أسلمان تجري في الأنام المقادرُ
ومن عاش في الدنيا احتوته المقابرُ
ومن يرضى بالأقدار ترتاح نفسه
ينال رضاً ما خاب في الناس صابرُ
وأنت أبو الأمجاد بالفعل دائماً
وبالقول يا سلمان لله شاكرُ
صبوراً على البلواء والوجه باسمٌ
شكوراً على السراء واللسن ذاكرُ
وأنت أبا فهدٍ تلقيت صدمة
على صدمةٍ كبرى فأجرك ظاهرُ
وما الصبر إلا عند أول صدمةٍ
فيصبُر فُيها والمنون كواشرُ
ويبلو إله العالمين عبادهُ
فيشكره أهل النهى والبصائرُ
فان كان في فهد عزاء رأيتمو
أتاك جموع الناس بدو وحاضرُ
فإن شقيق الفهد أحمد جرحهُ
بكل قلوب الناس فالجرح غائرُ
وهذا من الرحمن فضل عليكمو
بحيث توارى في الحياة أكابرُ
أكابر في الإحسان والخير والنهى
وأفعالهم ترنو إليها البصائرُ
فيعظم أجر في الحياة على الدنا
ويكبر فضل يوم تبلى السرائرُ
ويأتيك أجر الصابرين بلحظةٍ
يكون بلوغ القلب فيها الحناجرُ
وما هذه الدنيا تدوم لأهلها
وليس بما فيها تسرُّ النواظرُ
ولكن ما يبقى هو الذكر والثناء
تردده دوماً علينا الحناجرُ
وأنتم بنو صقر الجزيرة دائماً
تهشون وجهاً والمواضي بواترُ
وصبركمو قد علم الصبر فضله
فنلتم مكاناً لم تطله الخواطرُ
وكل على الغبراء يعرف عزمكم
على كل صعبٍ والرضا فيك ظاهرُ
فأحمد يا سلمان فيه عزاؤنا
من القلب مبعوث حوته الضمائرُ
إليك أيا شيخ المكارم والعلا
ويا من لمظلوم مآب وناصرُ
ويعلم ربي أن فرقاه حرقة
كجمر الغضا اذ قد حوته المجامرُ
نشاطركم ضراءكم في مصابكمْ
ويشهد ربي ماحوته السرائر
أزفُّ عزائي يا عظيماً لأمه
وأسرته أقيالنا والأصاغرُ
وليس صغارا في مقام وإنما
بسنٍّ على الغبراء دوماً أكابرُ
وفيهم قريضي يحلو إن قلت منشداً
لأني بهم دوماً وفيهم أفاخرُ
وأسأل ربي للفقيد مكانةً
بجنات عدن زيّنتها المنابرُ
منابر نور قد علتها سنادسٌ
قوائمها قد نضّدتها الجواهرُ
نعيم بها لم يحص عداً ولا رأت
بما حل فيها من نعيم نواظرُ
ويحفظ رب العرش إخوان أحمدٍ
يجنبهم من كل ماهو جائرُ
ويجعلهم ذخراً لكم في حياتكم
تقربهم أمٌّ وأهلٌ عشائرُ
وصلى إله الكون دوماً على الذي
ببعثته عم الهدى والبشائرُ