Friday 12th July,200210879العددالجمعة 2 ,جمادى الاولى 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

التتن والنتن التتن والنتن
كلاهما يشتركان في الرائحة الكريهة
عبدالرحمن حمد العتيبي

«التتن» هو الاسم الذي أطلق على لفافة التبغ أو ما درج تحت مسمى «الدخان».. وربما أن اختيار مسمى «التتن» كان ترقيقاً لمفردة «النتن» بأن زاوجوا نقطة نونها بنقطة أخرى لتصبح «التتن» بديلة ل«النتن» وكلاهما مربوطان بالرائحة الكريهة.
واستخدام مفردة «التتن» لذلك الشيء أو تسمية الممارس له ب«التتان» ذابت ولم تبق إلا عند قلة من التقليديين الذين يتشكل سوادهم الأكبر من كبار السن، وهم نفسهم من ما زالوا ينعتون «السيجارة» ب«الزقارة» حتى الآن..
ولعل من أشهر «التتانين» الذين ساهموا في انتشار هذا «الغول المولع» إعلانياً رجل يدعى «ديفيد ماكلين» وقد لا يخفى اسمه على كثيرين منكم وصورته وهو يمتطي صهوة جواده برفقة زميله «التتان» الآخر «بوب»!!
هذا الرجل آخر أخباره أنه مات بعد اصابته بسرطان الرئة وكما ساهم في انتشار «التتن» في حياته كانت قصة صراعه المر مع السرطان ومن ثم موته شعاراً لجمعيات مكافحة التدخين. في أوقات مضت كان التدخين لدينا هنا جرم كبير مقترفه يعاقب بالمقت والاشمئزاز من كافة شرائح المجتمع رفضاً لصنيعه.. لذا يعمد ممارسوه في ذلك الوقت إلى السرية التامة ومن هنا خرج «بكت الشلة» الذي يدس في مكان بعيد عن الأعين.. لا يعرفه إلا «التتينة» فقط.. طبعاً هذا عند المراهقين المستجدين وذلك تحت استار الظلام ليلاً وفي «ذرى العواير» نهاراً.
أما كبار السن في ذلك الوقت فكان انطلاقهم بسياراتهم وابتعادهم عن أحيائهم فرصة لسد وهم «خرمة الراس» وعند إقبالهم على منازلهم فإن مضغ اللبان المنعنع للفم ورش العطر المتوفر على الملابس احتياطات لاخفاء ممارسة هذه العادة ورغم هذه الاحترازات للفئتين إلا أن «المتتن» وإن راوغ في القبض عليه متلبساً بالجرم «الممزوز».. وتجاوز اختبارات أنوف من حوله بتمويه العطر واللبان فإن آثار جمار السجاير على ملابسه أو جسده سوف تكشفه لا محالة.. ومع كل هذا يبقى تدخينهم اشاعة تحتمل الصدق والكذب ويبقى المتيقن من ذلك هم «شلة التتن» وعامل البقالة الذي يعرف زبائنه.. عادة التدخين انتشرت مع مرور الزمن انتشاراً استفحل واستشرى حتى صار يمارس علانية في المجالس بل إن بكت السجاير قد ينتقل من يد واحد إلى أخيه الأصغر دون رادع من أدب. والأدهى عندما يوقد أحدهم سيجارته من سيجارة ابنه الذي سبقه لإيقادها.
صحيح أن الحالة الثانية على نطاق ضيق ولكنها موجودة ولا نملك انكار أنها حصلت رغم أننا ننكر على من قام بها.
وفي الإعلام لم يعد «ديفيد» ورفيقه «بوب» هما رمزي الدعاية لها.. بل أصبح غيرهما كثير، فقنوات الإعلام المختلفة تستضيف ضيوفاً بسجايرهم على اختلاف ماركاتهم.. دون انكار لهذا العمل المشين.. ولكم أن تتوقعوا تبعيات مثل هذا النهج على النشء وعلى خطوات المجتمع الرامية لمحاصرة هذه الآفة ولفظها خارج أسواره..
الفطرة السليمة دينياً.. وصحياً.. وأخلاقياً تمقت هذه العادة!! والمجتمع بكافة توجهاته مسؤول مسؤولية تامة عن القضاء عليها.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved