Friday 12th July,200210879العددالجمعة 2 ,جمادى الاولى 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

مؤيداً تكريم الشيخ محمد العبودي: مؤيداً تكريم الشيخ محمد العبودي:
برنامج (أوراق خليجية) دعوة إلى تكريمه

للذاكرة مواسم متفتحة للعطاء ومعاشرة التجليات الإبداعية والتناغم معها والتفاعل مع أحداثها، ومع صور الآخرين النابضين في حركة الحياة، وللذاكرة فصول خريفية تستحوذ على أنسجتها إذا تخلت عن ألق الحياة وبيادر الاتصال والابتكار، أو ابتعدت عن صحبة الكتاب وأجواء القراءة، ذلك ما يحدث لكل إنسان يعشق الكتب، ويزاول مهنة الوراقين، ويتابع بنهم وشغف كل جديد وحديث.
وهي سمة لازمت استاذي الفاضل محمد الحمدان في مراحل شبابه وكهولته حتى أخذته معاناة الارتحال الى القرية وانتزعته من عشقه الترحال بحثا عن الكتب والمخطوطات والنوادر التراثية والشعبية، فعصف هذا التحول بذاكرته وشتت أنسجة التركيز فيها، فأصبح يحمل هما متراكماً وشؤونا وشجونا شتى، وتوجها غريبا لعشق القرية مسكونا بحنين إلى الألفة والارتياح في منتجعاتها، والركون إلى رواتها برغم ما يمتلكه من هواجس عاشق قلق لا يكاد أن يرتاح لصخب المدينة وعنفوانها ووهجها الذي اعتاد عليه سنين متوالية، الاّ ويعود إلى الامتزاج به.
وقد قرأت مقالته المنشورة في عدد الجزيرة الصادر يوم الجمعة برقم (10865) وتاريخ 17/4/1423ه بعنوان (اكثر من موضوع) التي تناول فيها بلمحات عاجلة عددا من الموضوعات تعليقا جاء في أجزاء منه عابرا.. منها تعليقه على (تكريم الشيخ العبودي) حيث اشار الى مطالبة الأستاذ حمد القاضي بتكريم الشيخ محمد بن ناصر العبودي تقديرا لأعماله المتصلة في ميدان الدعوة والبحث، وأدب الرحلات، ودوره الأثير المؤثر في تنمية الوعي الاجتماعي ونسي الاستاذ محمد الحمدان اسم الآخر الذي تناول تكريم الشيخ العبودي أو أيده، وقد كان الأستاذ محمد لا يفوته أن يحتفظ بكل واردة وشاردة، لاسيما ما يعنى به ليتناوله بالتعليق، أو الإشارة، أو النقد، ولكن كثرة الموضوعات قد تؤثر على رصد الذاكرة لكل الأشياء، وفي نطاق الحديث عن تكريم الشيخ محمد العبودي فقد أشار الأستاذ محمد الحمدان إلى البرنامج الاذاعي الذي أعددته، ولم يتطرق إلى اسمه أو عنوانه، ونوعية اشتراكه فيه، فأود أن أبين أن عنوان البرنامج هو: (أوراق خليجية) وقد اقترح من قبل إذاعات دول مجلس التعاون الخليجية، بحيث تُعدُّ إذاعة كلِّ دولة خمس حلقات من هذا البرنامج عن خمسة من روّادها في مجالات مختلفة، يتحدّث عن كل واحد من هؤلاء الرواد أربعة أو خمسة من الأدباء والمثقفين من الأكاديميين وغير الأكاديميين، وقد رشحت من قبل إذاعة الرياض بإعداد ما يخصُّ المملكة وقمتُ باختيار خمس شخصيات من الرواد الذين كان لهم دورهم وحضورهم في الحياة الادبية والاجتماعية وربما ينطوي هذا الاختيار على دعوة غير مباشرة للتكريم وهؤلاء الرواد هم:
1 الشاعر الأستاذ محمد حسن فقي.
2 الشاعر الأستاذ عبدالله بن محمد بن خميس.
3 الشيخ الراوية محمد بن ناصر العبودي.
4 الشيخ أحمد بن علي المبارك.
5 الشيخ أبوعبدالرحمن بن عقيل الظاهري.
وقد احتوى البرنامج على نبذة عن حياتهم وأعمالهم، وتحدث عن كل شخصية أربعة أو أكثر من الأدباء والاختصاصيين تناول كل منهم جانبا من جوانب الريادة والحضور في نسيج الحياة الثقافية، وفي الحلقة التي أعدت عن شيخنا الفاضل محمد العبودي تحدث الأستاذ محمد الحمدان عن جانب التأليف وأدب الرحلات في حياة العبودي، وما يختصُّ بكتابه القيم الصادر بعنوان (نفحاتٌ من السكينة القرآنية) وقد ألمح أحد المتحدثين عنه الدكتور أمين سليمان سيدو إلى تكريمه لقاء ما قدم لأمته ووطنه، ولقاء خدمته للدعوة الاسلامية من خلال عمله في رابطة العالم الاسلامي ورحلاته المنطلقة من مظلّتها إلى أقطار مختلفة من العالم وتدوينه تلك الرحلات في كتبه التي لم يسلط عليها ما تستحقه من أضواء لاستقطاب ما تختزنه ذاكرته من معلومات وذكريات وأحداث متواشجة عن العالم الإسلامي وما في بلدانه من تقاليد وأعراف وأنماط للتّعامل في الحياة، وكلٌّ من هؤلاء الرواد يستاهل التكريم والتقدير وفاءً لهم وتعريفا بجهودهم وأعمالهم القيمة في سبيل البناء وتنمية الوعي الاجتماعي وصياغة الصور المثلى للتعبير عن معاناة الآخرين.

عبدالله بن سالم الحميد

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved