|
|
جاء في حديث أنس رضي الله عنه المتفق على صحته أنه قال: مرّوا بجنازة ، فأثنوا عليها خيراً فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «وجبت» ثم مروا بأخرى، فأثنوا عليها شراً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «وجبت» فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ما وجبت؟ قال: «هذا أثنيتم عليه خيراً، فوجبت له الجنة، وهذا اثنيتم عليه شراً فوجبت له النار، أنتم شهداء الله في الأرض». فمن هذا الهدي النبوي العظيم، سيكون حديثي في هذه العجالة عن امرأة صالحة فقدناها يوم أمس القريب قد اجتمعت فيها خصال خير كثيرة قل أن تجتمع في أحد من أهل هذا الزمان. ومن باب الوفاء لتلكم المرأة الصالحة فقد ارتأيت أن أورد بعضاً من صفاتها الخلقية التي ما اجتمعت في أمرئ الا أدخله الله بها الجنة رحمة منه وفضلاً. لقد عاشت الجوهرة بنت عبدالله بن محمد الناصر بضعة وثمانين عاماً قضتها في طاعة الله عز وجل والإحسان إلى خلقه كانت رحمها الله زوجة صالحة وأما رؤوما رؤروفاً، صادقة اللسان، بعيدة عن لغو الكلام، باسمة الوجه، لم يعهد عليها الكذب في الجد أو الهزل وهذه والله منقبة عظيمة وصفة جليلة عز وجودها في هذا الزمن إلا من الرجال الصادقين والنساء الصادقات، وقليل ما هم. يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: «إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقاً، وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا» متفق على صحته، ومن ذلكم أنها تميزت رحمها الله بلين الجانب وحسن الخلق وفي هذا يقول صلى الله عليه وسلم: «ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق» ولهذا فقد أحبها الناس القريب منهم والبعيد وهذه دلالة طيبة على قبول هذه المرأة عند الله كما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه «أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا أحب الله تعإلى العبد، نادى جبريل،: إن الله تعإلى يحب فلانا فأحبه، فيحبه جبريل، فينادي في أهل السماء: إن الله يحب فلاناً فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض» متفق على صحته. |
[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة] |