Sunday 4th August,200210902العددالأحد 25 ,جمادى الاولى 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

ذكرني فوك حماري أهلي ذكرني فوك حماري أهلي
أ.د. محمد بن سعد بن حسين

ما رجعت يوماً إلى مهمل أوراقي إلا وجدت فيما لم ينشر منها ما كان يجب أن ينشر، وأحسب هذا ليس من خصوصياتي، فكثيرون من الكاتبين تمر بهم هذه الحالات التي كثيراً ما مرت بي.
في هذا اليوم عدت إلى بعض هذه الأوراق فوجدت فيما وجدت حديثاً عن الهواتف وما أكثر ما أثارت الهواتف مشاعر الكاتبين وبخاصة حينما لا تكون العناية من المسؤولين عنها على قدر المسؤولية أو على الأقل غير المبالاة بما يحدث للمشتركين.
ومع أن مناسبة هذا الحديث قد مضت فإني أرى أنه ما يزال في نشرها شيء من فائدة.
وسأقدمها لك كما هي من غير تعديل ولا تبديل، كلما وجدت في أوراقي تافهاً ذكرني تافهاً مثله، فتذكرت هذا المثل «ذكرني فوك حماري أهلي».
وهذا هو سر استعمالي هذا العنوان في أكثر من مقالة، بل هي مقالتان وهذه ثالثتهما، فما هذه الثالثة؟
بالأمس طلب مني أحد اخواننا قصيدة معينة من شعري، فذهبت أبحث في أوراقي عنها، فكان مما قابلني قصيدة شكوت فيها من الهاتف الهوائي الذي اضطررت إليه عندما تأخر ايصال الخدمة الهاتفية إلى منزلي الجديد، وكان ذلك قبل سبع سنين، فتذكرت ما مر بي من ارباك سببه تغيير أرقام هواتف منزلي الذي كان سببه التغيير الذي طرأ على المقسم في حي النخيل وبعض من الأحياء الأخرى.
ولست أدري لِمَ صعب على الشركة وضع أحد الحلين الممكنين لهذه المشكلة وهما ادخال الأرقام الجديدة في الجهاز المرشد، أوادخالها في أجهزة الاستعلامات بل ما المانع من وجود الحلين معاً؟
لقد «ضاعت الطاسة» كما يقول المثل العامي. لم نعد ندري من نراجع ولا من نتحدث معه، ولا كيف نخبر الآخرين الذين أزعجهم الخياط والبقال وأزعجوهما بعد ما حولت لهما هواتفنا الثلاثة التي استبدلت بأرقام أخرى.
كنا إذا رفعنا شكوانا إلى وزارة وجدنا من يجيبنا ويعمل على حل المشكلة أو اعتذار على الأقل. أما اليوم فإن الشاكي «كصائح في مقبرة».
صحيح أننا رحمنا نوع رحمة بالهواتف المتنقلة «الجوال» لكن يبدو أنه ليس لنا بد من أن نتوجه إلى الأستاذ عبد الرحمن بن معمر لكي يكتب كتاباً عن حكايات الهواتف المستبدلة مثل ما كتب عن الممرضات والمضيفات والهواتف، لعل آذان الشركة تنفتح، وإن كنت في شك من هذا، ذلك أنها فيما يبدو أخذت بالمثل «اذن من طين واذن من عجين - والله المستعان-.
إن من يلي أمراً من أمور الناس ليس له بد من أن يكون حسن الرعاية لهذه الحقوق والاحتياجات.
والهواتف في زمننا هذا باتت ضرورة من الضرورات والشركة نفسها تعرف ذلك جيداً، بل إنها بحكم وظيفتها أكثر الناس معرفة بهذا، فكيف فرطت في هذه الأمانة؟ ألا يعنيها شيئاً سوى جبي الحصيلة التي باتت تبالغ فيها!
إن من يأخذ يجب أن يعطي، هكذا الحياة، إلا أن الشركة لم تفهم إلا جانباً واحدا هو الأخذ وكفى. كثيرون من الذين لم يعانوا من هذه المشكلة سوف يلقون على هذا القول ابتسامة ساخرة يعني «ابتسامة صفراء» كما يقولون. فهل ندعو عليهم بأن تغير الشركة أرقام هواتفهم؟ أظن أنها إليهم في الطريق.


غداً تصير لجزار وحداد
أو أن تصير لبقال وخياط
أو بائع لعبة أو عارض حطب
أو من يتاجر في صبغ وأمشاط
غداً تعاني كما عانيت جهلهموا
فاستبق لومك، أو كن خير محتاط
واعمل على حيلة تنجيك من تعب
يزجى بتفريط عزم أو بإفراط
كل يغني على ليلاه منتشياً
يشتاقها في حلى خز وأمراط
وأنت ليلاك هاتف عطلوه فما
ترجو سوى شكوة تمنى باحباط
لو أنها صدقت في الوعد ما تعبت
أرواحنا بين تعليل وأشراط
أحبابنا تعبوا والقوم قد لعبوا
أعمالهم أشبهت أقوال خراط
ماضر لو صدقوا في القول واتخذوا
حسن التصرف لاخبص بخلاط
هذا حديث كأقوال لهم «لبط»
فمن يجير وقد صرنا للبَّاط
أعني هواتفنا صارت ملخبطة
الله يجزي الأولى يوما بخباط

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved