Wednesday 24th July,200210891العددالاربعاء 14 ,جمادى الاولى 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

إليك يا سلمان.. إليك يا سلمان..
رشاد بن سعيد هارون

إلى من مسح دموع الملايين وواسى المكلومين ووقف بجانب المحرومين، إلي من علمنا الصبر والاحتساب إلى الله تعالى واللجوء إليه في الشدائد والثبات في المحن، إلى من كان بيننا وفينا ومنا في البأساء والضراء، نقولها والألم يعتصر أفئدتنا وقلوبنا تنفطر حزناً وألماً، اصبر وما صبرك إلا بالله نقولها ونحن نعلم علم اليقين أنك إنسان قوي الإيمان والعزمية إيمانك بالله قوي لا يتزعزع في مدرستك وعلى أياديك البيضاء تعلمنا منك رباطة الجأش والثبات في الملمات، ولكننا لا نلومك ان حزنت فالمصاب عظيم والخطب جلل، وهل أعز من الولد ولكنها مشيئة الله وإرادته، فطوبى لمن صبر واحتسب، وإن شاء الله انك من الصابرين ولكننا نلتمس لك ألف عذر وعذر وأنت صاحب الحس المرهف والمشاعر الشفافة والقلب الحنون وقبل هذا وذلك فأنت بشر والفراق مر ومرير، وهل هناك أقسى من الفراق، وهل هناك ما هو أشد وقعاً على النفس من فقد الأحباب.. ولكن المؤمن مبتلى، فطوبى لمن ثبت وصبر وهو ما عهدناه عنك كالطود الشامخ، إيمانك بالله راسخ تنطلق في حركاتك وسكناتك من إيمانك العميق بأن الحياة لا تسير على وتيرة واحدة، وأنت خير من عاش تجربة الحياة وخاض غمارها بحلوها ومرها، إنها تعطي وتأخذ، وهذه سنة الله في خلقه منذ أن خلق آدم عليه السلام إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ولنا في أنبياء الله أسوة حسنة.
إن قلوبنا ترفرف في صدورنا حزناً وكمداً على فقدان الأمير أحمد الذي خدم بلاده وأمته ودينه حتى آخر لحظة من عمره وكان امتدادا لكم وفيّاً يحفظ العهد، إن ما كل ما يكدر سموكم يكدرنا ومصيبة الموت من أكبر المصائب لا يملك المرء إزائها إلا اللجوء إلى الله الذي لا ملجأ ولا منجا منه إلا إليه فسبحانه تبارك وتعالى.
إنني في هذا المقام أرفع إلى سموكم خالص التعازي القلبية ودعواتي المخلصة إلى الله تعالى أن يربط على قلوبكم ويأخذ بناصيتكم ويلهمكم الصبر، قلوبنا وجوارحنا معكم يا أميرنا المحبوب، نشاطرك ما أنت فيه ونتمنى لو استعطنا أن نخفف عنك ولكن هذا قضاء الله وقدره وإنني على ثقة تامة أنه برحمة من الله وبدعاء أهلك وأحبائك في مشارق الأرض ومغاربها سيلهمك الله الصبر والسكينة ويحسن عزاءك ويمدك بعونه وتوفيقه.
والله أسأل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ورضوانه وأن يتجاوز عنه ويسكنه فسيح جناته وأن يعوضك خيراً ويبارك لك في أبنائك وأحفادك ويجعلهم فروعاً طيبة لهذه الشجرة الظليلة ويحفظهم من كل سوء أو مكروه، ويمن عليكم بالصحة والعافية لتظل سلمان الإنسان تقيم للخير صروحاً وتمضي في دورب البر، ونحمد الله الذي جعل رصيدك فوق كل رصيد انه في عمل الخير كبير وفي محبتك التي تتربع في قلوب الناس.
{إنَّا لٌلَّهٌ وّإنَّا إلّيًهٌ رّاجٌعٍونّ}

مدير عام مركز الأمير سلمان الاجتماعي

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved