قرأت نص الرسالة التي بعث بها المحامي صلاح الحجيلان، والتي نشرتها جريدة الجزيرة في عددها 10894 الصادر في 17/5/1423هـ الموافق 27 يوليو 2002م منتقداً جريدة الجزيرة لنشرها مقالين عن الدعم المالي والمعنوي الذي يلقاه المفكر والجهبذ عبدالباري عطوان من أحبابه في الموساد الإسرائيلي ( وبالمناسبة لمن لا يعرف عبدالباري عطوان هو بياع كلام وشعوبي من الدرجة الأولى لا يفقه من أدبيات الصحافة والسياسة أي شيء ومن خلال علاقاته المشبوهة أصبح يرأس إحدى المجلات التي تصدر في لندن).
المهم إن الرسالة التي سطرها المحامي صلاح الحجيلان فاجأت الكثيرين وأنا واحد منهم، إذ كيف يسمح أحد أبناء هذا البلد العزيز لنفسه التطوع للدفاع عن شخص.... و.... مثل عبد الجنيه والدولار (عفواً عبدالباري) وهذا الأخير لا يترك شاردة ولا واردة إلا ويتهجم فيها على المملكة العربية السعودية فمرة ينتقد سياستها الخارجية ومرة ينتقد الأحكام القضائية فيها ومرة يتحدث عن حقوق الإنسان ويدعي زوراً وبهتاناً أن الحكومة السعودية لا تقيم للإنسان السعودي أي وزن ولا تلقي له بالاً.
فهل يعقل أن يخرج من بين صفنا شخص يطالب بإنصاف إنسان أعماه حقده وحسده على هذه البلاد عن أن يقول القول الصواب والصحيح. يطالب بعدم فضح وكشف حقيقة إنسان جاحد وناكر للجميل دائماً ما يتهجم على بلادنا العزيزة.
ولكن لا نستطيع إلا أن نقول لا حول ولا قوة إلا بالله.
ونظراً لأن الرسالة تحمل الكثير من الأفكار والمفاهيم التي تتناقض مع ما يجري على أرض الواقع أقول:
* انتقد الأستاذ المحامي التقريرين الذين نشرتهما جريدة الجزيرة في 29/3/1423هـ و30/3/1423هـ واللذين بينا علاقة ابن عطوان بالموساد الإسرائيلي وأذكر هنا بعض مما قاله (إن ذلك المقال قد حمل الكثير من التجاوزات التي وصلت إلى حد التشهير والقذف بدءاً من اتهامه بالعمالة لإسرائيل وخدمة الموساد إلى التشكيك في وطنيته).
ومن بعد ذلك أخذ المحامي يتحدث وبلغة الخبير والمفكر السياسي وبصيغة إنشائية بليغة عن أوضاع العالم الإسلامي بعد الحرب العالمية ضد الإرهاب حاثاً الصحفيين على نبذ الخلافات والبعد عن التناحر.
ولا أدري ماذا يقصد صلاح من انتقاده للجزيرة؟ فهل يريد منها أن تسكت عن نشر هذه الحقائق الصحيحة عن شخص حاقد لا يتورع عن انتقاد كل شيء في بلادنا الغالية من نظام الحكم إلى النظام القضائي إلى طبيعة المجتمع.
أما فيما يخص نصائحه الثمينة للصحافيين كان من الأولى على المحامي أن يوجه مثل هذا الكلام الإنشائي الجميل إلى صاحبه في لندن لا أن يوجهه لجريدة الجزيرة، كان من الواجب على المحامي ألا ينتقد جريدة الجزيرة لنشرها الحقائق التي تكشف عمالة ابن عطوان أو غيره ممن هم على شاكلته الذين يبيعون أوطانهم وأمتهم بحفنة قليلة من الدولارات البخسة.
ولكن... يا للأسف..!
* وبعد ذلك شرع المحامي صلاح الحجيلان يكيل عبارات المديح والثناء والإطراء على صاحبه ابن عطوان ومما قاله (ولعل هذا الأسلوب الهادي والعقلاني الذي اتبعه عطوان نهجاً له في التعامل مع أجهزة الإعلام الغربي، وهو الذي دعاها لفتح الباب أمامه لمخاطبة الرأي العام الأوروبي والعالمي) ثم يقول (اتسم خطابه الإعلامي بالصدق والشفافية مما هيأ له فرصة مواتية لتقديم الحقيقة) حتى يقول (وساهم بفاعلية في فرض احترام وجهة النظر العربية - طبعاً على وسائل الإعلام الغربية - وفي إقناعها بعدالة وبمنطق الخطاب الإعلامي العربي) انتهى..
إن من يقرأ هذا النص يعتقد لأول وهلة أن كاتبه لم يشاهد الجهبذ ابن عطوان على القنوات الفضائية وهو يتهجم وبكل وقاحة على بعض الدول العربية وبالذات السعودية، فأين العقلانية والشفافية التي تحدث عنها الكاتب في أحاديث ابن عطوان؟
وكيف يسمح المحامي لنفسه تبرئة هذا المشعوذ الذي يدعى عبد الدولار والاسترليني؟
أما بخصوص ما ذكره المحامي عن أن المذكور ابن عطوان ساهم بفاعلية في فرض احترام وجهة النظر العربية على وسائل الإعلام الغربية، فهذا ومع احترامي الشديد للكاتب كله هراء في هراء وقول يجافي الحقيقة ويا ليت الكاتب بين لنا القضية العربية التي ساهم المذكور في نصرتها وجلب التعاطف الغربي لها؟
* النقطة الثالثة التي أثارت إعجابي ودهشتي أن المحامي وبعد أن أبدى رأيه في صاحبه المفكر ابن عطوان أخذ يتحدث عن العدل والإنصاف ومحاسن المؤسسات الشرعية في السعودية إلخ...
بربكم ماذا فهمتم من هذا؟ أليس هذه دعوى تحريضية من المحامي الأسطورة لابن عطوان لكي يرفع دعوى في المحاكم ضد بلادنا؟ أليس هذه دعوى تحريضية من قبل المحامي الكبير لصاحبه في لندن لكي يرفع دعوى ضد إحدى صحفنا الموقرة؟ وإذا لم يكن هذا قصد المحامي صلاح فلماذا يتحدث عن مبادىء الشريعة الإسلامية التي هي دستور المحاكم في بلادنا؟
وهنا أقول للمحامي الكبير إن صاحبك في لندن لن يتجرأ على رفع دعوى قضائية ضد أحد لأنه يعلم وأنت كذلك أن ما جاء في التقارير الصحافية التي نشرتها جريدة الجزيرة هو صحيح ومثبت عليه، ولذلك لن يدخل في قضية خاسرة منذ البداية.
ولكن يا للأسف.. يا صلاح.
الأخ صلاح الحجيلان:
ساءني كما ساء الكثيرين غيري من القراء أن تجعل من قلمك أداة لتبرئة من يعادينا ويعادي بلادنا.
كم كنت أتمنى أن تبادر أنت شخصياً نظراً لخبرتك القانونية بالمطالبة بمحاكمة المذكور عبدالدولار نظير إساءاته الدائمة وانتقاداته الكاذبة ضد هذه الدولة الخيرة ولمعلوميتك يا صلاح إن هذه البلاد الطيبة لها أفضال كثيرة على من كتبت مقالك دفاعاً عنه، فهل يكون جزاؤها التهجم والسب والشتم؟ وما رأيك أنت بهذه الحالة؟ وما رأيك أنت بإنسان يجازي المحسن إليه بالإساءة والنكران؟
ومن أي أصناف البشر تعتبره؟
يا صلاح:
(حب الوطن من الإيمان).
قول مأثور أتمنى دائماً أن تضعه نصب عينيك..
وتقبل أطيب تحياتي..
{رّبَّنّا لا تٍزٌغً قٍلٍوبّنّا بّعًدّ إذً هّدّيًتّنّا} صدق الله العظيم.
فايز بن عايد الطريخم الهيئة العربية السعودية للمواصفات والمقاييس - الرياض |