سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة الأستاذ خالد بن حمد المالك الموقر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
اطلعت على ما نشر في جريدة الجزيرة العدد رقم «10881» يوم الأحد الرابع من جمادى الأولى للعام الحالي 1423هـ بقلم معالي اللواء المتقاعد الدكتور يوسف بن إبراهيم السلوم عضو مجلس الشورى بعنوان «تاريخ جامع الإمام فيصل بن تركي في ضرماء» تعقيباً على ما كتبه مندوب الجزيرة في ضرماء الأخ الأستاذ محمد المدبل.
ولقد فرحت أشد الفرح لقيام الدكتور يوسف السلوم بالكتابة عن بلدته التي تعاني من عقوق أبنائها، كيف لا وهي من أقدم البلدان النجدية بل من البلدان التاريخية من قبل العصر الجاهلي ولا يوجد عنها سوى كتاب واحد ألفه الدكتور عبدالعزيز القباني من سلسلة «هذه بلادي» بتكليف من الرئاسة العامة لرعاية الشباب ويغلب عليه الجانب الجغرافي بحكم التخصص للكاتب وطبيعة تلك السلسلة، وما عداه مقالات متفرقة يعجز الباحث أن يجدها، وأكل عليها الزمن وشرب، وذلك قبل عصر الإنترنت، بالرغم أن البلدة أنجبت ولا تزال تنجب من رجال الفكر والعلم وأصحاب الشهادات العليا من علية القوم وأصحاب المناصب العليا وأعضاء هيئات التدريس بالجامعات والمعاهد وفي جميع التخصصات ولاسيما التاريخ والجغرافيا، ومع هذا كله لم تعط حقها البتة.
ولقد أجاد الدكتور يوسف فيما طرحه وكما يقال بالمثل «لا عطر بعد عروس» إلا أنه توجد لديَّ بعض الملاحظات الواجب ذكرها للتاريخ، حيث الحديث عن التاريخ يجب أن يكون موثقا لكونه يبقى للزمن وللأجيال القادمة، وأجزم أن تلك الملاحظات ولا أقول أخطاء لم تكن مقصودة وهي كما يلي:
1- ورد أن بلدة ضرماء هي قاعدة محافظة ضرماء وللتصحيح محافظة ضرماء هي قاعة المنطقة حوض البطين أو ما يعرف قديما بوادي قرقرى.
2- قول الكاتب: إن الإمام تركي بن عبدالله في بداية حملته لاسترداد ملك آبائه وأجداده وتمهيدا لإعادة الدولة السعودية الثانية» يوحي للقارئ الكريم أن الدولة السعودية الثانية بدأت قبل هذا التاريخ، وللتصحيح أن الإمام الهمام تركي بن عبدالله آل سعود انطلق من بلدة ضرماء مؤسسا للدولة السعودية الثانية، وقد كانت ضرماء فأل خير وسعد عليه وقد عاد إليها وتزوج كما ذكر من أسرة الفقيه وأنجب ابنه الإمام فيصل بن تركي الذي يحمل اسمه الجامع الكبير بضرماء، تكفل بإعادة بنائه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود جزاه الله خير الجزاء.
3- قول الكاتب: إن قصر عائلة الفقيه يقع في وسط أحد بساتين النخيل يقال له الفرغ شمال غرب ضرماء، وللتصحيح قصر الفرغ المشهور والمشار إليه لأسرة آل عيسى وليس للفقهاء، حيث قصرهم في شمال ضرماء وهو ما يعرفه جميع سكان البلدة، وقصر الفرغ أشهر من نار على علم وأستغرب كيف تمر على الكاتب الذي أجزم أنه اعتمد على الذاكرة دون الرجوع لمرجع أو رواية من أهل البلدة من كبار السن؟ كما أن للقصر «قصر الفرغ» وصاحبه ابن عيسى مواقف معروفة الأول منها إبان غزو الجيش العثماني لضرماء والتجاء ثلاثة آلاف نفس من أهل ضرماء ومعهم مائة رجل من أهل الدرعية أمنوا على أنفسهم وأعراضهم وأموالهم وساروا إلى الدرعية فلما قدموها قام لهم أميرها عبدالله بن سعود، والموقفان اللذان تما فيه إبان إجلاء الحامية التركية وتأسيس الدولة السعودية الثانية على يد الإمام تركي بن عبدالله آل سعود الذي أقام فيه شهرا كاملاً منطلقا لاستعادة ملك آبائه وأجداده بعد تصفية أعدائه، وشفائه من إصابته.
4- عدم الاعتماد على المصادر التاريخية الأصيلة التي تعتبر مرجعاً بحق كتاريخ نجد المسمى روضة الأفكار والأفهام لمرتادي حال الإمام وتعداد غزوات ذوي الإسلام للعلامة حسين بن غنام، وعنوان المجد في تاريخ نجد للعلامة عثمان بن بشر، وتاريخ بعض الحوادث الواقعة في نجد للعلامة إبراهيم بن عيسى المكمل لما سبق، واقتصاره على مرجعين لا يعتد بهما تاريخياً حيث يصنفان من ضمن المراجع الجغرافية وبشهادة مؤلفيهما فضلا عن حداثتهما.
وأخيرا أكرر شكري للدكتور يوسف السلوم وأدعوه عبر هذا المنبر باستمرار الكتابة عن بلدته التي تعاني من هجران أبنائها وإليكم ما أنشده أحد شعرائها وهو حمد بن فلاج الفلاج قائلاً: