Saturday 27th July,200210894العددالسبت 17 ,جمادى الاولى 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

بعد اختتام اختبارات التقويم.. د. القاطعي رئيس وحدة القياس لـ«الجزيرة»: بعد اختتام اختبارات التقويم.. د. القاطعي رئيس وحدة القياس لـ«الجزيرة»:
قياس قدرات الطلبة استغلال للطاقات لخدمة المجتمع
مركز القياس يقلل من معاناة الطلبة ويضمن استقرارهم ويتيح لهم التقدم لأكثر من جامعة

* الرياض - ظافر القحطاني:
اختتم المركز الوطني للقياس والتقويم في التعليم العالي قبل فترة وجيزة الاختبارات التي قدمها لخريجي الثانوية العامة في ثلاثة عشر مركزاً في كل من الرياض، جدة، الظهران، مكة المكرمة، الأحساء، الطائف، أبها، المدينة المنورة، القصيم، الباحة، تبوك، حائل وحفرالباطن. وتعد هذه الاختبارات هي الانطلاقة الأولى للمركز الوطني الذي سوف يقدم في السنوات القادمة اختبارات القدرات والاختبارات التحصيلية لجميع خريجي الثانوية العامة في المملكة بنين وبنات، باعتبارها أحد الشروط الأساسية لقبول الطلاب في الجامعات السعودية وبعض الكليات المتخصصة.
ولأهمية هذه الاختبارات لأفراد المجتمع السعودي الذي أغلبه من فئة الشباب ويطمح لتكملة مسيرة تعليمه الجامعي، التقت «الجزيرة» الدكتور عبدالله بن علي القاطعي رئيس وحدة القياس والاختبارات في المركز الوطني للقياس والتقويم في التعليم العالي، وطرحت عليه بعض التساؤلات فيما يتعلق بهذه الاختبارات.
* هل لهذه الاختبارات فائدة تنعكس على المجتمع، وما الهدف من استحداث مثل هذه الاختبارات؟
- الهدف من هذه الاختبارات ببساطة هو زيادة فرص الاختيار الدقيق وتوفير مؤشرات اضافية لتتمكن المؤسسات التعليمية المختلفة من الاختيار الأمثل، ولتزيد فرص الطلبة الذين لم تكن درجاتهم في الثانوية العامة عالية مع انهم يتمتعون بقدرات عقلية عالية. ويمكن الاستطراد هنا وتوضيح هذه النقطة بأمثلة عملية. فنحن نعلم ان الهدف من اختبار الثانوية العامة ليس تحديد من يحق له الالتحاق بالجامعة، بقدرما يهدف الى التنويه باستيفاء المستلزمات الأساسية لمرحلة التعليم الأساسي، لذا فدرجات الثانوية العامة ليست معيارا دقيقا لاختيار طلبة الجامعة. بيد أنها استخدمت في السنوات الماضية لعدم وجود معايير أخرى قادرة على اختيار من يمكنه النجاح في المرحلة الجامعية. ومن عيوب الاعتماد على هذه الدرجة انه قد يقبل شخص غير مناسب للتعليم الجامعي، وقد يرفض شخص له فرص عالية للنجاح والابداع انه قد يقبل شخص غير مناسب للتعليم الجامعي، وقد يرفض شخص له فرص عالية للنجاح والابداع في التعليم الجامعي. ومن الأمثلة العملية التي شدت انتباهي قبل عدد من الأيام خبر عن طالب نال العديد من الشهادات التقديرية، وتم تصنيفه على انه من المبدعين، إلا ان درجته المتدنية نوعا ما «كانت في حدود 87%» لم تمكنه من الالتحاق بالجامعة في المجال الذي يرغبه مما اضطر والدته لابتعاثه على نفقتها الى الخارج. هذه الحالة والحالات المماثلة لها ستستفيد من مثل هذا الاختبار نظرا لكونه يركز على القدرات اللازمة للنجاح في الدراسة الجامعية.
** كيف تتوقع انعكاس هذه المسيرة على التعليم الجامعي والمجتمع، وخاصة في عملية القبول التي تواجه طلبا متزايدا من المجتمع مع ازدياد عدد الخريجين من الثانوية العامة؟
- اعتقد انها ستزيد من فرص التعليم الجامعي وستزيد من فعاليته، فالطلبة سيكون لديهم أكثر من فرصة للتعبير عن مستواهم الحقيقي، إذ بامكان الطالب ان يدخل الاختبار أكثر من مرة، فإذا لم يحالفه الحظ في احدى المرات فلديه فرص أخرى، كما ان انعكاس مثل هذه الاختبارات على التعليم العام في بلدان كثيرة كان جيدا إذ أصبح التنافس بين مؤسسات التعليم دون الجامعي على التعليم الذي يركز على تنمية القدرات العقلية، وهذا ما نتوخاه، وهذا ما نلمسه في بعض المدارس الثانوية في الآونة الأخيرة، حيث نسمع عن تطبيق برامج لتنمية مهارات التفكير في بعض المقررات الدراسية. كما ان اختيار الطلبة الذين يكون لديهم فرص عالية للنجاح في المرحلة الجامعية سيقلل الهدر التربوي، وبالتالي سيزيد من فعالية التعليم الجامعي، وهذا بدوره يجعل الطلبة يتخرجون في المدة المحددة، وبالتالي نضمن وجود مقاعد كافية لخريجي الثانوية الجدد. وهذا يعني ان الطاقة الاستيعابية في المرحلة الجامعية ستكون أكثر فعالية من ذي قبل.
والحقيقة ان قياس القدرات لا يخلو من كونه استغلالا أمثل لطاقات أبنائنا الطلبة لما فيه صالح المجتمع والأمة، وسباق مع الزمن لاحتلال موقع في هذا العالم المتسارع النمو. لذا فإن رسالة المركز ستنجح عندما يتوفر عنصران أساسيان هما: الايمان برسالته والحاجة اليه من قبل المجتمع والقائمين على التعليم وتوفير الدعم المادي والفني للمركز ليقوم بما أسند اليه من مهام.
* كيف تنظر لدور اختبارات القياس في تحقيق العدل والمساواة في عملية القبول بالجامعات؟
- يطمح المتقدمون للالتحاق بأي مؤسسة تعليمية ان تتم اجراءات القبول وفق أسس عادلة. وأعتقد ان أفضل ما يحقق العدالة هو استخدام الوسائل الموضوعية، وحين نستخدم وسيلة واحدة فإن العدالة سوف لا تكون مماثلة لها عند استخدام أكثر من وسيلة. ونظراً لكون الاختبارات تتحلى بمواصفات موضوعية، ولكونها تطبق على جميع الطلاب، ونظراً لأنها ستضيف معلومات جديدة لمتخذي القرار فإنني أعتقد أنها ستساهم في تحقيق العدالة والمساواة. ونتوقع ان يكون له مردود على التعليم بشكل عام سواء على مستوى التعليم العالي أو التعليم العام، وربما سيصبح نقطة تحول في اعداد أبنائنا للمستقبل، وما نتمناه هو ان يستثير أساليب التعليم المبنية على التفكير وليس التلقين فحسب، فنحن بحاجة الى تنمية ملكات التفكير كما نحن بحاجة الى تنمية ملكات الحفظ.
* يرى بعض الطلاب ان هذه الاختبارات هي في الأصل عبء آخر لالتحاقهم بالتعليم الجامعي، فهل من الممكن ان تشرحوا لنا كيف سيخدم هذا التوجه الجديد الطلاب؟
- أعتقد ان التوجه الجديد هو في المقام الأول لخدمة الطالب، وأسرته، فنحن نعلم ان كل جامعة من الجامعات لديها اختباراتها الخاصة بها، وبالتالي فإن الطالب لكي يكون لديه فرص كثيرة للقبول عليه ان يدخل أكثر من اختبار في أكثر من جامعة. وعندما نعلم ان الراحة النفسية والاستقرار يؤثران على الأداء، فإن احتمالية الأداء المرتفع ستقل عندما يكون ذهن الطالب مشغولا بأكثر من اختبار في جامعات مختلفة. وقد يؤدي ذلك الى نتائج عكسية لاقدر الله. لذا فإن المركز سيقلل من معاناة الطلبة وسيذهب اليهم في الأماكن التي ينتمون اليها ليضمن الراحة والاستقرار النفسي لهم، وليجعلهم يقدمون اختبارا واحداً يتيح لهم التقدم لأكثر من جامعة، وفي المستقبل القريب سيقدم الاختبار أثناء العام الدراسي بحيث يتاح للطالب التقدم أكثر من مرة إذا لم يكن مستواه مرتفعا.
* ما دور الاختبارات في مساعدة الطلاب على اختيار تخصصاتهم الجامعية؟
- هناك العديد من الاختبارات التصنيفية القائمة على تحديد المهارات اللازمة للنجاح في مجال معين، ومدى الرغبة في ذلك المجال، بمعنى ان هذه الاختبارات والمقاييس المصاحبة تحاول ان تختار الشخص المناسب من حيث المستوى، والرغبة، وهذا ما سيحاول المركز تقديمه في السنوات القادمة ان شاء الله.
* ما امكانية استفادة الجهات الأخرى من خدمات المركز، خاصة ان هذا النوع من الاختبارات تحتاجه بعض القطاعات في التعرف على قدرات منسوبيها؟
- أعتقد ان رسالة المركز غير محصورة في اختبارات القدرات العامة المستخدمة للتقدم للجامعات، فهو سيكون بإذن الله مصدر اشعاع لمسيرة القياس في المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربي، فالمؤسسات الحكومية والخاصة التي لديها الرغبة في زيادة فعالياتها، واختيار الأشخاص المناسبين سيكون للمركز اسهام جيد في تحقيق رغباتهم. كما انه سيوفر على هذه المؤسسات الشيء الكثير حين يتم اختيار الأشخاص المناسبين لشرائح العمل المتخصصة.
* لعله من المفروغ منه القول بأنه من أهم الاعتبارات التي أخذ بها في عملية اختيار ووضع الأسئلة في اختبارات القدرات هو فعاليتها في كشف الفروق الفردية بين الطلبة. هل لكم ان تشرحوا لنا ما الأسس والاعتبارات الأخرى التي تم الأخذ بها عند وضع واختيار أسئلة القدرات؟
- أسئلة القدرات الفعلية لها وظائف محددة، فهي تقيس قدرة الشخص في جانب معين، هذا الجانب قد يكون لغوياً أو كمياً أو مكانياً.. الخ. لكن من خلال استعراض التجارب العالمية وجد ان القدرات اللغوية والكمية هي أفضل القدرات التي يمكن ان تحدد امكانية النجاح في الدراسة الجامعية. لذا، اعتمدت هاتان القدرتان كأسس للاختبار. بناء على ذلك فإن الأسئلة ينبغي ان تعكس هاتين القدرتين. ولضمان جود الاختبار فإننا حددنا معيارين لقبول السؤال: احدهما ان يقيس وظيفة عقلية مرتبطة ببعد واحد من الأبعاد المشار اليها أعلاه، والثاني: ان يتحلى بمواصفات السؤال الجيد.
والحقيقة ان المركز يقوم باعداد الاختبارات وفق المعايير المتفق عليها عالميا في هذا المجال. ونظراً لكون المركز اطلع على التجارب العالمية وتفاعل معها. ونظراً لكون اللجنة العلمية فيه تضم خبرات مؤهلة في مجال اعداد الاختبارات ومؤمنة برسالة المركز، فإنني أعتقد ان المركز لديه القدرة على تنفيذ هذا النوع من الاختبارات.
* من دون تحيز، كيف تقيمون مستوى أسئلة القدرات خاصة في ظل حداثة التجربة؟ وهل أجريت دراسات مسحية محلية للوقوف على ملائمة أسئلة القدرات لطبيعة فكرة وميول واستيعاب وثقافة الطالب السعودي، والتي تكاد تكون في بعض الأحيان ذات طابع خصوصي؟
- هناك خطوات علمية محددة يتم اتباعها في الحكم على جودة الأسئلة، والاختبار الذي سيقدم هذا الصيف تم البدء في اعداده من شهر رجب المنصرم فقد مر بخطوات عديدة منها عقد ورشة عمل لكتبة الأسئلة، وتحكيم الأسئلة من لجان تضم كل لجنة ثلاثة أشخاص من ذوي الاختصاص في التعليم الجامعي، وكذلك تجريب الأسئلة على عينة من طلبة المرحلة الثانوية ضمت حوالي 870 طالبا.
وقد كان الهدف من هذه الخطوات ان تختار الأسئلة التي تكون صعوبتها معقولة، وقدرتها على التمييز بين الأشخاص عالية، وخالية من التحيز.
* وهل تم استشارة بعض من الجهات والمراكز الخارجية المشابهة عند العمل على اعداد وتقويم أسئلة القدرات؟ وهل كان هناك رجوع الى بعض التجارب المماثلة؟
- الاستفادة من التجارب العالمية مهمة إذ قمنا بزيارة لأهم مركز متخصص في اعداد وتطبيق الاختبارات في الولايات المتحدة الأمريكية وهو مركز خدمات الاختبارات التربوي «ETS» فكانت لنا فرصة ان نطلع عن كثب على هذه التجربة بكل تفاصيلها ولمدة عشرة أيام.
والحقيقة ان هناك تجارب في جامعة الكويت والجامعة الأردنية، على الرغم من ان تجربة الجامعة الكويتية أكثر نضجا من تجربة الجامعة الأردنية. أما على المستوى المحلي، فإن تجربة جامعة الملك فهد للبترول والمعادن تستحق التقدير والاعجاب نظرا لاعتمادها على فلسفة علمية سليمة.
وقد عمل المركز على الاستفادة من هذه التجارب بقدر المستطاع، فاستضفنا وفداً أردنياً من الجامعة الأردنية، حيث استمعنا لما لديهم من خبرات في هذا المجال. إلا ان التجربة الحقيقية التي استفدنا منها وبنينا عليها هي تجربة جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، حيث ان هذه التجربة تميزت بعدة أمور، هي النهج العلمي في بناء وتطبيق الاختبارات، والخصوصية الثقافية لمجتمعنا، حيث نجد اختبارات جامعة الملك فهد للبترول والمعادن تعكس البيئة المحلية والرصانة العلمية.
وقد يكون من المناسب ان نشيد بدعم جامعة الملك فهد للبترول والمعادن للمركز، ونقدم الشكر لمعالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور عبدالعزيز الدخيل على دعمه المادي والمعنوي للمركز.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved