربتي هذه أصدرت ديواناً كاملاً بعنوان «أحداق الجياد» وصحبه عنوان جانبي اعترافات الحارس السجين.. وبعدها تفرغت للإبداع الذي امتلك كل كياني.
شعر النثر
* ما رأيك في شعر النثر، ولم لا تحاول كتابته؟
* لكل أديب الحق في اختيار القالب الذي يصوغ فيه تجربته، بالاسلوب الذي يتماشى معه كأديب، أما عن شعر النثر فهو لم يأت من فراغ فكل نوع ابداعي له جذوره، فكان قبل الاسلام هناك ما يسمى بالسجع، الذي يقوم على تكثيف العبارة ثم تطور هذا النوع وأصبح يسمى بالنثر الفني وقد ورد في بعض كتابات الجاحظ والتوحيدي، وكذلك عند عبدالجبار التعزي في كتابة الخطابات والمواقف حيث بلغ الذروة فيه، ومع مرور الوقت تطور في كتابات جبران خليل جبران ومي زيادة ومصطفى صادق الرافعي وذلك من خلال كتابة «أوراق الورد» وفي مصر كان حسين عفيفي المحامي قد نشر باسم الشعر المنثور في الأربعينات، ولكن المشكلة أن الدخلاء والأدعياء أضعاف المواهب الحقيقية، يدخلون من باب شعر النثر، و 90 % منهم لا تمت بصلة إلى الشعر الحقيقي والإبداع.
أسمي الوجوه بأسمائها
* وماذا عن تجربتك في كتابة السيرة الذاتية وإلى أين وصلت؟
* بعد صدور الجزء الأول من سيرتي الذاتية بعنوان «اسمي الوجوه بأسمائها» هناك جزء ثان، واتناول من خلال الجزأين الأحداث والشخصيات التي عرفتها منذ طفولتي وشبابي وكافة مراحل حياتي حتى هذه اللحظة، وذلك من خلال أسلوب شعري حيث إنني لا استطيع التعبير بعيداً عن الشعر، حيث رؤيتي للأشياء من حولي لا تخلو من الطابع الشعري دائماً.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved