Friday 12th July,200210879العددالجمعة 2 ,جمادى الاولى 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

جهود ناقصة لحل المشكلة لم تحقق نتائج ملموسة حتى الآن جهود ناقصة لحل المشكلة لم تحقق نتائج ملموسة حتى الآن
أحياء الطائف تعاني من حصار السيول

* الطائف عليان آل سعدان
لو حصرنا ما أنفق على عملية تطوير مدينة الطائف فلا شك أننا سوف نتجاوز خانة المليارات بكثير وبرغم حجم هذا الإنفاق الكبير وخاصة ما قدمته بلدية الطائف من سفلتة في الشوارع وأرصفة وإنارة وتشجير وإنشاء كباري وجسور وحدائق ومنتزهات فلا زال سكانها يعانون كثيراً عندما تتعرض مدينتهم لهطول الأمطار لتصل درجة المعاناة أحيانا إلى الحصار التام والغرق في أحيان أخرى. وتستنفر الأجهزة الحكومية الشرطة والدفاع المدني والهلال الأحمر والبلدية ومصلحة المياه والصرف الصحي حتى ورش الميكانيكا لإصلاح السيارات ومحلات نقليات السيارات للعمل على مدار الساعة لسحب مئات السيارات التي تصاب بالعطل بسبب سيول الأمطار في الشوارع في مدينة الطائف.
إحدى أعرق مصائف المملكة ومقصد السياح.
صعوبات وادي وج
الجزيرة انتقلت ميدانياً في إحدى الليالي الممطرة للاستماع إلى مشاكل وهموم المواطنين والاطلاع على معاناتهم الشديدة وكانت البداية في نهاية وادي وج حيث عثرنا على سيارة طمس أكبر جزء منها في أحد المسايل بوادي وج وهو شارع رئيسي مزدوج يمتد من المثناة غرب الطائف وينتهي في حي جبرة السكين وصاحبها يقف بجوارها يبتهل بالدعاء لله شكراً لأنه خرج ومعه أسرته سالمين.
وتحدث للجزيرة وقال عندما بدأت الأمطار تهطل على المدينة كنت مع أسرتي خارج المنزل وقد طلبت زوجتي سرعة العودة للمنزل وحذرتني من وضع الطريق خلال العودة بعد الأمطار، إلا أنني طمنت الزوجة العزيزة أن سيارتنا من نوع متميز جداً وقوي وذي دفع رباعي ونستطيع ان نتجاوز أي صعوبة تواجهنا بهذه السيارة، سيول أو غيرها.
وعندما اقتربنا من موقع السيل في الوادي ذكرتني زوجتي بالتنبيه الذي صدر منها ولكن ماهو الحل لا يوجد أي اتجاه آخر نحو منزلنا سوى اجتياز هذا السيل من هذا الشارع الذي تحول لوادي، فتقدمت بسيارتي التي تفاخرت بأنها سوف تجتاز الصعوبات وفجأة شعرت أننا سنغرق إن واصلت عملية السير فأكبر جزء من السيارة غطس تماماً، والمسافة لا تزال طويلة لاجتياز السيل، فصاحت الزوجة والأبناء ارجع بنا للخلف وحاولت العودة للخلف دون فائدة، فالسيارة سقط أحد عجلاتها في حفرة ومياه السيول ترتطم بها وتحركها واستنجدت بالناس الذين ساعدوني على إخراج زوجتي وأطفالي.
وفي طريقنا بعد هذه الحادثة عثرنا على سيارة من نوع ونيت غمارتين توقفت هي الأخرى وسط السيول في شوارع الطائف ورفض ركابها الخروج منها وطلبوا النجدة لانقاذهم مع سيارتهم التي لا يملكون غيرها.
وكانت كل الشوارع بالطائف بهذه الصورة ولا يوجد أي اتجاه يمكن العبور منه في طريقنا إلى منازلنا سوى أن نجتاز السيول في الشوارع وهذه المعاناة ليست جديدة على سكان الطائف، فكلما هطلت أمطار على الطائف تكررت مثل هذه المعاناة باستمرار، الأمطار نفسها التي تتواصل على مدينة الطائف لأكثر من شهر في بعض الأحيان وبرغم ذلك لم تنفذ الجهات المختصة في البلدية أو مصلحة المياه والصرف الصحي مشروعاً متكاملاً لتصريف مياه الأمطار والسيول، ولولا أن الطائف تقع على هضبة جبلية مرتفعة في ظل هذا الوضع والمعاناة بعدم وجود مشروع لتصريف مياه الأمطار والسيول لغرقت المدينة.
حصار المنازل
وفي موقع ثالث ترك صاحب سيارة من نوع «كابرس بكس» سيارته وفر بجلده من داخلها خوفاً من ارتفاع منسوب مياه السيول والأمطار وقال إنه استغرق أكثر من يوم كامل حتى عاد لسيارته وسحبها بواسطة رافعة إلى إحدى الورش وقد كلفته عملية إصلاح السيارة من جراء دخول المياه للمقاعد وعلى محرك السيارة أكثر من 500 ريال.
وفي منطقة سكنية شاهدت «الجزيرة» منزلاً في مخطط سكني حديث شرق مدينة الطائف محاصر بالكامل بمياه الأمطار والسيول لا يستطيع سكان هذا المنزل الموجودين فيه الخروج منه ولا يستطيع السكان الذين كانوا في الخارج قبل الحصار الدخول إليه وأكدوا ل«الجزيرة» أن هذه ليست هي المرة الأولى التي يحاصرون فيها من جراء الأمطار والسيول وتحدث في هذا الصدد المواطن حميد بن محمد الثقفي وقال بالنسبة لتجمع مياه الأمطار والسيول فهذه معاناة متكررة يعاني منها سكان مخطط الملك فهد في حي الجال وهذا منزلي الذي تشاهدوه حالياً نموذج أمامكم للعديد من المنازل في هذا الحي بصورة خاصة وكافة الأحياء والمناطق السكنية بالطائف والحقيقة أننا طرقنا كل أبواب المسؤولين بالطائف منذ زمن طويل وصوّرنا لهم معاناتنا بتقارير وأدلة وبراهين وصور حية ومع ذلك لا حياة لمن تنادي حتى اليوم وأكثر ما تسارع لاتخاذه هذه الأجهزة عندما تحاصرنا سيول الأمطار المطالبة بفصل التيار الكهربائي والبعض الآخر يطالبنا بمغادرة منازلنا والخروج بعوائلنا أمام الناس وسط بحيرات مائية تعرض عوائنا للإحراج الشديد وبعض هذه الإدارات تقوم بإحضار صهاريج للشفط أمام المنازل تحتاج لعدة أيام.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved