الحمد لله القائل في محكم التنزيل {وّبّشٌَرٌ پصَّابٌرٌينّ پَّذٌينّ إذّا أّّصّابّتًهٍم مٍَصٌيبّةِ قّالٍوا إنَّا لٌلَّهٌ وّإنَّا إلّيًهٌ رّاجٌعٍونّ} [البقرة: 155 ـ 156] والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
إن الموت سنة الله في خلقه ولن تجد لسنة الله تبديلا، والموت والحياة خلقهما الله على جميع عباده وذلك لحكمة كبرى ذكرها الله في كتابه الكريم ليبلوهم أيهم أحسن عملا فمن أحسن فلنفسه ومن أساء فلها، ولعلي أخي القارىء الكريم بدأت بهذه السطور لأخفف وطأة الحزن وعظم المصاب الجلل الذي خيم على مدينة بيشة، ففي صباح الاثنين غُرة ربيع الأول عام 1423هـ فقدت المدينة أحد رجالاتها المخصلين الأوفياء ذوي البذل والعطاء ذلكم هو الشيخ عبيد بن غرم آل ملحان لقد رحلت نفسه إلى بارئها بهدوء في غسق الليل كما هي أخلاقه وعطاؤه وكرمه وقد وجدت نفسي لا شعوريا أكتب هذه السطور وثمة مساحة واسعة في قلبي ينهشها الحزن وألم الفراق تكن لهذا الفقيد الحب والتقدير.. لقد عانى المرض فكان أشد احتساباً وصبراً فأسأل الله أن يكتب له أجر احتسابه وصبره، ولقد كان هذا المصاب جللا على أهله وذويه ومحبيه وجيرانه وعلى كل يتيم فقد أباه وكل أرملة فقدت زوجها وكل ضعيف وسائل ومحتاج، فكم من أسرة تذكر لهذا الرجل معروفه ومواقفه المشرفة وإني أعلم كما يعلم الجميع أن هناك بيوت يدعمها بالمال ويرسم على شفاهها بسمة الأمل ويخفف عليها ألم فراق عائلها فسيذكره كل طفل رسم على شفتيه البسمة وهذا غيض من فيض فمواقف هذا الرجل في مجالات الخير متعددة ولا حصر لها ولعليّ أبرز اهمها عضويته للجنة أصدقاء الصحة في مركز صحي نمران وعضويته في الجمعية الخيرية ولا يكاد مشروع من مشاريع الخير إلا وتجد هذا الفقيد في مقدمة المتبرعين والداعمين بالمال والرأي ولا يدخر وسعا في تقديم العون والمساعدة في سبيل إنجاحه توج ذلك طيبه وكرمه وعطفه ودماثة أخلاقه ووفاؤه وعطفه ورحابة صدره ومشاركته الناس في افراحهم وأحزانهم ولم شملهم وتفقد أحوالهم، فحق لنا أن نبكيك جمعيا وأن تلهج ألسنتنا بالدعاء فلن تغيب عنا وستظل في قلوبنا، ولا أخفي أنني شعرت بالغبطة عندما رأيت قوافل المعزين تتوافد على منزله العامر معبرين عن حزنهم العميق لفراقه داعين أن يتغمده الله بواسع رحمته، فهذا دليل على محبة الناس الفائقة له، فعلا فهو يستحق كل هذا وأكثر، ان عزاءنا فيه ما تركه في أبنائه من الخصال الحميدة والتربية الصالحة ولا يخالجني شك أنهم على خطاة سائرون فقد ترك لهم ورسخ فيهم السمعة الحسنة والتواضع الجم. وأقول لأسرة آل ملحان هذه الأسرة العريقة المباركة إن المصاب مصابنا جميعا وإن الألم يعتصرنا ووفاته تركت في نفوسنا أحزانا وفي قلوبنا حسرات ولا أملك إلا ان اتقدم بأحر التعازي وأصدق المواساة لكافة الأسرة ولكل محبيه، وأدعو الله ان يتغمده بواسع رحمته وأن يشمله بفيض مغفرته وأن ينزل شآبيب الرحمة على قبره وأن يسكنه فسيح جناته وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان وأن يعوضنا فيه خيرا. والحمد لله على قضائه وقدره.
|