Sunday 28th July,200210895العددالأحد 18 ,جمادى الاولى 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

أبا فهد جعل الله لكم في كل محنة منحة أبا فهد جعل الله لكم في كل محنة منحة
عبدالله بن عبدالرحمن المنيع

في عزائنا بالمصاب الجلل المتمثل في وفاة الأمير الشاب أحمد بن سلمان بن عبدالعزيز لا أجد أصدق من كلام رب العالمين افتتح به المقال وهو قوله تعالى: {فّإذّا جّّاءّ أّجّلٍهٍمً لا يّسًتّأًخٌرٍونّ سّاعّةْ وّلا يّسًتّقًدٌمٍونّ} وهو بحد ذاته أكبر عزاء وسلوى.
ولا أعظم من بشرى رب العالمين لعباده الصابرين القائل {وّبّشٌَرٌ الصَّابٌرٌينّ الذٌينّ إذّا أّّصّابّتًهٍم مٍَصٌيبّةِ قّالٍوا إنَّا لٌلَّهٌ وّإنَّا إلّيًهٌ رّاجٌعٍونّ أٍوًلّئٌكّ عّلّيًهٌمً صّلّوّاتِ مٌَن رَّبٌَهٌمً وّرّحًمّةِ وّأٍوًلّئٌكّ هٍمٍ پًمٍهًتّدٍونّ} وهذا أعظم وعد يؤمله المسلم ومن أصدق من الله قيلا..
ويؤكد هذا الصادق المصدوق في الحديث الذي يرويه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «ما منكن من امرأة تقدم ثلاثة من الولد إلا كانوا لها حجاباً من النار فقالت امرأة واثنين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم واثنين» متفق عليه.
إذا كانت هذه بعض النصوص من القرآن والسنة الواردة بالمصاب وصبره وتحمله على المصيبة فإنه يحق لنا ان نقول للمؤمن الصابر المحتسب صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز الذي فجع بأعظم مصيبة وهي فقدان ولدين في عام واحد.


نجمان قد غابا عن الأنظارِ
في ظرف عام حكمة القهارِ

نقول له بعد ان عزيناه وعزته الجموع من البشر: هنيئاً وعد الله ووعد رسوله لكم وهنيئاً لكم قوة الإيمان فلقد جاء في الحديث الصحيح: «إنما يبتلى المؤمنون حسب إيمانهم الأمثل فالأمثل» ونقول للكريمة المصونة الصابرة المحتسبة سلطانة بن تركي سليلة المجد وقرينة شقيق الفهد وأم الفهد نقول لها مثلما قلنا لبعلها: هنيئاً لكم ما توعدون من صدق الوعد بالجنة أما النجمان الدُّريَّان اللذان أَفَلا فهذا قدرهما ويومهما الذي دنا.


أزف الرحيل فأين منه المهربُ
والموت يَطلب والكرام المطلبُ

ولا شك ان موتهما عظيم وفراقهما جسيم فهو فراق ولا كالفراق


يا من أحس بابني اللذين هما
كالدُّرتين تشظّى عنهما الصدفُ
يا من أحس بابني اللذين هما
سمعي وطرفي فطرفي اليوم مختطفُ
يا من أحس بابني اللذين هما
مخ العظام فمخي اليوم مزدهفُ
من دل والهة حرى مفعجة
على عظيمين غابا إذ مضى السلفُ

فأسأل الله لهما الجنة والمغفرة والنجاة من النار وأن يستجيب دعوات الجموع الغفيرة التي مازالت تتوافد على منزل صاحب السمو الملكي الأمير سلمان رافعة أكف الضراعة وداعية لهما بالمغفرة أو تلك الداعية لهما بظهر الغيب وأما الزوجة الكريمة للفقيد الكريم أحمد بن سلمان سمو الأميرة لمياء فنسأل الله لها الثبات والعون فقد فجعت بعظيم ولكن ما عند الله للصابر أعظم ولها الحق شرعا ان تبكي لكن لا تنوح.


أربقي من دموعك واستفيقي
وصبراً إن أطقت ولن تطيقي

وكأني بها لو استنطقت لقالت:


وكنا كندمانيْ جذيمة حقبةً
من الدهر حتى قيل لن يتصدعا
وعشنا بخير في الحياة وقبلنا
أصاب المنايا رهط كسرى وتُبَّعا
فلما تفرقنا كأني وأحمداً
لطول اجتماع لم نَبِتْ ليلةً معا

أما ابنه فيصل وأخواته فأسأل الله أن ينبتهم نباتاً حسنا وأن يجعل فيهم الخير في رعاية الله ثم رعاية حانية من أب حان وأعمام كرام وأسأل الله للأبناء الكرام الثبات والصبر والسلوان ولا شك ان مصابهم عظيم ولكن عزاؤهم بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «ان لله تعالى في كل أثناء محنة منحة» أسأل الله الكريم بمنه وكرمه ألا يريهم مكروهاً وأن يديم نعمته على باقيهم إنه ولي ذلك والقادر عليه ولله ما أخذ ولله ما أعطى وكل شيء عنده بمقدار ولا نقول إلا ما يرضي ربنا.


قدر الإله وما قد شاءه فعلهْ
وما لشخص خيار إن دنا أجلهْ
إنا إلى الله إياب بأكملنا
لو طال فينا مقام حل مرتحلهْ
مات النبي وخير الصحب قد رحلوا
والحاكمون فما أغناهمو خولهْ
والنفس ليس لها علم بمنتظرٍ
تخطو خطاها وقد تعجز فلا تصلهْ
والمؤمنون بأمر الله إن قبلوا
فازوا بجنة خلد طيب نزلهْ
لذا نقول كما قد قال سيدنا
في موت فلذة كبد كان هو أمله
إنا إليك إلهَ الكون مرجعُنا
نرضى بما شاء رب الناس أو فعلهْ
ثم العزاء لمن بالموت قد رزئوا
فقد البنين مصاب مرهق ثقلهْ
نجمان قد أفلا في مدة حسبت
في ظرف عام فمن ذا كان يحتملهْ
سلمان سلطانة بشراكما بغدٍ
جنات خلد بنهر طيب غسلهْ
فيها نعيم يفوق الوصف من لبنٍ
وخمرة ورحيق طيب عسلهْ
هذا الجزاء لمن بالابن قد رزئوا
فآمنوا بقضاء محكم أجلهْ
فكيف باثنين وسط العين موقعهم
بل في سويدا قلوب الناس تشتملهْ
لا بالظنون ولكن قول سيدنا
قد صح عنه فبشرى زانه عملُهْ
وأسأل الله للاثنين مغفرةً
فهد وأحمد منْ غير الله أسألهْ

رحم الله الفقيد وأعظم أجر ذويه ومحبيه والله المستعان.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved