* القاهرة مكتب الجزيرة ريم الحسيني عثمان أنور:
فيما يبدو انها المحاولات الأخيرة لاستعادة وضعيته وتأثيره في الشارع الإسرائيلي بدأ حزب العمل تحركات مكثفة في الفترة الماضية باتجاه مصر بدعوى حل النزاع في الشرق الأوسط، وقدم مسؤولون في حزب العمل الإسرائيلي ما وصفوه بخطة سلام لحل النزاع وهو الأمر الذي أعلنه أحمد ماهر وزير الخارجية المصري أثناء زيارة افراييم سينيه وزير النقل الإسرائيلي للقاهرة مؤخراً حيث التقى اسامة الباز المستشار السياسي للرئيس مبارك.
وتبع سينيه زيارة ابرهام بورج رئيس الكنيست الإسرائيلي حيث التقى الباز والدكتور فتحي سرور وجاءت زيارة كل من سينيه وبورج قبل زيارة بن اليعاذر وزير الدفاع الإسرائيلي ولقائه الرئيس حسني مبارك بالاسكندرية وذلك في سياق الحوارات التي فتحها حزب العمل مع القاهرة.
ومن المعروف ان ابن اليعاذر تمكن خلال مؤتمر حزبه الذي عقد في بداية الشهر الحالي من الحصول على اعتماد المؤتمر لبرنامجه من اجل السلام الذي ينص على تفكيك مستوطنات في الضفة الغربية واقامة سياج أمني فاصل بين الضفة الغربية وإسرائيل بدأ بناؤه في شهر يونيو الماضي، غير ان المراقبين يتشككون في هذا البرنامج ويعزون كل ذلك إلى استعادة حزب العمل للثقة التي فقدها في الشارع الإسرائيلي من أجل الانتخابات المقبلة.
ويزيد من التشكك في تحركات حزب العمل انها تأتي بعد اجتماعات لجنة المبادرة العربية والتي أكد فيها وزراء الخارجية العرب ان المبادرة العربية للسلام هي المرجعية لأي تحرك نحو إقرار السلام في المنطقة كحل عربي شامل وعادل اقراراً للحقوق والثوابت العربية وعدم قبول أي إطار آخر للسلام في الشرق الأوسط بديلاً عن المبادرة العربية التي أكدتها قمة بيروت الأخيرة لتكون المبادرة العربية هي التي تحدد الشروط العربية للسلام والتي تنحصر في دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية والانسحاب الإسرائيلي من الأراضي العربية المحتلة في حدود 4 يونيو 1967 وحل مشكلة اللاجئين والقدس، كما تتكثف ظلال الشك على تحركات حزب العمل في ظل ما شهده الحزب في الفترة الماضية من انشقاقات وانقسامات داخلية وهبوط كبير في نسبة شعبيته في الشارع الإسرائيلي.
وكان حزب العمل قد عقد مؤتمراً في 2 يوليو الحالي ومني هذا المؤتمر بالفشل حيث قاد ابن اليعاذر جبهة الصقور ودعا للبقاء في الحكومة في مقابل الدعوات التي نادت بالانسحاب واسقاط حكومة شارون، وأمام هذه الانشقاقات أكد العديد من المراقبين ان حزب العمل وهو الذي أسس دولة إسرائيل لن يشكل أي خطورة أو تأثيراً في حكومة شارون بل ان شارون أصبح هو الذي يمن عليهم ويحتويهم في حكومتهم.
كما يرى آخرون ان حزب العمل أفلس في الشارع السياسي الإسرائيلي لأنه ليس لديه أي برنامج سياسي يواجه به اليمين وليس لديه القوة السياسية الكافية لكي يطرح بديلاً كما ان حزب العمل جزء من سياسة الحكومة الإسرائيلية القائمة ويتحمل مسؤولية أساسية بما وصلت إليه الأوضاع فهو صاحب الرأي القائل انه لا يوجد تاريخ فلسطيني.
يبقى ان خطة السلام التي طرحها مسؤولون في حزب العمل في تحركاتهم المكثفة خلال الأيام الماضية مجرد شراك ودعوى زائفة وتضييع للوقت فليس أمام حزب العمل إلا حكومة شارون كما ان ابن اليعاذر يريد حسم مسألة زعامته للحزب وهو وزير وإذا خرج من الحكومة حالياً تقل فرصته لحسم موضوع الرئاسة، إضافة إلى ان ابن اليعاذر يقود التيار الذي يرى في البقاء داخل حكومة شارون ميزة، ويرى هذا التيار ان هناك الكثير من الأمور يجب ان تتخذ ضد الفلسطينيين ولم يتم اتخاذها حتى الآن وان السور الواقي الذي يتم بناؤه حالياً يتم بفضل ابن اليعاذر أما التيار الثاني فهو الأضعف تأثيراً ويعتقد ان وجود حزب العمل في الحكومة انقص من شعبيته واضعف تأثيره على الرغم من تأييده لبناء السور الأمني ويريد الخروج من الحكومة قبيل الانتخابات لاستعادة شعبيته وتأثيره في الشارع الإسرائيلي وبين التيارين هناك من يقف موقف المتفرج غير ان الكل داخل حزب العمل يرى الأمور من زاوية مصلحته الانتخابية الخاصة.
ويرى المراقبون انه لا فارق بين حزب العمل والليكود فكلاهما وجهان لعملة واحدة وهي الكيان الإسرائيلي المحتل والذي يعمل لصالح إسرائيل وفق مخططات ومحددات مرسومة سلفاً والاختلاف فقط في التفاصيل وكيفية التنفيذ والوصول للأهداف.
|